أمم آسيا.. “أسود الرافدين” بالعلامة الكاملة لأول مرة في تاريخهم

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 10 دقيقة للقراءة

عقب تألقهم الكبير وفوزهم بكأس الأمم الأفريقية في نسخة 2019 التي أقيمت في مصر، صدم “محاربو الصحراء” الرأي العام الجزائري بعد أن فشلوا في التأهل إلى نهائيات كأس العام، وليصدموه لاحقا بالخروج المفاجئ من دور المجموعات في آخر بطولتين بالقارة السمراء، مما يطرح الكثير من الجدل والتساؤلات عن أسباب تلك الخيبات المتلاحقة.

وكان المنتخب الجزائري قد ودع بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم التي تجري فعالياتها في كوت ديفوار، إثر خسارته المفاجئة بهدف نظيف سجله منتخب “المرابطون” الموريتاني في شباك “الأفناك”، ليتذيل الأخير ترتيب مجموعته برصيد نقطتين حصل عليهما من تعادلين عندما واجه بوركينا فاسو وأنغولا.

وفي مباراة أنغولا تحديدا، كاد منتخب “الأفناك” أن يخرج خاسرا لولا أن مهاجمه المتألق، بغداد بونجاح، هز شباك “الغزلان السمراء” في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، لتنتهي تلك الموقعة المثيرة بالتعادل بهدفين لمثلهما.

الجزائر تودع كأس أفريقيا على يد موريتانيا

ودعت الجزائر، بطلة 2019، دور المجموعات لكأس أمم أفريقيا للمرة الثانية تواليا بعد خسارتها 0-1 أمام موريتانيا التي حققت فوزا تاريخيا على ملعب السلام في بواكي ضمن الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة، لتتأهل إلى ثمن النهائي.

وقال بونجاح في تصريحات تلفزيونية بعد اللقاء: “الظروف المناخية كانت صعبة جدا، وليس سهلا أن تلعب في ظروف مناخية مماثلة، وبناء على ذلك فإن التعادل لم يأتِ بسهولة”.

وما زاد في ألم الجماهير الجزائرية أن “محاربي الصحراء” كانوا بحاجة إلى نقطة التعادل من مباراتهم مع موريتانيا ليضمنوا التأهل إلى دور ثمن النهائي، ومن ثم الإبقاء على حلم الفوز بلقب قاري ثالث.

وبعد تلك الهزيمة القاسية، فإن المنتخب الجزائري لا يزال بانتظار الفوز الأول له في نهائيات أمم أفريقيا، وذلك منذ تخطي السنغال في نهائي 2019 في القاهرة.

وذكرت صحف محلية عدة أن المدير الفني للمنتخب الجزائري، جمال بلماضي، قد أعلن استقالته من تدريب “الخصر”، عقب الخروج من البطولة، لكن ذلك لم يعلن بشكل رسمي.

وكان بلماضي الذي قاد رفاق النجم رياض محرز، إلى الفوز بالكأس القارية في مصر، قد قال في المؤتمر الصحفي عقب انتهاء مباراة الجزائر مع “المرابطين” أنه سوف يؤجل الحديث عن موضوع الاستقالة، والاعتذار للشعب الجزائري على الإخفاق، إلى غاية العودة إلى البلاد، بحسب صحيفة “الشروق” المحلية.

من الأقرب للقب الكبير؟.. حظوظ المنتخبات العربية بأمم أفريقيا

تستعد خمس منتخبات عربية لخوض غمار أدغال كوت ديفوار للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم وسط أحلام وحظوظ متباينة، إذ يسعى “الفراعنة” للفوز بالنجمة الثامنة بينما يأمل “أسود الأطلس” في مواصلة تحقيق الإنجازات التاريخية بعدما فعلوه في مونديال قطر، وفي حين يحلم “محاربو الصحراء” بلقب ثالث.

وقد واجه بلماضي، الذي قاد بلاده إلى سلسلة لا هزيمة في 35 مباراة عبر أكثر من 3 سنوات انتهت على يد غينيا الاستوائية في يناير 2022 خلال النسخة الماضية من كأس أمم أفريقيا، انتقادات لاذعة بعد الإقصاء من الدور الأول لنسخة 2021 ثم الفشل في الصعود لكأس العالم 2022.

