توقع الخبير العسكري اللواء فايز الدويري أن تكون عملية “النار والمناورة” التي يعتزم جيش الاحتلال الإسرائيلي شنها على قطاع غزة الأكثر قسوة، وأن تكون صعبة على الطرفين، وقد تستغرق وقتا طويلا.
وتوقع الدويري -خلال تحليل على شاشة الجزيرة- أن تلجأ إسرائيل للسيناريو الأسوأ المتمثل في هجوم رئيسي من جهتي الشمال والشمال الشرقي مدعوما بهجمات على وسط القطاع وجنوبه.
ولفت إلى أن المنطقة الشمالية من القطاع -التي طالبت إسرائيل سكانها البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة بإخلائها والتوجه نحو الجنوب- قد تعرضت إلى تدمير كبير خلال الأيام الماضية.
وستكون بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا والشاطئ والشجاعية وحي الزيتون في شمال القطاع، ضمن المرحلة الأولى من الاجتياح المحتمل، والذي سيكون مصحوبا بهجمات من جهة الجنوب الشرقي، كما يقول الدويري.
لكن هذه المرحلة الأولى من الهجوم ستتم على مراحل متعددة؛ لأن إسرائيل -في رأي الدويري- لا تملك القدرة على اجتياحها مرة واحدة من الناحية العسكرية.
وبناء على ذلك -يضيف الخبير العسكري- من المتوقع أن يبدأ الهجوم الأولي عبر قوات المشاة والمدرعات التي ستتحرك من سديروت وعسقلان باتجاه بيت لاهيا وبيت حانون المدمرتين تماما؛ لتحقيق “الترويع والصدمة”، حسب وصفه.
وتوقع الدويري أن تشهد هذه المرحلة الأولية على هاتين المدينتين قصفا ناريا يفوق ما تقوم به إسرائيل حاليا لإجبار السكان على الفرار أو الاختباء، من أجل تحقيق ما يسمى عسكريا “بسط الأرض”.
ورغم قوة الهجوم المتوقع، فإن الدويري يتوقع أن تكون لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خطة دفاعية كما كانت لديها خطة هجومية (عندما بدأت عملية طوفان الأقصى).
وحتى لو نجحت إسرائيل في تحقيق الهدف من المرحلة الأولية -في بيت لاهيا وبيت حانون- فمن غير الممكن حاليا توقع الفترة التي يتطلبها هذا النجاح، فقد يستغرق الأمر ساعات أو أياما أو أسابيع، لأن المقاومة ستقاتل باستماتة عن كل متر مربع.
ولفت الدويري إلى أن مساحة غزة الصغيرة تجعل أي تراجع للمقاومة يعني اختراقا كبيرا لعمقها، بحيث ستكون إسرائيل قادرة على التوغل باتجاه جباليا والشاطئ والرمال.
وسيكون الهجوم -من وجهة نظر الدويري- مصحوبا بعمليات إنزال أو قصف مدفعي أو حماية الشواطئ من التسلل، فضلا عن تعزيزه بالقوات المحمولة جوا، لكنه في الوقت نفسه لن يكون سهلا على الطرفين.
وأكد الدويري أن هذا التصور هو الأكثر دموية لمعركة برية كالتي تلوح في الأفق، ومع ذلك قد يتطلب تحقيق هدف إسرائيل من المرحلة الأولى وقتا طويلا، وربما تفشل في تحقيقه تماما.