تتواصل الجهود في المغرب لليوم السادس سعيا للوصول إلى أحياء تحت الركام في المناطق المتضررة من الزلزال القوي الذي ضرب البلاد مساء الجمعة الماضي وخلف آلاف القتلى والمصابين.
وتحاول عناصر الإنقاذ المغاربة، بدعم من فرق أجنبية ومتطوعين تسريع عمليات البحث مع مرور أكثر من 100 ساعة على وقوع الكارثة وبدء تضاؤل الآمال في العثور على ناجين محتملين.
وأعلنت وزارة الداخلية المغربية -مساء أمس الثلاثاء- ارتفاعا جديدا لعدد ضحايا الزلزال حيث سجلت عدد القتلى 2901 و المصابين 5530، فيما تواصل السلطات العمومية جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وفتح الطرق التي تضررت جراء الزلزال الذي وصف بالأعنف منذ أكثر من قرن.
وزار الملك محمد السادس المستشفى الجامعي بمدينة مراكش -مساء أمس- وتفقد المصابين من ضحايا الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز مساء الجمعة.
وأظهرت صور بثها التلفزيون الرسمي تجوال الملك في عدد من أقسام المستشفى وغرف المرضى للاطمئنان على أوضاعهم الصحية ومستوى الخدمات المقدمة. واختتم زيارته للمستشفى بالتبرع بالدم لضحايا الزلزال.
يذكر أن مستشفيات مراكش استقبلت نحو 2200 مصاب من ضحايا الزلزال من بينهم حوالي 500 من الذين تعرضوا لإصابات بليغة.
جهود مستمرة
وفي سياق حشد جهود دعم المتضررين من الزلزال، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إن التقارير التي تلقتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” تشير إلى تأثر ما يقرب من 100 ألف طفل بالزلزال في المغرب. وأكد دوغاريك أن اليونيسيف قامت بتعبئة طاقم العمل الإنساني لدعم الاستجابة الفورية على الأرض.
من جانبه، قال قائد قوات “الواجب” القطرية في مهمة المغرب خالد الحميدي إن جهود الإنقاذ التي يسهم فيها الفريق القطري ستستمر للبحث عن ناجين من الزلزال، وأكد أن الفرق واجهت صعوبات في عمليات الإنقاذ بسبب انسداد الطرق.
وتشكل الطبيعة الوعرة لمعظم المناطق التي ضربها زلزال الجمعة أكبر التحديات أمام فرق البحث والإنقاذ التي تسابق الزمن للوصول إليها وبدء عمليات الحفر والانتشال من تحت الأنقاض، وما زال الوصول إلى القرى الأقرب إلى مركز الزلزال صعبًا بسبب الانهيارات الأرضية.
وقال الحميدي في وقت سابق، إن حضور الفريق القطري جاء بعد تنسيق مسبق وتواصل مع الجانب المغربي، مضيفا أن أفراد الفريق القطري سيعملون كمساعدين للطواقم المغربية في موقعين، بناء على ما تم الاتفاق عليه عبر قنوات تواصل وتنسيق مع الجانب المغربي.
ووصلت أمس طائرة قطرية إلى المغرب على متنها مساعدات إنسانية وفريق الإنقاذ القطري للمشاركة في جهود الإغاثة في المناطق المتضررة من الزلزال.
ماكرون يطلب الصمت
ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -أمس الثلاثاء- بالجدل الدائر حول العلاقات بين باريس والرباط بعدما امتنع المغرب عن قبول مساعدات عرضتها عليه فرنسا إثر الزلزال المدمّر الذي ضرب منطقة مراكش.
وأعلن المغرب الأحد قبوله دعما من أربع دول هي إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات، لكنّه لم يطلب المساعدة من فرنسا التي كانت من ضمن عشرات الدول التي عرضت المساعدة، وهو ما أثار على الفور العديد من التساؤلات.
وكان ماكرون أعلن الأحد أنّ بلاده مستعدّة للتدخل “فور” تلقيها طلبا بهذا الشأن من السلطات المغربية.
والثلاثاء، قال ماكرون في رسالة مصوّرة خاطب فيها الشعب المغربي “من الواضح أنّه يعود إلى جلالة الملك والحكومة المغربية، بصورة سيادية بالكامل، تنظيم المساعدات الدولية، وبالتالي نحن بتصرّف خيارهما السيادي”.
وأضاف الرئيس الفرنسي في مقطع الفيديو الذي نشره على منصّة إكس (تويتر سابقًا) أنّ “هذا ما فعلناه بطريقة طبيعية تماما منذ اللحظة الأولى، وبالتالي أودّ من كلّ السجالات التي تفرّق وتعقّد الأمور في هذا الوقت المأساوي للغاية أن تصمت، احتراما للجميع”، وفق قوله.