نفذت روسيا وأوكرانيا ضربات جديدة متبادلة بالطائرات المسيرة، ومن جانب آخر وصفت موسكو قرار واشنطن تزويد كييف بقذائف اليورانيوم المنضب بالعمل الإجرامي.
فقد أعلن الجيش الأوكراني -اليوم الخميس- أن دفاعاته الجوية اعترضت 25 طائرة مسيرة روسية من أصل 33 هاجمت الأراضي الأوكرانية الليلة الماضية.
كما أكد الجيش الأوكراني اعتراض 5 مسيرات روسية فوق ميناء ريني على نهر الدانوب في منطقة أوديسا (جنوب أوكرانيا).
من جهته، قال حاكم أوديسا أوليه كيبر إن مسيرات روسية استهدفت منطقة إسماعيل على الدانوب، مما تسبب في إصابة شخص واحد وأضرار بميناء وصومعة حبوب ومبان إدارية، مشيرا إلى أن الهجوم هو الرابع من نوعه خلال 5 أيام.
في الجانب الآخر، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أحبطت هجوما أوكرانيا بـ 3 مسيرات، وأضافت أن إحداها دُمرت قرب موسكو بينما تم تدمير الأخريين في مقاطعة روستوف (جنوب).
وأعلن عمدة روستوف حالة التأهب القصوى بعد تحطم مسيرة أوكرانية في المدينة، وأفادت وكالة تاس للأنباء بحدوث أضرار في 3 بنايات وإصابة شخص جراء تحطم المسيرة، في حين سقطت الطائرة الأخرى خارج المدينة.
وفي مقاطعة بريانسك (جنوب غرب)، أعلنت السلطات المحلية إسقاط مسيرة أوكرانية تسببت شظاياها في أضرار مادية.
سير المعارك
وفي تطورات ميدانية أخرى، قالت هيئة الأركان الأوكرانية اليوم إن قواتها حققت تقدما على جبهة زاباروجيا (جنوب شرق) في محوري روبوتينو-نوفوبروكوبيفكا، وإنها تتحصن في المناطق التي تمكنت من استعادتها.
وقال المتحدث باسم هيئة الأركان بافلو كوفالتشوك إن القوات الأوكرانية تواصل تنفيذ عمليات هجومية في محوري باخموت بمقاطعة دونيتسك (شرق) وميليتوبول بمقاطعة زاباروجيا، مضيفا أن الجانب الروسي يتكبد خسائر فادحة في الأفراد والأسلحة والمعدات العسكرية.
كما تحدث الجيش الأوكراني عن محاولات روسية للهجوم على محاور ليمان وأفدييفكا وباخموت بدونيتسك، وقال إنه حقق تقدما باتجاه الجهة الجنوبية لمدينة باخموت.
وبالتزامن، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن قواتها تمكنت من تحقيق تقدم نحو الجهة الجنوبية لمدينة باخموت التي سيطرت عليها القوات الروسية بقيادة مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة في مايو/أيار الماضي.
وكانت كييف أكدت صعوبة الوضع على الجبهة الشرقية، وخاصة محور كوبيانسك بمقاطعة خاركيف.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ اليوم الخميس إن القوات الأوكرانية تتقدم في هجومها المضاد.
بيد أن المسؤولين الروس أكدوا مرارا أن الهجوم المضاد الذي تشنه القوات الأوكرانية منذ الرابع من يونيو/حزيران الماضي لم يحرز تقدما على أي من محاور القتال.
قذائف اليورانيوم المنضب
على صعيد آخر، نقلت وكالة “ريا نوفوستي” عن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قوله إن تزويد الولايات المتحدة لأوكرانيا بأسلحة اليورانيوم المنضب عمل إجرامي.
من جهتها، قالت السفارة الروسية بواشنطن اليوم إن قرار الإدارة الأميركية تزويد كييف بقذائف اليورانيوم المنضب لن يغير مسار الحرب، مضيفة أن الجيش الروسي سيواصل سحق الأسلحة المقدمة لنظام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حسب تعبيرها.
وفي وقت سابق، قال رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي للشؤون الدولية ليونيد سلوتسكي إن الذخائر العنقودية وقذائف اليورانيوم المنضب البريطانية -التي تم نقلها إلى أوكرانيا في وقت سابق- لن تساعد على تغيير مسار ما وصفها بالعملية الخاصة، في إشارة إلى حرب موسكو على أوكرانيا.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت أمس عن دفعة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 175 مليون دولار، تتضمن لأول مرة ذخائر اليورانيوم المنضب من عيار 120 مليمترا لدبابات أبرامز الأميركية، بالإضافة إلى أنظمة مضادة للدروع وأنظمة ملاحة جوية تكتيكية وذخيرة إضافية لأنظمة هيمارس الصاروخية.
ونقل مراسل الجزيرة في البنتاغون عن مسؤول دفاعي قوله إن القرار اتُخذ بتزويد أوكرانيا بذخيرة اليورانيوم المنضب الآن كي تكون جاهزة للاستخدام متى تسلمت 31 من دبابات “أبرامز”، وهو أمر متوقع في الخريف المقبل، لكن الموعد النهائي لم يحدد بعد.
وتساعد كثافة اليورانيوم (نحو 1.7 مرة من كثافة الرصاص) هذه الذخائر على اختراق المدرعات الثقيلة، وتأمل كييف أن تساعدها على تدمير الدبابات الروسية.
لكن اليورانيوم المنضب مثير للجدل بسبب ارتباطه بمشكلات صحية مثل السرطان وعيوب خلقية في صراعات سابقة، واستخدمته القوات الأميركية في العراق.
ومن كييف، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس عن دعم جديد تقدمه بلاده لأوكرانيا بقيمة مليار دولار.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن دعم الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا مستمر مهما طال الأمر، وإلى أن تقرر روسيا وقف حربها الوحشية على أوكرانيا، حسب تعبيرها.