نددت مؤسسة كادوس الخيرية الطبية الألمانية بعدم حدوث أي عمليات إجلاء طبي من شمال غزة منذ أكثر من شهر، محذرة من أن ذلك يجعل الأشخاص المصابين بجروح خطيرة محاصرين في المستشفيات المتضررة حيث لا يمكنهم الحصول على العلاج المناسب.
وتعمل مؤسسة كادوس مع منظمة الصحة العالمية في محاولة لإيصال سيارات الإسعاف إلى شمال قطاع غزة من أجل القيام بعمليات الإجلاء، والسفر مع قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة التي تنقل الغذاء أو الإمدادات الطبية.
مسعفو الهلال الأحمر الفلسطيني ومتطوعو مؤسسة كادوس الألمانية يعايدون على ابناء شعبنا بمناسبة الشهر الفضيل من داخل النقطة الطبية التابعة للجمعية في خانيونس حيث يعملون لإنقاذ حياة الجرحى وتقديم العلاج للمرضى.
📷 تصوير المتطوع : عطا الله غيث#غزة #رمضان— PRCS (@PalestineRCS) March 16, 2024
وتشير المؤسسة في تقرير على صفحتها على فيسبوك إلى أن “الوضع في غزة لا يزال حرجا للغاية، حيث أن العديد من المستشفيات في شمال غزة أصبحت خارج الخدمة بسبب الحرب، فضلا عن أن عمليات تسليم المساعدات عبر معبر رفح الحدودي مع مصر تخضع لقيود شديدة”.
وقال رئيس بعثة المؤسسة في غزة، باتريك مونز، إن “سيارات الإسعاف بحاجة إلى الوصول بشكل عاجل لنقل المرضى الأكثر ضعفا للحصول على رعاية متخصصة”، بحسب ما نقلت عنه صحيفة “الغارديان”.
وتؤكد الصحيفة أنه “لا توجد وحدات للعناية المركزة تعمل حاليا في شمال غزة، مما أدى إلى وفاة الفلسطينيين الذين أصيبوا بجروح خطيرة في الغارات الجوية الإسرائيلية والقتال على الأرض”.
لكنها تشير إلى وجود عشرات المرضى في المستشفيين العاملين في مدينة غزة من الذين استقرت حالتهم بعد بتر أطرافهم أو إصابتهم بحروق شديدة، ويمكنهم البقاء على قيد الحياة إذا تلقوا العلاج في رفح أو خارج غزة.
وأوقفت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عمليات الإجلاء بعد أن تعرض العاملون في القوافل الطبية لهجمات إسرائيلية متكررة، وتعرضوا للمضايقة والاحتجاز من جانب القوات الإسرائيلية.
وقد تم تسليط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها المسعفون في أواخر يناير عندما قتل شخصان أثناء محاولتهما الوصول إلى الطفلة هند رجب البالغة من العمر ست سنوات، التي كانت محاصرة في سيارة عائلتها في مدينة غزة ومحاطة بجثث أقاربها القتلى بعد أن تعرضت لإطلاق النار.
واتهمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إسرائيل باستهداف سيارة الإسعاف عمدا، بعد أن وافق الجيش على مهمة الإنقاذ. وقالت إسرائيل إن قواتها لم تكن في المنطقة في ذلك الوقت.
🚑رغم خطورة المكان طواقم الهلال الاحمر الفلسطيني تنقل ستة شهداء وثلاث اصابات جراء قصف الاحتلال اكتر من شمال مخيم النصيرات وسط قطاع #غزة.
📷تصوير المتطوع: محمد سليمان— PRCS (@PalestineRCS) March 17, 2024
وطالبت الأمم المتحدة بوصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وحماية المدنيين، مشددة على الحالة الحرجة للنظام الصحي، مع اكتظاظ المستشفيات واستحالة إجلاء المرضى المعرضين للخطر.
“ما نراه الآن هو كارثة مطلقة. نرى الجوع واليأس والخوف في عيون الناس” ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين دومينيك ألين خلال مهمة شديدة الخطورة إلى مستشفى الولادة الوحيد العامل في مدينة #غزة.
ولا يمكن للعالم أن يغض الطرف! #وقف_إطلاق_النار الآن pic.twitter.com/Kne66ytPEE
— UNFPA Arabic (@UNFPA_Arabic) March 13, 2024
وحتى بالنسبة لعمال الإغاثة الدوليين، فإن السفر إلى مدينة غزة أمر خطير ويمثل تحديًا لوجستيًا. وأوقفت الأونروا قوافل المساعدات إلى شمال غزة في فبراير بعد أن تعرضت إحداها لإطلاق نار من السفن الإسرائيلية، لكن الحاجة إلى إخراج المرضى أصبحت ملحة.
