مع حرب غزة.. “المركزي الإسرائيلي” يلجأ إلى إجراء غير مسبوق لحماية “الشيقل”

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

وافقت وزارة الخارجية الأميركية على تزويد إسرائيل بأسلحة دقيقة التوجيه، مما يتيح لها شن هجمات على أهداف محددة، فما هي هذه الأسلحة؟ وهل يمكنها تقليل فرص إلحاق الضرر بالمدنيين خلال الحرب الجارية في قطاع غزة؟

كانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية ذكرت، الاثنين، أن وزارة الخارجية أبلغت الكونغرس بخطط لنقل قنابل دقيقة التوجيه، بقيمة 320 مليون دولار إلى إسرائيل، وهي “قنابل سبايس”، وهي نوع من الأسلحة الموجهة بدقة تطلقها الطائرات الحربية.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مراسلات اطلعت عليها، إن شركة تصنيع الأسلحة “رافائيل يو أس إيه” ستنقل القنابل إلى شركتها الأم في إسرائيل “رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة”، لتستخدمها وزارة الدفاع الإسرائيلية.

وتقول وول سترين جورنال إن الجيوش الحديثة تضيف “أنظمة التوجيه إلى قنابلها بهدف تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وذلك رغم أن الأضرار قد تظل مدمرة، خاصة في المناطق الحضرية”.

ما هي الذخائر دقيقة التوجيه؟

تعرف وزارة الدفاع الأميركية الذخائر دقيقة التوجيه (PGMs) بأنها “سلاح موجه يهدف إلى تدمير هدف محدد وتقليل الأضرار الجانبية. ويشمل ذلك الصواريخ المتعددة التي تطلق من الجو والسفن وغيرها. تستخدم PGMs عادة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أو الليزر لزيادة دقة السلاح في محيط أقل من 3 أمتار”، وفق خدمة أبحاث الكونغرس.

ويشير خطاب وزارة الخارجية الأميركية بشأن بيع قنابل “سبايس” إلى أنها نوع من القنابل دقيقة التوجيه، التي تطلقها الطائرات الحربية، وفقا لمراسلات اطلعت عليها صحيفة وول ستريت جورنال.

وجاء إرسال الخطاب يوم الغارة على جباليا، يوم 31 أكتوبر، عندما أطلقت إسرائيل قنبلتين على الأقل، زنة كل واحدة منهما طن، على منطقة جباليا المكتظة بالسكان في غزة. وأسفرت تلك الغارة عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص، بحسب السلطات في غزة. وقالت إسرائيل إنها استهدف عناصر في حماس.

واستخدام إسرائيل لمثل هذه القنابل، وهي ثاني أكبر قنبلة في ترسانتها، ليس أمرا غير مألوف، وهي تستخدمها لاستهداف البنية التحتية تحت الأرض، لكن إطلاقها في منطقة كثيفة السكان مثل جباليا أثار تساؤلات بشأن ما إذا كانت أهداف إسرائيل تبرر هذه العدد من القتلى المدنيين والدمار الذي تسببه ضرباتها.

وتظهر تحليلات أن الغارة تسببت في وقوع حفرتين بعمق حوالي 15 مترا، وهي أبعاد تتفق مع الانفجارات تحت الأرض التي قد ينتجها هذا النوع من الأسلحة في التربة الرملية الخفيفة، وفقا لدراسة فنية أجرتها شركة Armament، وهي شركة استشارية لأبحاث الذخائر.

وكانت نيويورك تايمز أفادت بأن مسؤولين أميركيين نصحوا نظراءهم الإسرائيليين باتخاذ خطوات تقلل من الخسائر في صفوف المدنيين، بوسائل من بينها استخدام قنابل أصغر لاستهداف شبكة الأنفاق.

صحيفة: مسؤولون أميركيون يحددون خطوات لتقليل خسائر المدنيين في غزة

يقدم المسؤولون الأميركيون النصيحة لنظرائهم الإسرائيليين لاتخاذ خطوات تقلل من الخسائر في صفوف المدنيين خلال الحرب ضد حركة حماس بقطاع غزة، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.

ومع تصاعد وتيرة الاجتياح الإسرائيلي لغزة، أشارت تقارير إعلامية أميركية وإسرائيلية إلى توتر بين الإدارة الأميركية وإسرائيل، نتيجة خلافات على استراتيجية الحرب. وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن البيت الأبيض “يشعر بالإحباط من الهجوم الإسرائيلي”، لكنه لا يرى سوى خيارات محدودة.

وتقول الشركة المصنعة لقنابل “سبايس” على موقعها إنها سلاح جو-أرض يعتمد على الذكاء والدقة والفعالية من ناحية التكلفة، ومصممة لتسبب الحد الأدنى من الأضرار الجانبية.

