أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء مضي بلاده قدما في مكافحة تنظيم حزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق والذي وصفه بالإرهابي، وذلك في أعقاب إعلان أنقرة تدميرها 23 هدفا بضربات جوية شنتها على مسلحين من التنظيم في هذين البلدين.
وأوضح أردوغان -في خطاب عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة- توقيفهم 465 شخصا بتهم على ارتباط بالإرهاب منذ بداية العام الجاري على يد الشرطة والدرك.
وتطرق الرئيس التركي إلى الهجمات على قوات بلده في شمالي العراق والتي أسفرت عن مقتل جنود أتراك، قائلا “لم نترك دماء شهدائنا تذهب سدى، فقصفنا 114 هدفا وحيّدنا 78 إرهابيا في عملياتنا الجوية بسوريا والعراق في الأيام الخمسة الماضية”.
كما أشار إلى أن جهاز الاستخبارات التركي دمر 60 منشأة عائدة للتنظيم منذ 12 يناير/كانون الثاني الجاري، لافتا إلى أن إستراتيجية بلده التي وصفها بالحازمة “للقضاء على الإرهاب في مصدره، أزعجت من يخططون لترسيخه في منطقتنا”.
وأضاف أن عملياتهم خارج الحدود أحبطت أيضًا ما سماها مؤامرات تهدف لجر تركيا إلى اضطرابات داخلية من خلال موجة من الهجرة غير النظامية، مؤكدا “يتمتع وجودنا العسكري خارج حدودنا بأهمية حيوية لأمن وطننا وسلامة مواطنينا، ولا يمكن التراجع عن ذلك”.
من جهته، أكد وزير الدفاع التركي يشار غولر اليوم الثلاثاء أن بلاده لن تسمح بإنشاء ما وصفه بممر إرهابي على حدودها الجنوبية، وأن عملياتها الخارجية حالت دون دفع أثمان أكبر في الداخل.
جاء ذلك في معرض تقديمه إحاطة للبرلمان حول العمليات العسكرية والهجمات على القوات التركية، لافتا إلى أن عملياتهم في شمالي العراق وسوريا ينبغي النظر إليها على أنها تعاون دولي في ما سماه سياق الحرب على الإرهاب، “وليس نشاطا ضد سيادة هاتين الدولتين”، وفق قوله.
بدوره، قال وزير الخارجية التركية هاكان فيدان إنّ تاريخ صلاحية تنظيم حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) بات منتهيا، مشيرا إلى أن التنظيم “يحاول تخويف الأكراد والمجموعات العرقية الأخرى التي لا تتبنى أيديولوجيته الاستبدادية” في سوريا والعراق.
جاء ذلك في كلمة ألقاها فيدان اليوم في البرلمان التركي، وأكد خلالها أنّ الدولة التركية لن تترك مكانا آمنا لمن وصفهم بالإرهابيين على طول الحدود وما وراء الحدود.
وبيّن فيدان أن الاتصال والتشاور مع السلطات العراقية جارٍ ويتم من خلالهما مناقشة كافة الجوانب الأمنية، مجددا دعم بلاده للحل السياسي الشامل “الذي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري في إطار قرارات الأمم المتحدة ووحدة البلاد وسلامة أراضيها”.
كما أشار وزير الخارجية التركي إلى “وجود معسكرات للتنظيم على طول الحدود الإيرانية، ووجود امتدادات له داخل الأراضي الإيرانية، الأمر الذي يبرز أهمية الدبلوماسية مع إيران على كافة المستويات من أجل مكافحة الإرهاب”، وفق ما نقلته وكالة الأناضول.
وينفذ الجيش التركي بين الحين والآخرعمليات ضد حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة “تنظيما إرهابيا” منذ إطلاقه تمردا ضد أنقرة عام 1984، وينشط في دول عدة بالمنطقة بينها سوريا والعراق وإيران، وتجددت تلك العمليات العسكرية السبت الماضي بعد إعلان وزارة الدفاع التركية مقتل عدد من جنودها وإصابة آخرين خلال اشتباكات مع مسلحين من الحزب “حاولوا التسلل إلى قاعدة تركية في شمالي العراق”.