قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت إن بلاده ستتقدم مع أكثر من ألفي محام بشكوى إلى الجهات المعنية ضد المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، مشيرا إلى أن بلاده ستسعى لإعادة إعمار غزة إذا تم وقف إطلاق النار.
وأضاف أردوغان أنه رأى خلال زيارته لألمانيا “أن العالم الغربي بأكمله والكيان الإمبريالي الصليبي متحدان في خندق واحد”.
وأوضح أن “بيد إسرائيل نحو 10 آلاف من الرهائن (الفلسطينيين)، فلتعمل ألمانيا على إطلاق سراحهم، ونحن بدورنا سنعمل من أجل ضمان الإفراج عن المحتجزين لدى حماس”.
“مجرد أكاذيب”
وقال أردوغان إن إسرائيل تحاول إضفاء الشرعية على احتلالها من خلال كثير من الأكاذيب، كما “تحاول التستر على جرائم الحرب التي ارتكبتها في غزة بأعذار ملفقة”.
وأشار إلى أنها تقتحم المستشفيات بالمدافع والدبابات، وما زالت تبحث عن نفق تحت مستشفى الشفاء، وقد “اتضح أن كل تلك الأنفاق مجرد أكاذيب”.
واعتبر الرئيس التركي أنه “إذا كل مكون إرهابي سيقتل الناس كيفما يشاء مستقويا بدول مثل الولايات المتحدة وأوروبا، فهذا يعني أن النظام العالمي قد فسد تماما”.
وأشار إلى أنه لو أن دولة مسلمة ارتكبت جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل لتدخل القضاء الدولي على الفور دون الحاجة إلى جهود خاصة.
علاج الجرحى وإعمار القطاع
وتعهد أردوغان بأن تبذل تركيا جهودا لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة والمستشفيات والمدارس ومرافق المياه والطاقة في غزة إذا تم التوصل لوقف إطلاق نار.
وأضاف عندما يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، سنقوم بكل ما يلزم من أجل أن تدفع إسرائيل تعويضات الدمار الذي تسببت فيه.
وقال إن بلاده “تسعى لإجلاء المرضى المحتاجين لعمليات جراحية في غزة، في أقرب وقت، ومباحثاتنا مع مصر متواصلة بهذا الخصوص”.
الأسلحة النووية الإسرائيلية
وفي موضوع آخر، كتبت قناة “إيه خبر” على موقعها الإلكتروني نقلا عن أردوغان، الذي كان يتحدث على متن طائرته عائدا من زيارة إلى ألمانيا، أن تركيا تناشد أيضا التفتيش على الأسلحة النووية في إسرائيل كي لا يكون هناك أي مجال للشك بخصوص هذا الأمر.
ودعا أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي إلى الإعلان عما إذا كانت إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، وذكر الأمر مجددا في حديثه للصحفيين -اليوم السبت- مشددا على ضرورة إجراء عمليات تفتيش للأسلحة النووية هناك.
وأكد أنه “يجب التفتيش على الأسلحة النووية الإسرائيلية بما لا يدع مجالا للشك قبل فوات الأوان”، متعهدا بمتابعة الأمر.
وأضاف أن عائلات الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعثت له برسالة تطلب منه التدخل لإطلاق سراحهم، وقال إن توجيهات صدرت للمخابرات التركية بالنظر في هذا الأمر، وتقوم حاليا بالتحريات اللازمة، وتعمل من أجل الحصول على نتيجة.
“لا ندين بأي شيء لإسرائيل”
وكان أردوغان قال أمس الجمعة -خلال زيارة له إلى ألمانيا- إن ألمانيا تدعم إسرائيل في حربها على غزة بدافع الشعور بالذنب من محارق النازية، وذلك خلافا لتركيا التي قال إنها “قادرة على التحدث بلا انحياز”.
وقال -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز قبل إجرائهما محادثات خاصة- “يجب عدم تقييم الحرب الإسرائيلية الفلسطينية بإحساس نفسي بالمديونية، أنا أتحدث بحرية، لأننا لا ندين بأي شيء لإسرائيل”.
وردا على سؤال لصحفي بشأن ما إذا كان موقفه من حرب إسرائيل على غزة قد يؤثر على موافقة ألمانيا على بيع تركيا 40 طائرة “يوروفايتر تايفون”؛ قال أردوغان “في ما يخص اليورو فايتر فلتعطها ألمانيا أو لا تعطها، هل ألمانيا هي الوحيدة في العالم التي تصنع الطائرات الحربية؟ يمكننا العمل على هذا وتأمينه من أماكن عدة في العالم”.
وأضاف أن تركيا حاليا في ما يخص الطائرات الحربية المسيرة أصبحت من أكثر الدول تقدما، وقال “فلا تهددني بهذا كصحفي، ولتكن أسئلتكم لنا ضميرية وإنسانية، حتى نرد عليكم بالطريقة ذاتها”.
وكان أردوغان قد قال في وقت سابق هذا الأسبوع إن إسرائيل “دولة إرهابية” ترتكب جرائم حرب في غزة، وإن حملتها على حركة حماس تتضمن “أكثر الهجمات خسة في تاريخ البشرية”.