في الشكل، تشكّل هذه المحكمة ضغطًا معنويا على إسرائيل، مما دفع تل أبيب للمشاركة في المحكمة، في حين ترفض اتهامات الإبادة، وتعتبر أن جنوب إفريقيا باتت ذراعا لحماس.
أما في المضمون والواقع، فالمحكمة التي هي الهيئة القضائية الأعلى في الأمم المتحدة، يمكن أن تصدر تدابير مؤقتة تأمر فيها إسرائيل بوقف الحرب.
من سيمثل فريقي الادعاء والدفاع في القضية؟
يقود جون دوغارد، المتخصص في حقوق الإنسان من جنوب إفريقيا، الفريق القانوني لبلاده. في المقابل، يرأس فريق الدفاع الإسرائيلي المحامي البريطاني مالكولم شو، المتخصص في النزاعات الإقليمية.
ما هي قضية الإبادة الجماعية المرفوعة؟
في ملف مكوَّن من 84 صفحة، تتهم جنوب إفريقيا إسرائيل بالعزم على تدمير الفلسطينيين في غزة. وقالت إنها حوّلت القطاع، ولا تزال، إلى أنقاض. وتتهم جنوب إفريقيا إسرائيل، بالفشل في منع الإبادة الجماعية وارتكابها، وبالتقاعس أيضاً عن منع مسؤولين فيها من التحريض على الإبادة الجماعية.
وطالب ممثلُ جنوب إفريقيا محكمةَ العدل الدولية باتخاذ قرار لوقف ما وصفه بالجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، مشددا على أن مستقبل الفلسطينيين مرهونٌ بقرارات المحكمة.
كيف ترد إسرائيل على هذه التهم؟
تنفي إسرائيل بشدة هذه التهم، وترد عليها باتهام جنوب إفريقيا بالتواطؤ مع حماس. وأكد المسؤولون الإسرائيليون مرارا، أن حربهم ضدّ حماس وليست ضد شعب غزة، أو المدنيين هناك.
فهل تخشى إسرائيل مثل هذه الإجراءات؟
في حديثه لغرفة الأخبار على “سكاي نيوز عربية” حول امتثال إسرائيل امام محكمة العدل الدولية وطرق تنفيذ آليات المحاكمة يقول أستاذ القانون الدولي والباحث في العلاقات الدولية، الدكتور أحمد عجاج:
- إذا تم إثبات قضية الإبادة ضد إسرائيل، فإن ذلك سيكون له أثراً مؤلماً جداً عليها وتتأثر سمعتها الدولية.
- إدراك جنوب إفريقيا صعوبة إثبات جريمة الإبادة الجماعية إلاّ عن طرق تقديم أدلة وبراهين متعلقة بالنية المبيتة التي تظهر تعمد إسرائيل إبادة الفلسطينيين.
- ما أقدمت عليه جنوب إفريقيا تكتيك قانوني مهم جدا.
- قبول المحكمة للدعوة مهم إلى حين ثبات بطلانها.
- قبول إسرائيل المشاركة في القضية لإدراكها عجز جنوب إفريقيا إثبات الاتهامات الموجهة إليها.
- استعداد إسرائيل لهذه الدعوة واتهامها لجنوب إفريقيا بدعمها حركة حماس.
- لإسرائيل القدرة على قلب موازين القضية إلى صالحها حين تثبت أنها هي من تعرضت للاعتداء وأن ما قامت به هو دفاع عن النفس.
- قيام جنوب إفريقيا بحماية نفسها من الاتهامات الإسرائيلية حين دانت فظاعة ما قامت به حركة حماس في السابع من أكتوبر وأنه انتهاك للقانون الدولي والأعراف الدولية.
- وجود الكثير من الجدل القانوني الذي سيجعل من القضية مثيرة جدا.
- إمكانية عدم الالتزام من قبل إسرائيل بالقرار المبدئي المتعلق بتجميد النزاع.
كيف تنفّذ قرارات محكمة العدل الدولية؟
الطريقة الوحيدة لتنفيذ أمر محكمة العدل الدولية هي من خلال تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. لكن يمكن لأي من الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس، استخدامُ حق النقض ضد أي إجراء من هذا القبيل، ورهان إسرائيل هنا على الولايات المتحدة.