وبحسب وكالة فرانس برس، فقد قام بلماضي بإعادة بناء بعض خطوط التشكيلة عقب الخروج المهين من النسخة السابقة من البطولة الأفريقية محتفظاً ببعض الأسماء المميزة في مقدمتها الجناح رياض محرز (الأهلي السعودي)، ولاعب الوسط إسماعيل بن ناصر (ميلان الإيطالي)، والمدافع رامي بن سبعيني (بوروسيا دورتموند الألماني) ولاعب الوسط حسام عوار ( روما الإيطالي).

كما أضاف مجموعة من الشباب على غرار الجناح أمين عمورة (سان جيلواز البلجيكي) ولاعب الوسط فارس شايبي (إينتراخت فرانكفورت الألماني) والمدافع محمد أمين توقاي (الترجي التوسي).

“حظ المبتدئين”

وفي معرض تعليقه على خروج “الخضر” من البطولة، قال الإعلامي والمحلل الرياضي الجزائري، محمود علاق، في حديث إلى موقع “الحرة”: “في الحقيقة لست متفاجئا مما حصل مع المنتخب الوطني، فأنا شخصيا كنت أتوقع أن لا يمضي الفريق قدما في البطولة، وذلك بسبب الخيبات التي كنا شهودا عليها في الآونة الأخيرة، وأبرزها الفشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم الأخيرة التي أقيمت في قطر”.

ويتفق مع ذلك الرأي، الإعلامي والمحلل الرياضي، عبد السلام ضيف الله، الذي أوضح في اتصال هاتفي مع موقع “الحرة”: “أنا لم أتفاجأ من خروج المنتخب الجزئراي من دور المجموعات، بل إن المفاجأة أن لا نتوقع هذا الخروج”.

وتابع: “قد يكون هذا الكلام صادما، ولكن تلك هي الحقيقة، فقد شاخ المنتخب الجزائري مع الناخب الوطني، جمال بلماضي، الذي تجاوزته الأحداث مع (الخضر)، فبعد الانتصار على منتخب الكاميرون في أولى الموقعتين الفاصلتين المؤهلتين إلى مونديال قطر، ثم الخسارة القاسية للأفناك على أرضهم، فإن ذلك كان مؤشرا لإفلاس المدرب الذي بات يكرر نفسه في كل مباراة دون أن يكون لديه حلول فنية وإبداعية”.

وكانت الكاميرون قد انتزعت بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2022 لكرة القدم من الجزائر في ملعب ولاية البليدة، بعدما هزمتها بتسجيل هدف في الرمق الأخير من الوقت الإضافي 2-1 في إياب الملحق الأفريقي، ولتعوض بذلك هزيمتها في ملعب مدينة دوالا بهدف وحيد.

وفي نفس السياق، أكد علاق: “أنا كنت من المنادين بإبعاد بلماضي مباشرة عن دفة قيادة تدريب منتخبنا الوطني بعد خيبة المونديال، فهو قد أبان عن إفلاس تكتيكي كبير جدا، إذ أنه لا يملك خططا فنية تتماشى مع مجريات كل مباراة”.

وأردف: “أكاد أجزم أن التتويج بكأس أمم أفريقيا قبل نحو 5 أعوام، كان (حظ المبتدئين) كما يقال، حيث توفرت عوامل مساعدة عديدة، من ضمنها، تأثر اللاعبين بالحراك السياسي الذي كانت تشهده البلاد بغية عدم منح الرئيس الراحل، عبد العزيز بوتقلية عهدة رئاسية خامسة”.

وزاد: “يمكن أن أشبه ما حدث مع منتخب الجزائر في تلك النسخة بما جرى مع منتخب العراق في العام 2007 عندما حقق بطولة كأس أمم آسيا لأول مرة بتاريخ (أسود الرافدين) حيث كانت بلادهم تمر بظروف صعبة، وكانت الناس متعطشة لرؤية إنجاز تاريخي يساهم في إعادة أواصر الوحدة الوطنية  بين مختلف فئات الشعب”.

النجم الجزائري عطال يتحرك بعد إدانته بالسجن عقب فيديو “يوم أسود لليهود”

أعلن محامو مدافع منتخب الجزائر وفريق نيس لكرة القدم يوسف عطال، الأربعاء، أن موكلهم استأنف إدانته بالسجن مع وقف التنفيذ بسبب نشره مقطع فيديو يدعو الى “يوم أسود لليهود” على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.

وعن أسباب الفشل الأخرى، قال علاق: “لا أظن أن هناك عوامل ومؤثرات نفسية، فمعظم نجوم المنتخب يلعبون في أندية كبيرة وقوية وبالتاي هم معتادون على الضغوط، وعليه أحمل بنسبة 90 بالمئة مسوؤلية الإقصاء إلى الجهاز الفني بقيادة بلماضي”.

وأضاف: “وأخيرا نزل المدرب من برجه العاجي ليقول أنا أتحمل نتائج الإقصاء من البطولة، خاصة وأنه كان صعب المراس ولا يقبل أي انتقادات من الإعلاميين، بالإضافة إلى تعامله المزاجي والعصبي مع اللاعبين، وما حدث بينه وبين النجم سعيد بن رحمة أكبر دليل على ذلك”.

وكان بلماضي قد قرر استبدال بن رحمة خلال المباراة الودية التي جمعت بين الجزائر ومصر في أكتوبر الماضي، ولكن اللاعب رفض مصافحة المدرب عند الخروج من الملعب معربا عن استيائه من تغييره، فسارع الأول إلى إمساك نجم ويستهام الإنكليزي من قيمصه، وليتحدث معه بحدة وعنف.

“مساحيق تجميل”

وأما ضيف الله، فيعتقد أن الاعتماد على نفس المجموعة من اللاعبين كان من أسباب النتائج السلبية للمنتخب الجزائري، قائلا: “بلماضي أصر أن يستدعي معظم النجوم الذين اعتاد التعامل معهم منذ أن استلم دفة التدريب، وذلك بالرغم من أنه حاول أن يجدد بعض الدماء في البطولة الأفريقية الحالية”. 

وقال مضيفا: “ولكن تلك الاستدعاءات كانت أشبه بمساحيق تجميل، فهو في النهاية لم يعول سوى على الحرس القديم الذي انتهت مدة صلاحيته تماما كما انتهت مدة صلاحية المدرب جمال بلماضي، والذي أستغرب كيف لم تتم إقالته مباشرة بعد الخروج المهين للفريق الأخضر”.

وعن إمكانية ترشيح مدرب محلي آخر قادر على إعادة “الأفناك” إلى سكة الانتصار، قال علاق لموقع “الحرة”: “لا يوجد في الساحة حاليا مدرب مرشح بقوة لخلافة جمال بلماضي، ولكن هناك الكثير من النقاد والخبراء الرياضيين في الجزائر يرغبون في أن يكون القادم هو المدرب الفرنسي، هيرفي رينارد، والذي سبق له أن قاد منتخب السعودية للتأهل إلى مونديال قطر وتحقيق فوز تاريخي على نظيره الأرجنتيي في دور المجموعات”.

وعن ضرورة رفد منتخب الخضر، بدماء جديدة من اللاعبين، قال ضيف الله: “تمتلك الجزائر قاعدة كبيرة من النجوم واللاعبين المميزين والواعدين، وبالتالي الخيارات سوف تكون عديدة أمام أي مدرب قادم، والأهم وبعد هذا الخروج المشين من البطولة  الأفريقية أن يتعظ الاتحاد المحلي لكرة القدم، وأن يتخذ القرارات المناسبة والصحيحة”.

من جهته، يرى علاق: “أن المنتخب الجزائري بالأساس يملك حاليا العديد من اللاعبين الذين تترواح أعمارهم بين 20 عاما و25 عاما، وبالتالي هم قادرون على العطاء مع الفريق لمدة قد تصل إلى 7 أعوام بشرط وجود مدرب قادر على الاستفادة من إمكانياتهم وأن يكون لديه فكر متجدد وخطط فنية واضحة”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *