في اليوم الـ129 من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قتل 10 جنود إسرائيليين من المسافة صفر، وقالت سرايا القدس -الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين- إنها نصبت كمينا لقوة إسرائيلية، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح، في حين اعترفت إسرائيل بمقتل قائد كتيبة.
تحذيرات بشأن الوضع في رفح
حذرت منظمة “العفو الدولية” مما وصفته بـ”خطر إبادة جماعية وشيك” بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث لا يوجد للمدنيين مكان يهربون إليه من القصف الإسرائيلي.
كما عبّر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان عن قلقه بشأن القصف والتوغل البري الإسرائيلي المحتمل في رفح.
يأتي ذلك في وقت قال فيه مراسل الجزيرة إن عدد من استشهدوا في الغارات الإسرائيلية على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة منذ فجر الاثنين ارتفع إلى 74.
موقف أميركي
قال البيت الأبيض إنه لا يدعم وقفا عاما لإطلاق النار بغزة الآن، معتبر أن الأزمة هناك لن تنتهي قبل إطلاق حماس سراح “الرهائن” الإسرائيليين كافة.
وأضافت واشنطن أنها لا تريد عملية عسكرية كبرى في رفح من دون خطة قابلة للتنفيذ وضمان أمن المدنيين، على حد تعبير البيت الأبيض الذي رأى أن هناك أهدافا عسكرية مشروعة للإسرائيليين في رفح، لكنه حثهم على الحذر خلال ملاحقتهم حماس.
خسائر إسرائيل
أعلنت كتائب عز الدين القسام أنها أجهزت على 10 من جنود الاحتلال الإسرائيلي من نقطة صفر في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وأضافت أنها تمكنت من تفجير عبوة مضادة للأفراد بقوة إسرائيلية في المنطقة نفسها وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح.
يأتي ذلك في وقت اعترف فيه الجيش الإسرائيلي بمقتل عسكريين اثنين وإصابة 9 في معارك جنوب قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.
كما يأتي إعلان القسام عن قتل 10 جنود خلال ساعات بعد أن أكدت مصادر إعلامية إسرائيلية تعرض جيش الاحتلال لكمين وصفته بالكبير والمحكم نفذته المقاومة الفلسطينية في خان يونس، أودى بحياة أكثر من 11 جنديا.
وفي وقت لاحق من مساء الاثنين، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل قائد كتيبة في الجيش الإسرائيلي خلال المعارك في غزة.
من ناحية أخرى، قالت سرايا القدس إنها قصفت بقذائف هاون موقع قيادة وسيطرة للقوات الإسرائيلية في محور التقدم وسط خان يونس.
كما قالت إنها أوقعت قوة إسرائيلية في كمين محكم بخان يونس مع ساعات فجر الاثنين. وذكرت أن مقاتليها باغتوا عناصر القوة بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للأفراد والتحصينات والعبوات، موقِعين قتلى وجرحى في صفوفهم.
قضية الأسرى
قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان إن روايات صحفية ميدانية تؤكد أن الأسيرين الإسرائيليين اللذين زعم الاحتلال تحريرهما في مخيم الشابورة برفح جنوبي قطاع غزة لم يكونا في حوزة الحركة وإنما لدى عائلة مدنية، مؤكدا ضرورة انتظار رواية المقاومة عن الحادثة.
وأضاف حمدان -في مؤتمر صحفي ببيروت- أن تسويق وتضخيم ما حدث في ظل ما يواجهه جيش الاحتلال من انكسارات ومقاومة في مختلف محاور القتال يأتيان في إطار البحث عن إنجاز مفقود في مواجهة المقاومة، ومحاولة مفضوحة لرفع الروح المعنوية المنهارة لجيش الاحتلال وجنوده.
وفي تطور مثير لما ذكرته إسرائيل عن تمكنها من تحرير اثنين من الأسرى، نقلت شبكة “سي إن إن” مساء الاثنين عن مسؤول كبير بإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قوله إن “عملية إنقاذ رهينتين برفح ربما أدت لمقتل نحو 100 فلسطيني ونحن قلقون بشأنها”.
من جانبه، أعلن أبو عبيدة -المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام- مقتل 3 أسرى إسرائيليين في قطاع غزة في قصف إسرائيلي على القطاع خلال الأيام الـ5 الماضية.
وأضاف أبو عبيدة أن القتلى الـ3 كانوا ضمن 8 أسرى أعلن عن إصابتهم بجروح خطيرة -الأحد- خلال غارات للاحتلال، مشيرا إلى أن الكتائب ستؤجل الإعلان عن أسماء وصور القتلى لأيام قادمة إلى حين اتضاح مصير بقية الجرحى.
مصر وإسرائيل
شهد يوم الاثنين تصعيدا إسرائيليا تجاه مصر، إذ انتقد وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش الموقف المصري المعارض بشدة نية إسرائيل شن عملية برية واسعة النطاق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقال سموتريتش إن مصر مسؤولة بشكل كبير عما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى، وإن حماس تسلحت عن طريقهم.
وطالب سموتريتش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجاهل الضغوط الأميركية وعدم إرسال وفد إسرائيلي غدا إلى القاهرة من أجل استكمال المحادثات التي تشارك فيها مصر وقطر والولايات المتحدة بشأن التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى، وأضاف أن الحل الأنسب لإعادة الأسرى الإسرائيليين هو مواصلة العملية العسكرية.
في المقابل، قال وزير خارجية مصر سامح شكري، خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته السلوفينية تانيا فايون، بالعاصمة لوبليانا مساء الاثنين، إن بلاده مستمرة في العمل بـ”اتفاقية السلام” والعلاقات طبيعية مع إسرائيل.
كما اعتبرت الخارجية المصرية أن تصريحات سموتريتش غير مقبولة جملة وتفصيلا، ومصر تسيطر بشكل كامل على أراضيها، “ومن المؤسف أن يستمر سموتريتش في إطلاق تصريحات تكشف عن نهم للقتل والتدمير”.
اتصالات قطرية
بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائهما بالدوحة الاثنين، مستجدات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأفاد بيان للديوان الأميري بأن أمير قطر ناقش مع الرئيس الفلسطيني الجهود الجارية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وأضاف البيان أن أمير قطر رحب بجهود إنهاء الانقسام، وتمنى لها أن تتكلل بالنجاح، وبما يخدم الشعب الفلسطيني ومصالحه الوطنية.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن الرئيس الفلسطيني قال -خلال لقائه أمير قطر- إن السلطة الفلسطينية تنسق مع قطر لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ودعم الموقف الفلسطيني الرسمي الساعي لإنهاء الاحتلال.
وبدوره، بحث رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان التطورات في قطاع غزة واتساع دائرة العنف بالمنطقة. وأكد المسؤول القطري -خلال اللقاء- دعوة قطر لوقف فوري لإطلاق النار بغزة.
الضفة الغربية
أعلنت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني استشهاد الفتى محمد طارق أبو سنينة (16عاما) داخل المعتقل متأثرا بإصابته في اليوم السابق برصاص الاحتلال بالقدس، في حين تواصل القوات الإسرائيلية اقتحام مدن الضفة الغربية.
وألقى الاحتلال القبض على الفتى -الأحد- بدعوى محاولة تنفيذه عملية طعن.
كما أصيب عدد من الفلسطينيين، واعتقل عدد آخر، خلال حملة اعتقالات واقتحامات لمختلف مناطق الضفة المحتلة شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
واقتحم الاحتلال قرية مادما جنوبي نابلس مساء الاثنين، وسط مواجهات مع الشبان الفلسطينيين، كما اقتحمت قوات الاحتلال أحياء عين منجد ورام الله التحتا وأم الشرايط في المدينة، وبلدة بيتونيا غرب رام الله، ومخيم الجلزون شمالا، واقتحمت عدة منازل، وفتشتها.
وقال مراسل الجزيرة إن مستوطنين نفّذوا اعتداءات في قرية عصيرة القبلية جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة، وحرقوا سيارات وممتلكات للمواطنين الفلسطينيين. وأضاف أن فلسطينيَّين أصيبا برصاص المستوطنين خلال مهاجمة القرية.
جبهة جنوب لبنان
أعلن حزب الله اللبناني مقتل اثنين من عناصره في مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوب لبنان، لترتفع حصيلة قتلاه إلى 190 منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
من جهته، قال الدفاع المدني في جنوب لبنان إن 4 أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في غارتين إسرائيليتين على منزلين ببلدتي طير حرفا ومارون الراس.
وأعلن حزب الله في بيانات منفصلة استهداف تجهيزات تجسسية في موقع الرادار الإسرائيلي مقابل بلدتي شبعا وكفرشوبا بصاروخ موجه، واستهداف ثكنة برانيت بصاروخ “فلق 1” وتحقيق إصابة مباشرة.
واستهدف الحزب أيضا ثكنة زرعيت برميات صاروخية من “فلق 1” وحقق فيها إصابات مباشرة، ومبنى في مستعمرة يرؤون يتموضع فيه جنود العدو بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة.
وفي وقت سابق الاثنين، أفاد مراسل الجزيرة بنجاة مسؤول محلي في حزب الله بعد قصف مسيّرة إسرائيلية سيارة بالقرب من مستشفى بنت جبيل الحكومي في محافظة النبطية جنوب لبنان، في حين أصيب آخرون في الاستهداف.
تجسس على إسرائيل
كشف موقع “والا” الإسرائيلي الاثنين تفاصيل مثيرة عن قضية وصفها بأسوأ خرق أمني في تاريخ إسرائيل، وذلك بعد سماح محكمة في بئر السبع بنشر تفاصيل إضافية في القضية التي تفجرت الشهر الماضي، حيث تمكن ضابط احتياط من التجول لأسابيع بين قواعد عسكرية لا يحق له دخولها، وحصل على معلومات حساسة وسرية للغاية تشمل انتشار القوات، وسلمها إلى أفراد عسكريين ومدنيين، قبل اعتقاله وملاحقته بتهمتي التجسس وانتحال الشخصية.
وكشف الموقع عما وصفه “بأحد أوجه الفوضى” التي سادت القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الأولى للحرب على قطاع غزة.
ووفقا للموقع، فإن الإسرائيلي المعتقل خدم سابقا لمدة 6 سنوات في وحدات متعددة في الجيش وغادره وهو ملازم أول، وهي الرتبة التي حملها في قوات الاحتياط في الحرب الحالية.
عقوبات بريطانية على 4 مستوطنين
أعلنت وزارة الخارجية البريطانية فرض عقوبات على 4 مستوطنين إسرائيليين متطرفين لارتكابهم أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وأضافت الوزارة أنه كانت هناك مستويات غير مسبوقة من أعمال العنف من قبل المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية خلال العام الماضي.
وتفرض العقوبات قيودا مالية وحظرا للسفر على المستوطنين الأربعة.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات أيضا في وقت سابق من الشهر الجاري على 4 إسرائيليين اتهمتهم بالتورط في أعمال عنف بالضفة الغربية.
في المقابل، انتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قرار بريطانيا، واعتبر أنه ارتباك أخلاقي كبير ولا يستند إلى خلفية قانونية، على حد قوله.