مصر أمام معضلة فتح الحدود أمام الغزيين المهددين بالتهجير القسري

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

جدد تصاعد الصراع بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بعد عملية “طوفان الأقصى”، الحديث عن سعي الاحتلال للقيام بعمليات تهجير قسري لسكان قطاع  غزة نحو الأراضي المصرية باعتبارها المنفذ الوحيد لهم في ظل تأهب إسرائيل لتوغل بري محتمل قد يبدأ في أي لحظة، وهو أمر يضع القاهرة أمام معضلة كبرى.

ودعت إسرائيل اليوم الجمعة سكان شمال قطاع غزة بما فيها مدينة غزة إلى إخلائها والنزوح جنوبا، في قرار رفضته حماس، وأكدت الأمم المتحدة أنه يطال 1.1 مليون شخص وحذرت من تبعاته “المدمّرة”.

وخلال احتفال عسكري أمس الخميس، شدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطاب على أن يبقى أهالي غزة “صامدين وموجودين على أرضهم”. ودعا طرفي الصراع للعودة فورا إلى المسار التفاوضي وضبط النفس، مؤكدا أن الأمن القومي لبلاده هو “مسؤوليته الأساسية”.

وفي الأردن -البلد الذي يستضيف مليوني لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة- حذر الملك عبد الله الثاني خلال لقاء مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من “أية محاولة لتهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية أو التسبب في نزوحهم”، مشددا على “عدم ترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين”.

وخلال الأيام الماضية تركزت الجهود المصرية والأردنية على جمع المساعدات الإغاثية، إقليما ودوليا، لسكان القطاع في محاولة لتخفيف معاناتهم، إذ خصصت القاهرة مطار العريش بسيناء (شمال شرق) لاستقبال شحنات مساعدات أرسلت عمّان شحنات أولى منها.

واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن مطالبة إسرائيل لسكان شمال قطاع غزة بالانتقال إلى جنوبه يعد “جريمة حرب جديدة”.

وأكد أبو الغيط، وفق ما نشرت الجامعة اليوم الجمعة على منصة “إكس”، في خطاب موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن “اتفاقية جنيف الرابعة تحظر على القوة القائمة بالاحتلال مباشرة نقل قسري للسكان”.

“لا إفراط ولا تفريط”

وفي القاهرة، نفى إعلاميون أن تسمح مصر بتوطين سكان قطاع غزة في سيناء، وعبر التلفزيون المصري الرسمي، قال الإعلامي يوسف الحسيني “لا إفراط ولا تفريط”، مشيرا إلى ما يتم تداوله عن الدفع بالفلسطينيين إلى شبه الجزيرة المصرية.

ووجّه الأزهر في مصر في بيان أمس الخميس “تحيته لصمود أبناء فلسطين العزيزة، وتقديره لتشبثهم بأرضهم الغالية، وتمسكهم بالبقاء فوق ترابها، مهما كان الثمن والتضحيات”.

وتابع مخاطبا الفلسطينيين “خيرٌ لكم أن تموتوا على أرضكم فرسانا وأبطالا وشهداءَ .. واعلموا أن في ترك أراضيكم موتا لقضيتكم وقضيتنا وزوالها إلى الأبد”.

واليوم الجمعة، نقلت وكالة “وفا” الفلسطينية الرسمية للأنباء أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس شدد لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقاء جمعهما في عمّان “على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا بشكل فوري، وحمايتهم، والرفض الكامل لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة، لأن ذلك سيكون بمثابة نكبة ثانية لشعبنا”.

وفجر السبت الماضي، أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية السيوف الحديدية، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 2006.

 

رابط بديل للخبر

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *