“أكبر مأساة” منذ عام 2000.. 99 قتيلا جراء الحرائق في تشيلي

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

قضى 99 شخصا على الأقل في الحرائق التي تجتاح منطقة بالبارايسو في وسط تشيلي في “أكبر مأساة” عرفتها البلاد منذ عقدين، وهي حصيلة مرشحة “للازدياد بشكل كبير”، على ما أعلنت السلطات الأحد.

وأتت النيران على مناطق سكنية بأكملها وحوّلت الغابات الممتدة على مساحة عشرات الآلاف من الهكتارات إلى رماد.

يواصل رجال الإطفاء، لليوم الثالث على التوالي، مكافحة عشرات الحرائق في وسط وجنوب البلاد.

وأعلنت خدمة الطب الشرعي المسؤولة عن جمع البيانات المرتبطة بهذه الأزمة، في بيان إلى أنها “استقبلت ما مجموعه 99 جثة… تم التعرف على 32 منها وتشريح 25 جثة”.

وكانت الحصيلة السابقة التي أعلنها الرئيس غابرييل بوريتش بلغت 64 قتيلا، قائلا “هذا العدد سيرتفع، ونحن نعلم أنه سيزداد بشكل كبير”. 

وأضاف بوريتش “إنها أكبر مأساة نشهدها منذ زلزال 2010″، في إشارة إلى الزلزال الذي بلغت قوته 8,8 درجات والذي أعقبه تسونامي في 27 فبراير 2010 ما تسبب في مصرع أكثر من 500 شخص.

وقال رئيس بلدية منتجع فينيا ديل مار ماكارينا ريبامونتي، وحاكم منطقة فالبارايسو رودريغو مونداكا، إن مئات من الأشخاص في عداد المفقودين.

وفي كويلبويه التي تبعد 90 كيلومترا إلى شمال غرب سانتياغو، شاهد فريق من وكالة فرانس برس أحياء بأكملها وسيارات متفحمة. وفي هذه المدينة علق آلاف السكان الجمعة لساعات عدة عندما كانوا يحاولون الفرار بسياراتهم.

ويكافح عناصر الإطفاء بلا كلل الأحد لإخماد 34 حريقا وتمكنوا من السيطرة على 43، بحسب الهيئة الوطنية للوقاية من الكوارث والاستجابة لها.

وقال المتقاعد لويس بيال (69 عاما) وهو يبكي أمام أنقاض منزله في حيّ فيلا إندبندنسيا على تلال بالبارايسو حيث عُثِر على 19 ضحية “في غضون دقيقة، فقدنا كل شيء”.

بقيت روسانا أبيندانيو (63 عاما) خائفة على زوجها لساعات إذ كان نائما بمفرده في منزلهما في حيّ إل أوليبار في بينيا ديل مار.

وقالت لوكالة فرانس برس “كان الأمر مروعا لأنني لم أكن قادرة على العودة” إلى منزلي، مضيفة “حين وصلت النيران كان زوجي نائما وبدأ يشعر بلهيب النار ثم تمكّن من الفرار”.

وتابعت “خسرنا كل شيء”.

أحوال جوية ملائمة

وقالت وزيرة الداخلية كارولينا توها إن الأحوال الجوية في الساعات القليلة الماضية تبدو مؤاتية بشكل أكبر، مشيرة إلى ظاهرة تميز سواحل المحيط الهادئ والتي تولد كثيرا من السحب والرطوبة العالية وبالتالي انخفاض في درجات الحرارة.

وأضافت الوزيرة أن “الظروف الحالية مؤاتية أكثر لعلاج الضحايا والسيطرة على الحرائق” مشيرة إلى أن حريق لاس تابلاس، وهو الأضخم في منطقة بالبارايسو، لا يزال نشطا و”يمتد على مساحة 80 كيلومترا”.

وتم نشر 17 فرقة إطفاء و1300 جندي ومتطوع مدني لمكافحة النيران ومساعدة السكان المعوزين في سائر أنحاء المنطقة الغنية بصناعة النبيذ والزراعة والغابات، وتشهد تدفقا للسياح في هذه الفترة بسبب قربها من المحيط الهادئ.

“أضرار الجفاف”

ومن روما، دعا البابا فرنسيس، بعد صلاة التبشير الملائكي، الأحد إلى الصلاة “من أجل القتلى والجرحى في الحرائق المدمرة في تشيلي”. 

أعلن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على موقع “إكس” (تويتر سابقا) أن التكتل “على استعداد لتقديم العون في هذه الأوقات الصعبة”، مشيرا إلى أن هذه “الحرائق المدمرة (…) تذكرنا بأضرار الجفاف والمناخ”.

منذ الأربعاء، قاربت الحرارة معدل 40 درجة في وسط تشيلي والعاصمة سانتياغو.

وترجع الحرائق إلى موجة حر صيفية وجفاف يؤثران على الجزء الجنوبي من أميركا الجنوبية بسبب ظاهرة إل نينيو الجوية، وسط تحذيرات العلماء من أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يزيد من مخاطر الكوارث الطبيعية مثل الحرارة الشديدة والحرائق. 

وبينما تواجه تشيلي وكولومبيا ارتفاعا في درجات الحرارة، تهدد موجة الحر باجتياح الأرجنتين وباراغواي والبرازيل في الأيام المقبلة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *