شهد اليوم الـ122 من العدوان الإسرائيلي على غزة جملة من التطورات على صعد مختلفة، سواء من الناحية الميدانية أو السياسية أو تدهور الوضع الإنساني، وذلك على وقع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمنطقة لبحث التطورات الأخيرة وربما لصفقة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.
فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال ارتكب 13 مجزرة راح ضحيتها 113 شهيدا و205 جرحى خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للشهداء إلى 27 ألفا و478، فضلا عن 66 ألفا من الجرحى و835.
وقالت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالحق في الصحة إن الوضع في غزة نموذج لانتهاك القوانين الإنسانية الدولية، وإن محاصرة الكوادر الطبية وفرق الإسعاف في غزة تمثل مشكلة كبيرة.
أزمة الأونروا
وقالت الأمم المتحدة إن أمينها العام أنطونيو غوتيريش أعلن عن تشكيل لجنة دولية مستقلة لتقييم عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
يأتي هذا الإعلان بعد أن علّقت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تمويلاتها للوكالة، بناء على مزاعم إسرائيلية بأن عددا من موظفي الأونروا شاركوا في الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحذر الاتحاد الأوروبي من أن وقف تمويل المنظمة الدولية يهدد حياة مئات آلاف الفلسطنيين.
وفي هذا السياق قرر بنك لئومي الإسرائيلي تجميد حساب الأونروا في أعقاب الادعاءات الإسرائيلية، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية.
لكن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أكد أن قطر ستواصل دعمها للأونروا التي تضاعفت مسؤولياتها في ظل الوضع الإنساني الكارثي بغزة، وشدد على حرص دولة قطر على استمرار دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل مستدام ودون عوائق.
سياسيا
وعلى الصعيد السياسي، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى العاصمة السعودية الرياض، في إطار جولة جديدة بالمنطقة تشمل -أيضا- مصر وقطر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وكانت الخارجية الأميركية قالت -الجمعة الماضية- إن بلينكن سيواصل المساعي الرامية للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح جميع “الرهائن” وهدنة إنسانية في غزة، ومنع توسع الصراع في المنطقة.
ميدانيا
وعلى الصعيد الميداني، تواصل قوات الاحتلال توغلها في مدينة خان يونس وسط إطلاق نار وقصف مدفعي وغارات جوية عنيفة. كما واصلت قوات الاحتلال عمليات نسف منازل مواطنين في أرجاء مختلفة شرقي وغربي خان يونس.
وحصلت الجزيرة على مشاهد جديدة تظهر استهداف كتائب القسام لآليات الاحتلال المتوغلة غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وتظهر الصور مهاجمة رتل آليات إسرائيلية بالعبوات الناسفة، كما تظهر الصور استهداف دبابات وجرافات إسرائيلية بقذائف الياسين 105.
وأعلنت سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، عن سلسلة من العمليات ضد قوات الاحتلال في القطاع، حيث قصفت برشقات صاروخية وقذائف هاون تجمعات للاحتلال وآلياته في محيط الصناعة والجوازات، ومنطقتي الصبرة وتل الهوى، بمدينة غزة.
إسرائيليا
أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 5 عسكريين في معارك قطاع غزة في الساعات الـ24 الماضية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 356 ضابطا وجنديا ما زالوا يخضعون للعلاج من إصاباتهم في المعارك.
وحسب الجيش الاسرائيلي، فإن 2825 ضابطا وجنديا أصيبوا منذ بداية الحرب،من بينهم 1302 أصيبوا منذ بداية المعارك البرية في قطاع غزة.
وفي الجانب السياسي، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه لن ينهي الحرب دون تحقيق “النصر الشامل لأنه يضمن أمن إسرائيل ويوجه ضربة قاسية لمحور الشر”.
وفي ما يتعلق بالصفقة التي يتم تداولها بين المقاومة وإسرائيل، أكد نتنياهو أنه لن يوافق على مطالب حركة حماس، مؤكدا أن أي صفقة يجب أن تكون مشابهة للصفقة السابقة.
من جانبه قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن عملياته العسكرية تجري في غزة بدقة وتصميم، وستتواصل خلال الأشهر القادمة. ووصف الوزير الحرب في غزة بأنها شديدة التعقيد، وقال إن قواته ستصل إلى رفح المكتظة بالنازحين جنوبي القطاع.
الضفة الغربية
يواصل المستوطنون تصعيدهم للاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، كان آخرها الاعتداء على المزارعين والرعاة جنوب الخليل.
ومن تطورات الضفة أيضا، أطقلت قوات الاحتلال النار على فلسطيني بزعم محاولته طعن جندي قرب مستوطنة معاليه أدوميم شرقي القدس المحتلة.
وفي تقرير لها، قالت منظمة العفو الدولية إن القوات الإسرائيلية أطلقت في الأشهر الماضية موجة عنف عاتية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وتعليقا على فرض الولايات المتحدة عقوبات على عدد من المستوطنين بسبب اعتداءاتهم بالضفة، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريش إن العقوبات الأميركية موجهة ضد دولة إسرائيل وتوعد بعدم السكوت.
أما وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير فيهاجم قرار تقييد الحسابات المصرفية للمستوطنين، ويقول إنه يجب عدم السماح لحلفاء إسرائيل بإدارة الدولة.
جبهات أخرى
وضمن الجبهات الداعمة لغزة، أعلنت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن “عدوانا” أميركيا بريطانيا استهدف منطقة الكثيب في محافظة الحديدة غربي اليمن.
يأتي ذلك بعد يوم من غارات أميركية بريطانية مكثفة، استهدفت صنعاء ومحافظات يمنية أخرى في إطار عمليات عسكرية تقول واشنطن ولندن إنها تستهدف ردع الحوثيين عن شن المزيد من الهجمات على السفن في البحر الأحمر.
وعلى الجبهة اللبنانية، أعلن حزب الله اللبناني أنه استهدف مرتين بالصواريخ موقع السماقة الإسرائيلي في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وحقق إصابات مباشرة.
في المقابل أفاد مراسل الجزيرة بأن الطيران الإسرائيلي شن غارات على بلدات وقرى اللبونة والجبين وبرعشيت جنوبي لبنان.
وأقر مسؤول أميركي للجزيرة بأن القوات الأميركية في سوريا تعرضت لـ3 هجمات بعد الضربات التي نفذها الأميركيون في العراق وسوريا.
وقال إن القوات الأميركية في العراق وسوريا تعرضت لـ169 هجوما منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.