ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمزيد من شكوك حلفائه حول مستقبل غزة، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي ينبغي ألا تتولى مسؤولية القطاع الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي شامل منذ 37 يوما.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أعقاب هجومها عبر الحدود في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي الذي أدى لمقتل 1400 إسرائيلي وأسر 240 آخرين، إلا أنها قواتها المتوغلة تواجه مقاومة شرسة أوقعت خسائر كبيرة في صفوفها.
لكن تل أبيب لم تحدد في تصريحات مسؤوليها من يتعين عليه حكم القطاع بعد انتهاء الصراع لصالحها كما تأمل، مكتفية بالقول إن إسرائيل ستحافظ على الأمن العام.
وتؤكد واشنطن أن إسرائيل لا يمكنها احتلال القطاع بعد الحرب، وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي إنه يجب إعادة توحيد إدارة غزة مع الضفة الغربية المجاورة التي تدير السلطة الفلسطينية أجزاء منها.
وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أول أمس إن سلطته يمكن أن تلعب دورا مستقبليا في حكم قطاع غزة، لكن نتنياهو أشار في وقت متأخر أمس إلى أنه لا يريد إطلاق العنان لحكام السلطة الفلسطينية الحاليين في غزة.
شكوى نتنياهو
وخلال مؤتمر صحفي، أبدى نتنياهو شكاواه طويلة الأمد بشأن المناهج الدراسية في مدارس السلطة الفلسطينية التي يقول إنها تغذي الكراهية لإسرائيل، وسياستها المتمثلة في دفع الرواتب لعائلات الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل.
وقال نتنياهو “لن تكون هناك سلطة مدنية تعلم أبناءها (..) القضاء على دولة إسرائيل، ولا يمكن أن تكون هناك سلطة تدفع رواتب عائلات القتلة”.
وأضاف “لا يمكن أن تكون هناك سلطة يرأسها شخص لم يدن المذبحة (في السابع من أكتوبر/تشرين الأول) بعد مرور أكثر من 30 يوما”.
وكان عباس قد ندد بالعنف ضد المدنيين “من الجانبين” لكنه لم يصدر إدانة قاطعة للهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقد استشهد أكثر من 11 ألفا من سكان غزة بالغارات الإسرائيلية خلال الأسابيع الخمسة الماضية، أكثر من ثلثيهم نساء وأطفال، إضافة إلى دمار هائل بالأحياء السكنية والمرافق الحيوية والمستشفيات.
ومن جانبه، قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس -لرويترز- إن الإسرائيليين يسعون إلى إبقاء الانقسام بين المنطقتين الفلسطينيتين الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وغزة.
وأضاف أن “المحاولات الإسرائيلية لفصل غزة عن الضفة الغربية ستفشل ولن يسمح بها مهما كانت الضغوط”.
واشنطن تستفسر
ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية -اليوم- أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تواصلت مع المسؤولين الإسرائيليين، وطلبت منهم توضيح ما كان يعنيه نتنياهو عندما قال “إن إسرائيل ستستمر في السيطرة الأمنية على قطاع غزة”.
وقالت الصحيفة إن نتنياهو ظل يردد هذه العبارة عن وضع غزة بعد انتهاء الحرب مرات عدة خلال الأيام الأخيرة، وذلك في بيان أمس ومقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية وفي اجتماع مع مسؤولين إسرائيليين.
وفي بيان له في مؤتمره الصحفي الليلة الماضية، تناول نتنياهو مسألة “اليوم التالي” للحرب في غزة، وقال “لن نوافق على التخلي عن السيطرة الأمنية على غزة تحت أي ظرف من الظروف” مضيفا “في اليوم التالي ستكون غزة منزوعة السلاح، ولن يكون هناك تهديد آخر من قطاع غزة لإسرائيل”.
وفي ما يتعلق بإمكانية إقامة مستوطنة في غزة، قال نتنياهو إنه لا يعتقد أن ذلك هدف واقعي.