أفادت وسائل إعلام عراقية اليوم الأربعاء بمقتل 8 أشخاص جراء غارات شنها الجيش الأميركي على مواقع لقوات الحشد الشعبي في منطقة “جرف الصخر” جنوبي غربي بغداد، فيما نددت الحكومة العراقية بالقصف الأميركي.
وأكدت كتائب حزب الله بالعراق التابعة للحشد الشعبي، في بيان اليوم الأربعاء، مقتل 8 من عناصرها جراء الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع تابعة لها فجر اليوم.
ونقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أميركيين القول إن مقاتلات أميركية قصفت مركزي عمليات لحزب الله العراقي ردا على استهداف قواعد أميركية في المنطقة.
بدورها نددت الحكومة العراقية الأربعاء في بيان بالضربات الأميركية، معتبرة أنها “انتهاك واضح للسيادة” العراقية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة باسم العوادي في بيان “ندين بشدة الهجوم الذي استهدف منطقة جُرف النصر، والذي جرى دون علم الجهات الحكومية العراقية ما يُعد انتهاكا واضحا للسيادة (…) كما تشدد الحكومة العراقية على أنّ أي عمل أو نشاط مسلح يتم ارتكابه من خارج المؤسسة العسكرية، يعد عملاً مداناً ونشاطاً خارجاً عن القانون”.
وكان الجيش الأميركي أعلن في وقت سابق من صباح اليوم أن مقاتلاته استهدفت منشأتين في العراق لمن قال إنهم “مسلحون مدعومون من إيران”، ردا على الهجمات التي تعرضت لها القواعد الأميركية في كل من سوريا والعراق خلال الأسابيع الماضية.
وقال الجيش الأميركي في بيان إن الغارة التي شنها مساء أمس الثلاثاء استهدفت منشأتين في العراق، وإن الضربات “كانت ردا مباشرا على الهجمات على القوات الأميركية وقوات التحالف من قبل إيران والجماعات المدعومة من إيران”.
وتمثل الضربات التي أعلن عنها الجيش الأميركي أول رد أميركي علني في العراق على عشرات الهجمات التي استهدفت قواته في المنطقة منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول عسكري أميركي، تحدث مشترطا عدم الكشف عن هويته، قوله إن الغارة التي شنتها الطائرات المقاتلة استهدفت ودمرت مركزا لعمليات كتائب حزب الله العراقية ومركزا للقيادة والسيطرة تابعا لها بالقرب من الأنبار وجرف الصقر جنوبي بغداد. وكتائب حزب الله العراقية هي فصيل مسلح له علاقات وثيقة مع إيران.
وقال المسؤول إن أفرادا من كتائب حزب الله كانوا في الموقعين لكن تقييما يجري حول الخسائر البشرية.
وكان مسؤولون أميركيون ذكروا أمس الثلاثاء أن قوات أميركية تعرضت لهجوم في قاعدة غربي بغداد، وأن طائرة حربية أميركية ردت دفاعا عن النفس وقتلت عددا من “المسلحين المدعومين من إيران”، على حد تعبيرهم.
وفي السياق، قال مسؤولان أميركيان إن قاعدة عين الأسد الجوية تعرضت لهجوم بصاروخ باليستي قريب المدى، مما أوقع 8 إصابات وأضرارا طفيفة في البنية التحتية.
وحتى الآن اقتصر رد الولايات المتحدة على الهجمات التي تعرضت لها قواتها في المنطقة، والتي تجاوز عددها 60 هجوما في العراق وسوريا، على 3 مجموعات من الضربات المنفصلة في سوريا، وهذه أول مرة توجّه فيها ضربة للفصائل المسلحة في العراق.
وكانت جماعة مسلحة تطلق على نفسها “المقاومة الإسلامية في العراق” أعلنت مسؤولية عن العديد من الهجمات التي استهدفت القواعد الأميركية في كل من سوريا والعراق.
وتواجه القوات الأميركية في المنطقة هجمات متصاعدة بالصواريخ والطائرات المسيّرة على خلفية دعمها إسرائيل في حربها على قطاع غزة.
وألقت واشنطن باللائمة على فصائل موالية لإيران، وأعلنت تنفيذ غارات جوية استهدفت مواقع في سوريا قال البنتاغون إنها “مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني”.
لكن البنتاغون أكد مرارا أنه حريص على ألا يتسع نطاق الحرب في غزة إلى مواجهة إقليمية مع إيران والقوى الموالية لها.
وينتشر نحو 2500 عسكري أميركي في العراق، ونحو 900 آخرين في سوريا.