قال مصدر عسكري في النيجر -اليوم الجمعة- إن وحدات من جيش بوركينا فاسو وصلت البلاد للتدرب على عمليات مكافحة الإرهاب. وكان قادة الانقلاب في النيجر قد تعهدوا بالتصدي لأي تدخل عسكري خارجي، ووعدت كل من بوركينا فاسو ومالي بدعم السلطات العسكرية في نيامي.
وذكر مسؤول الاتصال في الجمعية العامة الانتقالية (البرلمان الانتقالي) في بوركينا فاسو لمراسل الجزيرة أن الجمعية لم تحدد بعد موعد الجلسة التي سيناقش فيها النواب قرار إرسال قوات عسكرية إلى النيجر.
وكان الرئيس الانتقالي لبوركينا فاسو إبراهيم تراوري قد قال -في مقابلة مع التلفزيون الرسمي- إن إرسال قوات من بلاده إلى النيجر سيتم وفق الإجراءات المتبعة بعد موافقة الجمعية العامة المؤقتة.
وفي نيامي، قال وزير الخارجية المعين من المجلس العسكري بالنيجر إن “فرنسا هددت السلم والأمن الدوليين وتبحث عن طريقة للتدخل عسكريا”.
وأضاف الوزير “سنسلم خطابا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن انتهاكات فرنسا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) للقانون الدولي”، مشيرا إلى أن “عقوبات إيكواس ضد النيجر غير قانونية وانتهاك لحقوق الإنسان”.
لم تحدد تاريخا
يأتي هذا التطور بعد أن أعلن مفوض مجموعة إيكواس عبد الفتاح موسى -أمس الخميس- أن المجموعة لم تحدد تاريخا للتدخل العسكري في النيجر، وأنها تمنح الفرصة لعمليات الوساطة والعقوبات، لدفع المجلس العسكري إلى طاولة المفاوضات.
كذلك أفاد مصدر عسكري في نيامي مراسل الجزيرة بأن دولة بنين امتنعت عن المشاركة في تدريبات عسكرية كانت مقررة داخل النيجر، مبررة موقفها بـ”وجود انقلابيين على هرم السلطة”.
وكانت المناورات العسكرية المقررة جزءًا من تعاون عسكري بين الجارات الثلاث: النيجر وبوركينا فاسو وبنين.
في الأثناء، نظمت حركة تسمي نفسها “إم-62” تجمعا اليوم في الجامع الكبير بنيامي، للدعاء من أجل النيجر ضمن برنامجها للحشد والتنديد بمواقف فرنسا والمطالبة برحيل قواتها من البلاد.
وقررت الحركة إقامة صلاة الجمعة أمام القاعدة العسكرية في مطار نيامي، وهي القاعدة التي تتمركز فيها القوات الفرنسية.
كما سيعقد الاتحاد العام للنقابات الحرة في النيجر اجتماعا لإعلان موقفه بشأن التطورات في البلاد، وموقفه من رحيل القوات الفرنسية والسفير الفرنسي.
وتواصل قوات الأمن النيجرية فرض طوقها الأمني على السفارة الفرنسية في نيامي وتمنع الدخول والخروج من مقار البعثة الدبلوماسية الفرنسية من دون تفتيش.
كما ترافق قوات الأمن النيجرية أفراد البعثة الدبلوماسية الفرنسية ومركباتهم في أثناء خروجهم من مقر السفارة وقبل دخولهم إليها.
قوات أميركية
من ناحية أخرى، أعلن البنتاغون إعادة تموضع لبعض قواته وسحب أفراد غير أساسيين من النيجر.
وفي هذا الصدد، قالت سابرينا سينغ، نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع، إن إعادة التموضع في النيجر إجراء احترازي، مؤكدة عدم وجود تهديد ملموس على قوات بلادها هناك.
وأضافت أن “الوزارة تعيد تموضع بعض قواتنا وبعض معداتنا وتنقلها من نيامي إلى القاعدة الجوية 201 في أغاديس، ولكن هذا مجرد إجراء احترازي. وضع قوتنا في النيجر لم يتغير، ونأمل التوصل إلى حل دبلوماسي هناك”.
كما أعلنت مصادر رسمية أميركية خفض الطلعات الجوية للطائرات دون طيار الأميركية من قواعد في النيجر منذ الانقلاب في يوليو/تموز الماضي.
وأشارت المصادر إلى أن البنتاغون تردد في مناقشة تفاصيل عملياته الأمنية خاصة في مجال مكافحة الإرهاب.
ويذكر أن للولايات المتحدة نحو 1100 جندي في النيجر يعملون في إطار مكافحة الإرهاب ومساعدة القوات النيجرية منذ عام 2013.
محاكاة
على صعيد آخر، أجرى مستشفيان في العاصمة النيجرية محاكاة لاستقبال أقسام الطوارئ جرحى حرب.
وتضمنت المحاكاة استقبال جرحى مصابين بأعيرة نارية وعدد من القتلى المفترضين مع نقل جثامينهم عبر سيارات الإسعاف.
وقال مدير المستشفى المرجعي للعاصمة نيامي إن هذه الخطة -التي تسمى “الطوارئ البيضاء”- تُفعّل عند وقوع كوارث طبيعية أو حرب.
وكان وزير الصحة النيجري أصدر توجيهاته إلى المسؤولين في الإدارات الصحية بالنيجر بتفعيل خطط الطوارئ للاستعداد للحرب، لأن تهديدات إيكواس بالتدخل العسكري في النيجر “حقيقية”.
يشار إلى أن النيجر تستضيف نحو 1500 جندي فرنسي في إطار قوة إقليمية لمكافحة جماعات مسلحة في منطقة الساحل في غرب أفريقيا ووسطها، وتصاعدت الأصوات بعد الانقلاب على الرئيس محمد بازوم يوليو/تموز الماضي، للمطالبة برحيل تلك القوات.