أعلن أكثر من 100 من المرشحين في الانتخابات العامة الباكستانية، معظمهم من المستقلين، اعتراضهم على النتائج التي خرجت حتى الآن، معتبرين أن تلاعبا وقع أثناء فرز الأصوات.
من هؤلاء محمد شعيب شاهين المرشح للبرلمان الاتحادي والمحسوب على رئيس الوزراء السابق عمران خان ومن قيادات حزب حركة إنصاف، وقال شاهين لوسائل الإعلام إنه حتى الساعة 11 من مساء أمس كان متقدما على منافسه طارق فضل شودري بأكثر من 50 ألف صوت، لتتغير النتيجة عند إعلانها صباح اليوم الجمعة لصالح منافسه، الذي أُعلن فائزا بمقعد البرلمان العام عن إسلام آباد.
واتهم المتحدث باسم حزب حركة “إنصاف” رؤوف حسن السلطات بالتلاعب بنتائج الانتخابات، قائلا إن الأصوات “مسروقة”.
وقال حسن للجزيرة إن المرشحين المدعومين من حزبه كانوا في المقدمة منذ البداية وبهوامش معتبرة طوال ليلة أمس عند فرز الأصوات، مضيفا أن السلطات تعمدت إبطاء إعلان النتائج في ساعات الصباح الأولى، ثم توقف الإعلان تماما وظل الأمر على هذا النحو لبضع ساعات لتكون المفاجأة صباحا بتغير الحالة إلى تراجع نتائج بعض المحسوبين على حزبه، متهما السلطات بالتلاعب بالنتائج، وحذر من عواقب ذلك.
وعند الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم الجمعة بالتوقيت المحلي في باكستان، أعلنت مفوضية الانتخابات العامة الباكستانية عن نتائج 149 من مقاعد البرلمان الاتحادي من أصل 266، والتي يتوقع الإعلان الكامل عنها مساء اليوم.
نتائج أولية
وقد حاز المستقلون المحسوب أكثرهم على حركة إنصاف -التي يقبع زعيمها عمران خان في السجن- على 61 مقعدا.
في حين حصل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز شريف على 48 مقعدا، وأعلن عن فوز حزب الشعب (بقيادة بلاوربوتو زرداري) على 33 مقعدا، وبقية الأحزاب حصلت مجتمعة على 7 مقاعد. وبقيت 124 مقعدا جار فرز أصواتها والإعلان عن الفائز بها.
وتواجه باكستان عدة تحديات خلال السنتين الأخيرتين، حيث تعيش أزمة اقتصادية خانقة، وتفتقد الاستقرار السياسي بعد الإطاحة برئيس الوزراء السابق عمران خان في أبريل/ نيسان 2022، إلى جانب تحديات أمنية خطيرة، حيث تسببت أعمال العنف بعدة مناطق في مقتل أكثر من ألف شخص خلال العام الماضي.
وينتظر أن تسفر الانتخابات عن برلمان ومن ثم تشكيل حكومة قادرة على مواجهة كل هذه التحديات.
ويقول المتابعون والمهتمون بالشأن الباكستاني إنه إذا لم تسفر الانتخابات عن أغلبية واضحة لأي حزب، فإن معالجة التحديات المتعددة التي تعيشها البلاد ستكون صعبة.
وضع آمن
وفي مؤتمر صحفي عقده وزير الداخلية الباكستاني جوهز إعجاز في إسلام آباد بعد ظهر اليوم الجمعة حول العملية الانتخابية، أشاد بمجريات العملية، وقال إنها تمت في ظل أوضاع آمنة بشكل عام، وإن البلاد لم تشهد سوى حوادث محدودة تمت السيطرة عليها ولم تؤثر على مجريات الانتخابات عامة.
وأكد على حرص حكومته الانتقالية على أن تكون الانتخابات نزيهة، ونتائجها سليمة تحوز ثقة الجميع وبعيدة عن أي نوع من التلاعب.
مخاوف
وطلب المتحدث باسم حزب “حركة إنصاف” رؤوف حسن من لجنة الانتخابات التأكد من عدم التلاعب بالنتائج، وإلا “فلن نقبلها”.
وكان متوقعا أن يفوز حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بزعامة نواز شريف بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات، إذ يؤكد محللون أن رئيس الوزراء الأسبق البالغ 74 عاما “أبرم اتفاقا غير معلن مع الجيش” للعودة إلى رئاسة الوزراء.
لكن القنوات التلفزيونية المحلية قالت إن أداء حزب الرابطة الإسلامية في الانتخابات كان سيئا، حتى إن نواز شريف نفسه متأخر عن منافسه في الدائرة الانتخابية التي ترشح فيها.
وفُتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمس الخميس لاختيار 266 نائبا في البرلمان من بين 5121 مرشحا، واختيار 593 نائبا في البرلمانات الإقليمية من بين 12 ألفا و695 مرشحا.
ويحق لأكثر من 128 مليون ناخب المشاركة في الانتخابات البرلمانية العامة الـ12، وسيشكل الحكومة المقبلة الحزب الذي يحصل على تأييد ثلثي النواب.