قال مونز: “بالطبع نشعر بالخوف أيضا، ومن المهم أن نفهم الخطر الذي نعرض أنفسنا له لكنني مستعد للذهاب، من المهم حقا أن نتمكن من البدء بذلك الآن”.
ولم يُسمح لمؤسسة “كادوس” بإحضار سيارات الإسعاف الخاصة بها إلى غزة، على الرغم من ضغوطات الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الألمانية على الحكومة الإسرائيلية.
في الوقت الحالي، تستخدم المؤسسة سيارات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني “وهذا يزيد أيضا من المخاطر لأن سيارات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني قد تم استهدافها بالفعل”، كما يرى مونز.
وسلطت المؤسسة في تقرير لها الأربعاء على الوضع الصحي في قطاع غزة من خلال حالات لمرضى تعامل فريقها معها في الفترة الأخيرة.
ويأمل مونز في أن تتم عمليات الإجلاء الطبية الأولى سريعا، حيث تقدم منظمة الصحة العالمية أسماء المرضى الذين يحتاجون للخروج من المنطقة إلى الجيش الإسرائيلي.
ومن المتوقع أن تستغرق الموافقة عليهم من يومين إلى أربعة أيام، ثم يحدد الجيش الإسرائيلي موعدا ومسارا للإخلاء، بحسب “الغارديان”.
وقال مونز إن “الأشخاص الذين سننقلهم في البداية على الأقل هم مرضى رعاية حرجة، ولكن حالتهم مستقرة”، مضيفًا أنه لم تكن هناك عمليات نقل منذ أكثر من شهر. “كان ينبغي أن يتم إجلاؤهم الجمعة بالفعل.”
منذ بداية العدوان على #غزة خرجت 16 مركبة اسعاف تابعة للجمعية عن الخدمة جراء اعتداءات الاحتلال.
تتعمد قوات الاحتلال استهداف مركبات الاسعاف التابعة للجمعية رغم انها تحمل شارة الهلال الأحمر المحمية دوليا.
📍يتمتع العاملون في المجال الطبي والمرافق ووسائل النقل الطبية بالحماية بموجب…— PRCS (@PalestineRCS) March 15, 2024
وفيما شُرد معظم السكان جراء الحرب والدمار ونزحوا في اتجاه الجنوب، تقول وكالات الإغاثة إن نحو 300 ألف ممن بقوا في مناطق شمال غزة هم الأكثر معاناة من الجوع ونقص الماء وسوء التغذية، ويصعب الوصول إليهم.
وبعد أكثر من خمسة أشهر على بدء الحرب بين إسرائيل وحماس إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية، تستمر الحصيلة البشرية بالارتفاع في غزة حيث قتل 31553 شخصا منذ السابع من أكتوبر بحسب وزارة الصحة في القطاع فيما المجاعة تهدد بالانتشار في القطاع المحاصر بحسب الأمم المتحدة.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الأحد أن أكثر من 13 ألف طفل لقوا حتفهم في غزة جراء الهجوم الإسرائيلي، مضيفة أن العديد منهم يعانون من سوء تغذية حاد وليس لديهم “حتى الطاقة للبكاء”.
وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل لشبكة (سي.بي.إس): “لقد أصيب آلاف آخرون أو لا نستطيع حتى تحديد مكانهم. ربما يكونون محاصرين تحت الأنقاض… لم نشهد هذا المعدل من الوفيات بين الأطفال في أي صراع آخر في العالم تقريبا”.
وأدى هجوم حماس إلى مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصا داخل إسرائيل غالبيتهم من المدنيين بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وتشرف إسرائيل على دخول المساعدات البرية إلى قطاع غزة التي تبقى كمياتها غير كافية نظرا إلى الحاجات الكبيرة والملحة للسكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة والمهددين بغالبيتهم بمجاعة بحسب الأمم المتحدة.
وأفرغت سفينة تابعة لمنظمة “أوبن آرمز” الإسبانية غير الحكومية 200 طن من المواد الغذائية وفرتها منظمة “وورلد سنترال كيتشن” على ساحل غزة. وستُنقل المساعدات إلى شمال القطاع حيث الوضع الإنساني كارثي.
وتستعد سفينة مساعدات أخرى للابحار بحسب السلطات القبرصية.
وواصلت دول عربية وغربية عدة إلقاء المساعدات الغذائية من الجو إلا ان الأمم المتحدة تعتبر أن إيصال المساعدات برا يبقى حيويا.