وهي تشبه صاروخ JDAM الموجه الأميركي، أحد عناصر سلاح الجو الأميركي، وفق “سي أن أن”.

وتعمل “سبايس” على تحويل القنابل غير الموجهة إلى قنابل “ذكية” موجهة، بمدى إطلاق يتراوح بين 60 و100 كيلومتر، مع تنفيذ “ضربات متعددة ومتزامنة بدقة متناهية” وقادرة على ضرب الأهداف الثابتة والمتحركة على الأرض والبحر، إذ يمكنها تعديل مسارها في منتصف الرحلة لضرب أهداف متحركة.

سبايس قنابل موجه عالية الدقة

وتستخدم الأشعة تحت الحمراء لضرب الأهداف بدقة عالية، مما يعني أنها يمكن أن تعمل في الظروف التي لا يتوفر فيها توجيه نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

ومن شأن نظام الأسلحة جو-أرض الدقيقة، وفق تقرير صحيفة وول ستريت جورنال، أن يساعد في تقليل الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، فضلا عن السماح للطائرات الإسرائيلية بشن ضربات من مدى أبعد.

مخاوف

ويشير موقع خدمة أبحاث الكونغرس إلى أن الذخائر دقيقة التوجيه استخدمت في عمليات عسكرية أميركية، خاصة في أفغانستان والعراق وسوريا، مشيرة إلى أن جميع الأسلحة الأميركية التي استخدمت في الشرق الأوسط، منذ عام 2014، تقريبا كانت ذخائر دقيقة التوجيه، خاصة صواريخ JDAMs وصواريخ هيلفاير.

لكن استخدام صواريخ وقنابل موجهة أكثر دقة لا يعني تلقائيا خفص عدد القتلى بين المدنيين. فمن ناحية، لا تتعلق “الدقة” بحماية المدنيين بقدر ما تتعلق بجعل هذه الأسلحة “أكثر فتكا”، وفق تقرير على موقع ذا كونفرزيشن.

ويشير الكاتب إلى مجموعة من العوامل تؤثر على المخاطر التي يتعرض لها المدنيون أثناء الهجوم “الدقيق”، تشمل حجم الصاروخ أو القنبلة وقوة انفجارها، ومدى تدريب وخبرة المشغلين والمعلومات الاستخباراتية، والبيئة التي يتم فيها الهجوم.

وتشير دراسة سابقة نشرتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن الدقة تعني “قدرة القوات على تحديد المواقع، وضربها بدقة في الوقت المناسب، وتحديد ما إذا كانت الآثار المرجوة، تم تحقيقها أو هناك حاجة إلى إعادة الضربة”.

لكنها قالت إن الضربات الدقيقة تتطلب أكثر من مجرد أنظمة أسلحة دقيقة، فهي تحتاج أيضا إلى “القيادة القوية والتحكم والاتصالات وأجهزة الكمبيوتر والاستخبارات والمراقبة، وهي ضمن عوامل تحدد نجاح العمليات تماما مثل السلاح المستخدم”.

وتشير إلى أنه نتيجة  لهذا الوضع، حدثت أخطاء في استهدافات سابقة في العراق وأفغانستان.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أقرت في أغسطس 2021 بأن 10 مدنيين أفغان قتلوا خطأ بصاروخ هيلفاير الموجه أطلقته طائرة أميركية من دون طيار من طراز “ريبر”.

وحققت منظمة العفو الدولية بثلاث غارات منفصلة شنها الجيش الإسرائيلي، في 9 مايو الماضي، استهدفت فيها قنابل دقيقة التوجيه ثلاثة من كبار قادة “سرايا القدس”، لكنها أدت إلى مقتل 10 مدنيين فلسطينيين وإصابة 20 آخرين.

وقالت المنظمة إن القنابل أطلقت على مناطق مكتظة بالسكان في الساعة الثانية صباحا عندما كانت العائلات نائمة في منازلها “ما يشير إلى أن أولئك الذين خططوا للهجمات وأذنوا بها توقعوا، وربما تجاهلوا، الضرر غير المتناسب الذي لحق بالمدنيين”.

وفي السابع من أكتوبر، شنت حماس هجوما على إسرائيل أدى إلى مقتل 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، فضلا عن اختطاف 240، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وتشن إسرائيل هجوما جويا وبريا على القطاع، وقال مسؤولو الصحة في غزة التي تسيطر عليها حماس، إن أكثر من 0 آلاف شخص لقوا حتفهم، معظمهم من المدنيين وبينهم أطفال ونساء.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *