واشنطن- تبدأ غدا الثلاثاء أعمال قمة الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تتضمن أعمال هذه الدورة قمة أهداف التنمية المستدامة، وقمة التمويل العالمي، و3 اجتماعات رفيعة المستوى حول الصحة والمناخ والشباب، إضافة إلى اجتماع خاص لمجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء المقبل بشأن أوكرانيا.
وتشهد هذه الدورة أول ظهور شخصي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأمم المتحدة منذ بدء الحرب الأوكرانية في فبراير/شباط من العام الماضي، في حين يغيب رؤساء وقادة روسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا.
ويتحدث زيلينسكي مخاطبا الجمعية العامة غدا الثلاثاء، ومجلس الأمن في اليوم التالي.
أهم القضايا
وستشمل الاجتماعات الأخرى رفيعة المستوى خلال الأسبوع موضوعات متعلقة بالصحة؛ مثل: الوقاية من الأوبئة، والتأهب والاستجابة، والتغطية الصحية الشاملة، والمكافحة العالمية لمرض السل، فضلا عن قمة الطموح المناخي التي يعقدها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والاستعدادات على المستوى الوزاري لعقد قمة المستقبل بعد عام واحد من الآن.
كما سيتم البحث في كيفية وجود دور مؤثر للأمم المتحدة حول ما يتعلق بتنظيم التقدم التقني -مثل معضلة الذكاء الاصطناعي- وكيف يمكن لهذه التقنيات والاقتصادات المحيطة بها، أن تعزز رفاهية الإنسان على أفضل وجه.
وهذه 6 مجموعات من الفعاليات والقضايا الأكثر أهمية:
قمة أهداف التنمية المستدامة يومي 18-19 سبتمبر/أيلول الحالي، حيث يجتمع قادة دول العالم لتقييم خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وسيتبنى قادة العالم الإعلان السياسي المحوري لقمة أهداف التنمية المستدامة بعد مفاوضات شاقة ومضطربة. ويسعى الإعلان إلى تقديم إرشادات بشأن “الإجراءات التحويلية والمعجلة” لجميع البلدان التي تحقق أهداف التنمية المستدامة الـ17.
الاجتماع الوزاري لقمة المستقبل 21 سبتمبر/أيلول الجاري، ويستهدف وضع النقاط الأخيرة قبل قمة المستقبل، التي ستستضيفها نيويورك العام القادم، التي تستهدف إعادة تأكيد ميثاق الأمم المتحدة، وتنشيط تعددية الأطراف، وتعزيز تنفيذ الالتزامات القائمة، والاتفاق على حلول ملموسة للتحديات، واستعادة الثقة بين الدول الأعضاء.
قمة العمل المناخي 20 سبتمبر/أيلول الحالي، وتهدف هذه القمة التي يعقدها الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش إلى حشد زخم جديد للعمل المناخي الفعال، بين ممثلي الحكومات والشركات والتمويل والسلطات المحلية والمجتمع المدني.
النقاط الساخنة، حصل الرئيس زيلينسكي على فرصة للتحدث في صباح اليوم الأول (الثلاثاء، 19 سبتمبر/أيلول الجاري) من المناقشة العامة للجمعية، بعد وقت قصير من البيانات التمهيدية التقليدية للرئيس الجديد للجمعية العامة (ترينيداد وتوباغو)، ثم البرازيل (الرئيس لولا دا سيلفا)، والدولة المضيفة للأمم المتحدة، الولايات المتحدة (الرئيس جو بايدن).
كما ستبرز أوكرانيا مرة أخرى الأسبوع المقبل على جدول أعمال مجلس الأمن، في جلسة خاصة رفيعة المستوى بعنوان “دعم مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، من خلال تعددية الأطراف الفعالة: الحفاظ على السلام والأمن في أوكرانيا”.
مكتب الأمم المتحدة الجديد للشباب والأمين العام المساعد للشباب، إلحاقا باعتماد قرار الجمعية العامة 76/306 في العام الماضي، سينشأ مكتب جديد للأمم المتحدة للشباب، بقيادة الأمين العام المساعد للشباب، الذي سيُعين قريبا بهدف العمل على النهوض بقضايا الشباب عبر جدول أعمال الأمم المتحدة، مع العمل على تعزيز “المشاركة الهادفة والشاملة والفعالة للشباب”، عبر منظومة الأمم المتحدة.
تمويل التنمية وإصلاح الهيكل المالي العالمي، ستعقد الجمعية العامة حوارها الرفيع المستوى الثاني بشأن تمويل التنمية في مواجهة الدعوات المتزايدة لإصلاح الهيكل المالي العالمي وزيادة تمويل المناخ، ومن المرجح أن تستمر البلدان النامية في التعبير عن مخاوفها، من أن الدول الغنية لا تزال لا تفعل ما يكفي لتمويل أهداف التنمية المستدامة وأولويات التنمية الأخرى.
نشاطات بايدن
يلقي الرئيس الأميركي جو بايدن خطابا صباح غد الثلاثاء، حيث من المتوقع أن يركز على رؤية واشنطن للتعامل مع الشؤون والأزمات العالمية.
يعقب ذلك اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش، ثم يستضيف بايدن اجتماعا مع قادة 5 دول بآسيا الوسطى (5+1)، كانت ضمن الاتحاد السوفياتي قبل انهياره.
وسيكون الرئيس بايدن أول رئيس أميركي يجتمع مع قادة كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان.
ومن المرجح أن تراقب روسيا والصين الاجتماع الذي يخطط له بايدن، لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي مع القادة، بالإضافة إلى قضايا التجارة والمناخ والحوكمة، كما قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في حديث للإذاعة الوطنية.
وسيشارك الرئيس في اجتماع ثنائي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو الأول من نوعه منذ تشكيل نتنياهو أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفا في فبراير/شباط الماضي.
كما يجتمع بايدن مع الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا. ويستقبل بايدن الرئيس الأوكراني في البيت الأبيض يوم الخميس القادم.
ومن غير الواضح بعد إذا ما كان بايدن سيلقي كلمة بلاده أمام قمة أهداف التنمية المستدامة، التي تعقد جنبا إلى جنب مع أحداث الجمعية العامة العادية. وهي تركز على أهداف التنمية المستدامة، وهي مبادرة للأمم المتحدة تشمل طموحاتها الحد من عدم المساواة وتعزيز التعليم الجيد.
ويقول محللون، إن قمة أهداف التنمية المستدامة تعقد وسط شعور متزايد بين العديد من البلدان في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأجزاء من آسيا -غالبا ما تسمى الجنوب العالمي- بأن الدول الغربية ليست ملتزمة بالتنمية الدولية كما يمكن أن تكون.
وإذا ألقى بايدن كلمة في هذه القمة، فسيغتنم فرصة أخرى يتجاهلها كبار القادة الآخرين، خاصة روسيا والصين.
دور وأسئلة
مع دخول الأمم المتحدة عامها الـ78، لا تزال الأسئلة تدور حول حيوية المنظمة العالمية وقدرتها على مواكبة الاتجاهات سريعة التغير في الديناميات الاجتماعية والاقتصادية والبيئة، والسلام، والأمن، والتقنية.
ومع ذلك، فإن غياب 4 من قادة الدول الخمس دائمي العضوية بمجلس الأمن، ممن لهم حق النقض (الفيتو) يغذي الشعور بين العديد من الدبلوماسيين بأن الأمم المتحدة هي مكان للكلام متعدد الأطراف، دون ترجمة ذلك لـ”أجندة” عملية، فعلى سبيل المثال: اجتماع مجموعة العشرين الأخير، حيث أُعلِن عن صفقات رفيعة المستوى.
ولم تعُد الأمم المتحدة الساحة الوحيدة، ولا المفضلة، وحقيقة أن القوى العالمية تستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تعني في كثير من الأحيان أن المجلس مشلول بشأن القضايا الكبرى؛ مثل: الحرب في أوكرانيا، التي وضعت الدول على طرفي النقيض.