في هذا السياق، يصر كل طرف على تحقيق أهدافه، بينما تواصل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) صد هجمات الفصائل المدعومة من تركيا على مواقعها. في المقابل، تسعى هذه الفصائل إلى السيطرة على الأراضي التي تسيطر عليها القوات الكردية.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أطلق تصريحات حادة مؤكدًا أنه لا مكان في مستقبل سوريا لأي “منظمة إرهابية”، مشيرًا إلى المسلحين الأكراد ضمن هذا السياق.
هذه التصريحات تأتي في وقت حساس حيث تتزايد التقارير التي تشير إلى أن تركيا تراهن على تغير موقف الولايات المتحدة في ظل الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، مما قد يؤدي إلى تقليص دعم واشنطن للأكراد في سوريا.
حول هذه الأزمة، يقول أستاذ العلاقات الدولية في إسطنبول، الدكتور سمير صالحة، إن السياسة التركية الحالية تركز على تغيير الوضع في سوريا ككل، مع إعطاء الأولوية للتحولات الأمنية والسياسية والعسكرية في المنطقة.
كما يرى، في حديثه لقناة “سكاي نيوز عربية”، أن تركيا قد تنتظر لمعرفة الخطوات المقبلة من قبل القيادة السورية الجديدة قبل اتخاذ قرارها النهائي في التصعيد العسكري، خاصة في شمال سوريا.
من جانبه، يرى الكاتب والباحث السياسي حنا صومي من القامشلي أن إدارة قوات سوريا الديمقراطية ليست كردية بالكامل كما يروج الإعلام التركي. في الواقع، هي إدارة ذاتية تضم مكونات متعددة من الكرد والعرب والمسيحيين وغيرهم من الأقليات.
ويؤكد صومي أن الأكراد في شمال سوريا قد لعبوا دورًا حاسمًا في مكافحة تنظيم داعش وحماية الأقليات من الجرائم الوحشية لهذا التنظيم.
أما جوردان شاكتيل، الباحث في السياسة الخارجية من ميامي، فيعتقد أن الإدارة الأميركية المقبلة قد تتبنى سياسة مختلفة تجاه الوضع في سوريا، حيث من المرجح أن تركز على تقليص النفوذ الإيراني وتجنب التصعيد بين الأكراد وتركيا.
وأضاف لـ”سكاي نيوز عربية”: “في عهده، ستكون الولايات المتحدة حريصة على الحفاظ على التوازن في المنطقة وعدم السماح للتوترات بين الأكراد وتركيا بالانزلاق إلى مواجهة مفتوحة”.