واعتبرت تقارير أميركية أن قرار كيندي بمثابة تحوّل قد يعقد موقف الانتخابات الرئاسية التي من المنتظر إجراؤها نوفمبر من العام المقبل.
وذكرت شبكة “سي إن إن” الأميركية أنه “سيكون من الحماقة غض النظر عما تُشير إليه استطلاعات الرأي الحالية، والتي تُشير إلى أن روبرت كينيدي جونيور هو أعلى من أي مرشح مستقل آخر، ولديه فرصة حقيقية للتأثير على نتيجة انتخابات 2024”.
ووفق استطلاع حديث أجرته جامعة “كوينيبياك” الأميركية، حصد كينيدي 22 بالمئة من بين الناخبين المُسجلين.
وكان آخر مرشح رئاسي مستقل حصل على دعم بأكثر من 20 بالمئة في استطلاع للرأي قبل عام من الانتخابات، هو روس بيرو في عام 1992، وانتهى به الأمر بالحصول على 19 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الرسمية.
“إذا لم يأخذ المحللون السياسيون في الاعتبار حقيقة أن شخصا مثل كينيدي يتجه إلى حصد 20 بالمئة في بعض استطلاعات الرأي، فقد يفتقدون علامة محتملة على المسار الذي تتجه إليه الانتخابات الرئاسية”، حسبما ذكرت “سي إن ن”.
وعلى هذا المنوال مضيت صحيفة “فايننشال تايمز”، التي أوضحت أن الديمقراطيين يشعرون بالقلق من أن كينيدي سوف ينتزع جزء من أصوات الرئيس بايدن في الانتخابات، حيث يواجه مخاوف بشأن الاقتصاد وعمره في المنافسة المتوقعة ضد ترامب المرشح الجمهوري الأوفر حظا.
من هو روبرت كينيدي جونيور؟
- في أبريل الماضي، أعلن كينيدي، ابن شقيق الرئيس الـ35 للولايات المتّحدة جون إف. كينيدي، ترشّحه للانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث كان يعتزم الرجل الستيني التنافس على نيل بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي في مواجهة الرئيس الحالي جو بايدن.
- عاد في أكتوبر الماضي، ليؤكد دخوله السباق الانتخابي كمستقل بعيدًا عن “وول ستريت، والتكنولوجيا الكبيرة، وشركات الأدوية الكبرى، وجماعات الضغط، ونظام الحزبين” وفق قوله.
- اشتكى من أن الحزب الديمقراطي حرمه من فرصة عادلة في سباق الترشح، بعدما “اندمج في وحدة واحدة” مع حملة بايدن.
- كينيدي هو ابن شقيق الرئيس جون إف كينيدي وابن السيناتور روبرت إف كينيدي، واغتيل كلاهما وهما في منصبيهما عامي 1963 و1968 على التوالي، ويُنظر إليهما على أنّهما من الأحداث الأكثر أهمية في السياسة الأميركية في القرن العشرين.
- عمل روبرت كينيدي جونيور على مدى عقود محامياً في مجال البيئة، لكنّه عُرف منذ العام 2005 بترويجه لنظريات المؤامرة حول اللّقاحات، عبر ربطها خصوصاً بتطور مرض التوحد.
- تعهّد كينيدي أثناء ترشحه بالعمل على إنهاء الانقسام السياسي العميق في الولايات المتحدة عبر “قول الحقيقة للشعب الأميركي”.
- لكن على الجانب الآخر، عمّق الانقسام داخل أسرته، بعدما وصفت مجموعة من أشقاءه ترشحه بأنه “محزن للغاية”، حيث قال بيان مشترك نشرته الأخت الصغرى كيري كينيدي: “قد يكون يحمل نفس اسم والدنا، لكنه لا يشارك نفس القيم أو الرؤية أو الحكم. نحن ندين ترشيحه، ونعتقد أنه يشكل خطرا على بلادنا”.
هل يمثل قلقًا؟
ومن واشنطن، قلل الباحث الأميركي المتخصص في شؤون الأمن القومي، سكوت مورغان، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، من “الأطراف الثالثة” التي ستدخل السباق الانتخابي في مواجهة بايدن وترامب، موضحًا أن حظوظهما أكبر من أي مرشح آخر.
وقال مورغان، إنه “في أحسن الأحوال يبدو أنه مثل الناشط والفيلسوف التقدمي كورنيل ويست، وجيل شتاين المرشحة عن حزب الخضر، ومن ثم قد يكون كينيدي مرشحا هامشيا”.
إضافة لذلك، يعتقد الباحث الأميركي أن كينيدي لن يؤثر كثيرًا على الأصوات التي تذهب إلى بايدن، بل على العكس من ذلك “تُظهر التوجهات الراهنة أنه يأخذ الأصوات من ترامب، وهذا يشير إلى أن المرشح الجمهوري يجب أن يقلق أكثر من بايدن”، وفق ما قال مورغان.
وفي الولايات المتأرجحة الرئيسية يمكن أن يكون للمرشح المستقل تأثير كبير على نتيجة السباق الرئاسي.
ووفقًا للاستطلاعات التي أجرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، و”كلية سيينا” حصل كينيدي على نسبة أصوات تزيد عن 25 بالمئة في الولايات الست التي فاز بها بايدن في 2020 وهي جورجيا وأريزونا وويسكونسن وبنسلفانيا ونيفادا وميشيغن.