أبرز تطورات اليوم الـ158 من الحرب الإسرائيلية على غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 11 دقيقة للقراءة

في اليوم الـ158 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال قصفها على مناطق مختلفة من القطاع المحاصر، بينما احتدمت المعارك بعدة محاور. في حين تتفاقم أزمة الجوع والمرض، دون مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ارتفاع أعداد الشهداء

وفي حصيلة محدثة أصدرتها -اليوم الثلاثاء- وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 31 ألفا و184 شهيدا، و72 ألفا و889 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وأضافت الوزارة أن قوات الاحتلال ارتكبت 8 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 72 شهيدا و129 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.

عمليات للمقاومة

قالت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إن مقاتليها “تمكنوا من إيقاع قوتين صهيونيتين راجلتين في كمين محكم، والاشتباك مع أفرادهما من المسافة صفر في حزمة أبراج إل بمدينة حمد شمال مدينة خان يونس”.

وأضافت الكتائب أنها رصدت مجموعة من مروحيات الاحتلال الإسرائيلي تقوم بإخلاء موقع العملية من القتلى والجرحى.

كما أعلنت أيضا استهداف دبابة إسرائيلية من نوع “ميركافا” بقذيفة “الياسين 105” بمدينة حمد شمال مدينة خان يونس، كما أكدت تفجيرها عبوتين في قوتين إسرائيليتين، مشيرة إلى اشتباك مقاتليها مع أفراد تلك القوتين، وأنهم أوقعوهم بين قتيل وجريح.

وبدورها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها فجرت عبوة ناسفة بقوة صهيونية قوامها 6 أفراد تحصنت داخل شقة في مدينة حمد جنوب قطاع غزة.

وأضافت السرايا أن مقاتليها استهدفوا آلية عسكرية وجرافة من نوع “دي 9” بقذائف “آر بي جي” كما قصفوا تجمعات للجنود الإسرائيليين وسط مدينة حمد بقذائف الهاون.

كما أكدت أنها فجّرت نفقا فُخّخ مسبقا في مجموعة من جنود الاحتلال، ومنزلا مفخخا في قوة إسرائيلية خاصة قوامها 7 جنود وأوقعتهم بين قتيل وجريح، شرقي وشمال شرقي القرارة بقطاع غزة.

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 3 عسكريين في معارك غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

شهداء المساعدات

على مستوى آخر، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 9 أشخاص جراء قصف إسرائيلي على فلسطينيين ينتظرون المساعدات قرب دوار الكويت بغزة.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن جريمة دوار الكويت ترفع أعداد الشهداء بنيران الاحتلال -أثناء انتظار المساعدات- لأكثر من 400، وإن جيش الاحتلال يصر على استهداف الباحثين عن لقمة عيش أولادهم لسد جوعهم.

وفي السياق، أفاد مراسل الجزيرة أن سفينة مساعدات إسبانية غادرت ميناء لارنكا القبرصي باتجاه غزة.

وقد أبحرت السفينة -التي تحمل نحو 200 طن من الغذاء- من ميناء بقبرص في وقت مبكر اليوم الثلاثاء، في تجربة أولى لإطلاق طريق بحري جديد لإيصال المساعدات إلى سكان قطاع غزة الذين أصبحوا على شفا المجاعة.

وشوهدت سفينة الإنقاذ “أوبن آرمز” تبحر من ميناء لارنكا في قبرص، وتسحب بارجة تحتوي على حوالي 200 طن من الطحين والأرز والبروتينات.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة استئنافه إدخال المساعدات إلى غزة، وإيصال أول قافلة إلى شمال القطاع منذ 20 فبراير/شباط الماضي تكفي لعدد 25 ألف شخص.

وقال البرنامج العالمي -وفي منشور على منصة إكس- إنه يستأنف اليوم دخول المساعدات، وتمكن من إيصال قافلة إلى شمال غزة تكفي 25 ألف شخص.

وأوضح أن تلك المساعدات تعد القافلة الأولى التي تنجح في الدخول إلى الشمال منذ 20 فبراير/شباط الماضي.

اقتحام جنين وإصابات واعتقالات

وفي الضفة، أصيب شابان فلسطينيان أحدهما بالرصاص الحي إثر تسلل قوة إسرائيلية خاصة، عبر مركبات تحمل تراخيص فلسطينية، إلى مخيم جنين شمالي الضفة في عملية اعتقلت خلالها 4 فلسطينيين. وأعقب ذلك اندلاع اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وجنود الاحتلال استمرت حتى انسحابهم إلى خارج المدينة.

وحاصرت قوات الاحتلال عدة منازل داخل المخيم، ودفعت بتعزيزات كبيرة ترافقها جرافة عسكرية من عدة محاور إلى مدينة جنين ومخيمها، وسط اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال.

وتتواصل الاقتحامات والاعتقالات في مدن الضفة ومخيماتها، في إطار تصعيد إسرائيلي واسع منذ إطلاق المقاومة الفلسطينية معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

100 صاروخ من لبنان

أعلن حزب الله إطلاق “أكثر من 100 صاروخ” باتجاه مواقع عسكرية شمال إسرائيل ردّا على قصفها مناطق في لبنان أبرزها مدينة بعلبك (شرق).

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن أكثر من 100 صاروخ أطلقت منذ الصباح من لبنان على الجولان ومناطق عدة في الجليل الأعلى.

وأفاد الدفاع المدني شرق لبنان بمقتل شخص وإصابة 8 بجروح في حصيلة أولية لغارتين إسرائيليتين على منطقة البقاع. وذكر مراسل الجزيرة أن غارة إسرائيلية استهدفت محيط بلدة برغز في القطاع الشرقي من جنوب لبنان.

وبالتوازي مع ذلك، قال وزير الأمن الإسرائيلي اليوم -مخاطبا وزير الدفاع يوآف غالانت- إن “الجيش مسؤوليتك، ولنبدأ بالرد والهجوم على لبنان والحرب الآن”.

ونقلت صحيفة “معاريف” -عن رئيس المجلس الإقليمي بالجليل الأعلى يورا سالتس- قوله إن “إسرائيل فقدت قوة الردع في حدودها الشمالية وغير قادرة على استعادتها”.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه قصف بنية تحتية عسكرية لحزب الله على الجبهة السورية، وحمل النظام السوري المسؤولية.

الجبهة اليمنية

قالت الحكومة البريطانية إنها أرسلت السفينة الحربية “دايموند” التابعة للبحرية الملكية إلى البحر الأحمر وخليج عدن للمساهمة في حماية حركة الشحن العالمية، في حين توعد الحوثيون بتصعيد الهجمات خلال شهر رمضان.

وقال وزير الدفاع غرانت شابس في بيان “لا تزال بريطانيا في طليعة الرد الدولي على هجمات الحوثيين الخطيرة على السفن التجارية، والتي أودت بحياة بحارة دوليين”.

في سياق آخر، قالت هيئة أركان الدفاع الإيطالية اليوم إن إحدى سفنها العسكرية -التي تعمل ضمن المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي بالبحر الأحمر- أسقطت مسيرتين.

وكانت جماعة الحوثيين استهدفت فجر اليوم سفينة أميركية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ، وتوعدت بتصعيد الهجمات خلال شهر رمضان نصرة ودعما للشعب الفلسطيني.

وقال الناطق العسكري باسم الجماعة يحيى سريع “صواريخنا حققت إصابة دقيقة في سفينة (بينوكيو) الأميركية في البحر الأحمر”.

وتوعد سريع بتصعيد “العمليات العسكرية خلال شهر رمضان نصرة ودعما للشعب الفلسطيني ولإخواننا المجاهدين في غزة”.

مواقف دولية

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الوضع الإنساني في قطاع غزة يعدّ أمرا مفجعا، وإن بلاده ستواصل العمل للتوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار لـ6 أسابيع، كجزء من صفقة إطلاق الرهائن.

وبدوره قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن حكومته “تعمل مع الحلفاء لتشغيل ممر بحري من قبرص ولكن يجب ألا يكون بديلا عن توصيل المساعدات برا” مؤكدا أن الممرات البرية أفضل طريق لإيصال الحجم المطلوب من المساعدات إلى غزة.

وقال كاميرون إن على إسرائيل فتح مزيد من الممرات البرية بما فيها شمال غزة وتقليل مستوى فحص المطلوب، وإزالة جميع العوائق أمام المساعدات وإعادة إمدادات الماء والكهرباء والاتصالات إلى غزة.

ومن جهته، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري اليوم إن الدوحة تعمل من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وليس هدنة قصيرة تستمر بضعة أيام، لكن الوضع على الأرض معقد. وأكد أن جهود المفاوضات مستمرة “وتتكثف الآن بحلول رمضان بهدف التوصل إلى اتفاق”.

وأكد الأنصاري أن قطر ما تزال تنادي بضرورة فتح الممرات البرية لدخول المساعدات إلى غزة بدون قيود، وأن الممر البحري لإدخال المساعدات إلى غزة لا يمكن أن يكون بديلا للممرات البرية.

وقالت الخارجية القطرية إن رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني استعرض تطورات غزة مع باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، وبحث معها جهود التوصل لوقف إطلاق النار بالقطاع الفلسطيني. كما تناولت المباحثات إدخال المساعدات للمحاصرين.

أما وزيرة خارجية بلجيكا حاجة لحبيب فقالت إنه “لا يمكن أن نبقى سلبيين إزاء غزة، ونحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد”.

وأضافت لحبيب أن هناك مأساة إنسانية في غزة وتهديدا وشيكا بالمجاعة، والأطفال يموتون بالفعل بسبب سوء التغذية، مشددة على أهمية حماية المدنيين في غزة بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي.

بايدن ونتنياهو

نقلت قناة “كان” الإسرائيلية عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس جو بايدن فقد -تقريبا- الثقة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

كما قالت وسائل إعلام أميركية -نقلا عن بايدن- أنه ليس هناك موعد محدد بعد للقاء نتنياهو، وأنه لا خطط لدى الرئيس لإلقاء خطاب أمام الكنيست حاليا.

وبدورها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية -عن تقرير للاستخبارات الأميركية- تأكيد أن مكانة رئيس الحكومة الإسرائيلية وتوليفته اليمينية الدينية المتطرفة في خطر.

وقبل يومين، قال الرئيس الأميركي إن لنتنياهو حق الدفاع عن إسرائيل وملاحقة حماس، ولكن “عليه الاهتمام بالأرواح البريئة التي تزهق نتيجة لذلك”.

واعتبر الرئيس الأميركي أن نتنياهو “يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها” وفق قوله، لكنه أكد أنه لا يوجد أي خط أحمر تجاه إسرائيل، وأنه لن يمنع عنها الأسلحة ولن يتخلى عنها أبدا.

وفي السياق، طالب 8 أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي إدارة الرئيس بايدن بمنع إرسال أسلحة هجومية لإسرائيل.

وقال الأعضاء في رسالة لبايدن “يجب أن نوضّح لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن منع تسليم المساعدات في غزة سيؤدي لعواقب وخيمة”.

بايدن (يسار) ونتنياهو (وكالات)

وقف إطلاق النار ما زال ممكنا

قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز اليوم إنه “لا تزال هناك إمكانية” للتوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة على الرغم من استمرار وجود العديد من المسائل المعقدة.

وقال بيرنز أمام جلسة استماع بمجلس النواب “أعتقد أنه لا تزال هناك إمكانية للتوصل لمثل هذا الاتفاق. كما قلت، لن يكون ذلك بسبب قلة محاولاتنا، نعمل عن كثب مع نظرائنا الإسرائيليين والقطريين والمصريين. هذه عملية صعبة للغاية. لا أعتقد أنه يمكن لأي شخص ضمان النجاح. الشيء الوحيد الذي أعتقد أنه يمكنك ضمانه هو أن البدائل أسوأ”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *