بعد أيام من تجديده التعاون مع شركة “سبورت رادار” لمكافحة التلاعب في نتائج المباريات، يواجه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم شبهات تلاعب في نتائج مباريات أكبر بطولات القارة الصفراء، إذ أن بعض المحللين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي قد عدوا ما حدث في مباراة ماليزيا وكوريا الجنوبية “فضيحة”.
وكان مراقبون قد اعتبروا أن منتخب كوريا الجنوبية قد تعمد التعثر أمام “نمور ماليزيا” حتى لا يضطر إلى مواجهة “الساموراي الياباني في الدور ثمن النهائي، ولاسيما وأن الأخير يعتبر المرشح الأقوى للفوز بلقب البطولة.
وانتهت المباراة بين كوريا الجنوبية وماليزيا بالتعادل بثلاثة أهداف مقابل ثلاثة، مما جعل منتخب البحرين يتصدر المجموعة ويضرب موعدا ناريا لمواجهة اليابان.
كما يرى بعض المحللين أن المنتخب الأردني قد تعمد الخسارة أمام البحرين حتى لا يتصدر مجموعته وبالتالي تفادى هو الآخر حسابات المواجهة الصعبة مع “الكمبيوتر الياباني”، بحسب رأيهم.
كأس أمم آسيا.. تحدٍ كبير للعرب في حضرة “الشمشون” و”الساموراي”
تنطلق يوم الجمعة القادم نهائيات كأس أمم آسيا لكرة القدم بتواجد 10 منتخبات عربية من أصل 24 فريقا يشاركون في هذه البطولة التي تشهد أكبر قارة في العالم فعاليتها كل أربع سنوات، وسط توقعات بأن يكون منتخبا “الساموراي الياباني” و”الشمشون” الكوري الجنوبي أبرز المرشحين للفوز بالبطولة إلا إذا كان لأهل “لغة الضاد” كلام آخر.
وفي هذا السياق اعتبر المحلل والإعلامي الرياضي البحريني، هاني اللؤلؤ، في اتصال هاتفي مع موقع “الحرة”: “أن ما حدث يعتبر فضيحة كبيرة بحق الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، إذ أننا شاهدنا تراخيا كبيرا من منتخب كوريا الجنوبية أمام منتخب عادي، حيث كانت تشير التوقعات إلى إمكانية الانتصار عليه بفارق واضح”.
وأضاف: “الكل شاهد التراخي في أسلوب الشمشون ، حيث أظهر تساهلا غير مقبول في الدفاع، وبعض الأهداف التي سجلها الماليزيون لا يمكن أن نشاهدها حتى في لعبة (البلاي ستيشن) الافتراضية”.
وعن مباراة منتخب بلاده مع الأردن، قال اللؤلؤ: “لانستطيع القول بإننا لم نستحق الفوز على المنتخب الشقيق، بيد أنه أيضا لاحظنا حالة من التهاون وعدم وجود رغبة جدية من النشامى في اللعب القوي والندي”.
وفي المقابل اعتبر، مرزوق العجمي، المنسق الإعلامي لـ”فيفا” في كأس العالم 2002 و2006 والمنسق الإعلامي للاتحاد الآسيوي في بطولتي كأس أمم آسيا 2000و2004، في حديثه إلى موقع “الحرة”: “أن اتهام أمة عريقة مثل كوريا الجنوبية التي لها مساهمات كبيرة في الألعاب الأولمبيية والبطولات الكروية القارية أمر يدعو للضحك والسخرية، فهي تمتلك منتخبا قويا له القدرة على المنافسة بغض النظر عمن سوف يواجهه”.
فلسطين في كأس آسيا.. أول انتصار وأول تأهل للدور الثاني
حققت فلسطين إنجازاً تاريخياً، الثلاثاء، ببلوغها الدور الثاني من كأس آسيا لكرة القدم، لأول مرة في تاريخهما، بعد فوزها على هونغ كونغ 3-0 في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات، التي شهدت أيضاً تأهلا تاريخيا لسوريا، والإمارات رغم خسارتها أمام إيران 1-2.
وتابع الباحث الرياضي الكويتي: “من حق منتخب الشمشون أن يختار الفريق الذي سوف يلاقيه في دور ثمن النهائي للوصول إلى مراحل متقدمة في البطولة، وخير مثال على ذلك ما فعله منتخب ألمانيا في مونديال المكسيك في العام 1986”.
وبحسب العجمي فإن منتخب ألمانيا الغربية “قد اختار بشكل أو بآخر أن يكون في المركز الثالث في مجموعته خلف الدنمارك والأوروغواي ليواجه منتخبا يحسبه أنه أسهل خيار له حيث لعب ضد المنتخب المغربي الشقيق”.