ضغوط العدالة في وجه التصعيد
وفي حديثه لغرفة الأخبار على “سكاي نيوز عربية” حول مطالبة جنوب إفريقيا بإيقاف جرائم الإبادة التي تمارسها إسرائيل يقول الخبير في الشؤون القانونية صابر أحمد جذبهاي:
- تعد كل من إسرائيل وجنوب إفريقيا ضحايا لما يسمى الأبارتايد.
- يجب على إسرائيل أن تتجنب تكرار ما حدث لها في القرن الماضي في فترة الهولوكوست.
- مطالبة جنوب إفريقيا من الحكومة الإسرائيلية في الخامس عشر من أكتوبر بإيقاف عملياتها للإبادة الجماعية لكن الجانب الإسرائيلي رفض الاستماع لذلك.
- توقيع كل من إسرائيل وجنوب إفريقيا على اتفاقية جنيف ضد الإبادة الجماعية.
- ما تقدمت به إسرائيل من حجة على إن حماس هي امتداد لجنوب إفريقيا لا أساس له من الصحة.
- قيام جنوب إفريقيا بالنظر في عدد من الحجج والأدلة تؤكد أن إسرائيل استخدمت ألاف الأطنان من القنابل لاستهداف مناطق مدنية، وهذا يمثل إبادة جماعية ويجب أن يتوقف.
- تقديم إسرائيل لأدلة غير موضوعية تتناقض مع الحقيقة ولما ارتكبنه من إبادة جماعية.
- جريمة الإبادة الجماعية لم تبدأ في السابع من أكتوبر وإنما تعود إلى خمسة وسبعين عاما.
من جانبه، وصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل الفلسطينية الدكتور عماد البشتاوي ما قامت به جنوب إفريقيا يعد نصرة للحق، والوقوف إلى جانب القانون الدولي وإلى جانب الشرعية الدولية على حد قوله.
ويضيف خلال حديثه لغرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية:
- لا يوجد أي مصالح مشتركة بين جنوب إفريقيا وفلسطين من خلال وضع إسرائيل في قفص الإتهام بأي شكل من الأشكال.
- اتهام بنيامين نتنياهو جنوب إفريقيا بالانحياز والتواطؤ مع حماس هو دليل على الوضع الصعب الذي يواجهه نتنياهو.
- بعد غياب الضمير العالمي لثلاثة أشهر عن الجرائم البشعة والمجازر الجماعية التي تحدث في فلسطين، قدمت جنوب إفريقيا مفاهيم أخلاقية عامة واضحة تعبر عن هذه المأساة.
- ما تقوم به إسرائيل من قصف وتدمير يدحض أية حجة تقدمها إسرائيل بأن ما قامت به دفاع عن النفس.
- محكمة العدل الدولية تضمن عملياً تحقيق العدالة القانونية والأخلاقية للفلسطينيين، ولكنها لن تؤمن العدالة السياسية ولن تمنح الفلسطينيين دولة.
- يقع على المجتمع الدولي ومجلس الأمن والجمعية العامة واجب تاريخي يقتضي بإنصاف الشعب الفلسطيني.
- الأدلة التي ستقدمها إسرائيل لن يكون لها أي أساس من الصحة وستكون مزيفة كالتي قدمتها إثر أحداث السابع من أكتوبر.
- السابع من أكتوبر هو نتاج سياسات إسرائيلية امتدت على عقود طويلة.. تنصلت ورفضت إسرائيل فيها كل مساعي السلام الفلسطينية.. إذا ما التزمت إسرائيل خلال محاولات السلام المتكررة، لما حدثت أحداث السابع من أكتوبر.
ويقول الكاتب والباحث السياسي برهوم غولانفي إن إسرائيل قادرة على تقديم الأدلة والبراهين للدفاع عن نفسها، وهذه فرصة تاريخية لها.
- امتلاك إسرائيل لأدلة تدين بها حماس وتثبت أن ما قامت به إسرائيل لم يكن سوى دفاعا عن النفس.
- اتهام إسرائيل من قبل جنوب إفريقيا باطل وإسرائيل ستكشف الحقيقة.
- وجود العديد من الجهات التي لا تعترف بالوجود الإسرائيلي ومتضامنة مع الفلسطينيين بشكل كبير وواضح.
- اعتراف إسرائيل أن الشعب الفلسطيني ضحية لحركة حماس التي انفقت أموالهم لبناء الأنفاق على حساب الاستثمارات.