وتابع: “وبعد ذلك واجه منتخب المانشافت نظيره المكسيكي، وذلك قبل أن يلعب مباراة نصف النهائي مع فرنسا، وبالتالي كان ذلك أسهل طريق للألمان للوصول إلى المباراة النهائية”.
وكانت ألمانيا الغربية قد واجهت منتخب الأرجنتين بقيادة الأسطورة الراحل، دييغو مارادونا، حيث خسرت بصعوبة بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد موقعة نارية ومثيرة.
ويتفق الإعلامي الرياضي، محمد الجزار، فيما ذهب إليه العجمي، موضحا في تصريحات لموقع “الحرة”: “لا أعتقد بوجود شبهات فساد في المباريات، خاصة في مباراة كوريا الجنوبية وماليزيا أو حتى في مباراة الأردن والبحرين، فكل جهاز فني يكون له حسابات معينة يمكن أن نسميها (تراخي) وعندها يمكن أن يكون هذا المصطلح صادقا في وصف مجريات الأمور”.
وأضاف: “والدليل أنه في مباراة البحرين والأردن، قد اختار مدرب منتخب النشامى، المغربي الحسين عموته، منح الفرصة للاعبين البدلاء للمشاركة في تلك المباراة، بينما أجلس العديد من النجوم، مثل موسى التعمري وإحسان حداد على دكة الاحتياط وذلك بغض النظر إن كان قد فعل ذلك مجبرا أو بإرادته”.
وزاد: “وهذا الأمر قد أعطى التفوق بشكل واضح لمنتخب البحرين ليحقق فوزا مستحقا وكان بأمس الحاجة إليه لتفادي حسابات التأهل والاعتماد على نتائج المنتخبات في المجموعات الأخرى، خاصة وأن الفريق الأردني كان قد ضمن التأهل بجميع الأحوال”.
وبالنسبة لمباراة كوريا الجنوبية وماليزيا، فبحسب الجزار، قد “كان فيها الكثير من الأقاويل والجدل خاصة وأن ثمة لقطات أظهرت مدرب كوريا الجنوبية، الألماني، يورغن كلينسمان، وهو يبتسم بعد كل هدف يدخل مرمى فريقه، وكأنه لا يريد الفوز، ولكنه أكد بعد المباراة أنه لم يتعمد التعادل مع منتخب النمور”.
وكان كلينسمان قد رد على الاتهامات في المؤتمر الصحفي، قائلا: “هذا الموضوع يثير ضحكي، لقد أوضحت مراراً أن هدفنا في البطولة هو الفوز باللقب”.
وتابع: “غالباً ما تخلق الفيديوهات والصور قصصاً غير حقيقية، لم تكن ابتسامتي جريمة، بل ربما كانت تعبيراً عن دهشتي لاستقبالنا هدف التعادل الصادم”، داعياً إلى تقدير ما قدمه منتخب ماليزيا خلال المباراة.
وليؤكد أنه لم يكن يعمل على تفادي اليابان، قال : “منتخب السعودية من المرشحين للفوز بكأس آسيا، ولم يخسر أي مباراة في المجموعات، فكيف سأستهين به”.
وهنا يرى الجزار أن “كلينسمان وعقب خسارة اليابان أمام منتخب العراق أدرك أن منتخب الساموراي لن يحتل صدارة مجموعته وبالتالي فإن تصدر كوريا الجنوبية لمجموعتها سوف يجبرها على مواجهته في موقعة نارية وصعبة”.
وزاد: “ولكن طالما أنه لاتوجد أدلة على وجود اتفاق مسبق على النتائج فلا يمكن الحديث عن أي شبهات فساد وتلاعب في النتائج”.
ولتفادي مثل تلك الشكوك بشأن حدوث شبهات، يرى اللؤلؤ أنه “ينبغي على الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تغيير برنامج مباريات البطولة في النسخ القادمة بحيث تلعب مباريات الفرق التي من المتوقع أن تتقابل منتخباتها في مرحلة الثمن النهائي في نفس التوقيت”.
وتابع موضحا: “بمعنى أن يتم في الجولة الأخيرة من دور المجموعات إجراء أربع مباريات للمجموعتين في نفس التوقيت وهكذا لا يعرف متصدر المجموعة الأولى من سوف يلاقي من المجموعة الثانية”.
وأضاف: “أو يمكن إجراء قرعة للفرق الأربعة التي سوف تحتل أحسن مركز ثالث، وهنا أيضا لن تعرف الفرق الأخرى المتصدرة لمجموعتها أي فريق سوف تواجه من تلك المنتخبات”.
تجدر الإشارة إلى أن موقع “الحرة” حاول التواصل مع المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عبر الاتصالات الهاتفية وتطبيق المحادثة “واتساب” والبريد الإلكتروني دون أن يحظى برد حتى لحظة نشر التقرير.