نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، في إنقاذ حياة مراجع يبلغ من العمر 50 عامًا، وصل الطوارئ في حالة حرجة جدًّا، أدت إلى دخوله في شبه غيبوبة نتيجة للاستسقاء الدماغي الحاد والالتهاب الرئوي التنفسي، بالإضافة إلى إصابته بالتهابات مختلفة بالجسم، ومعاناته من تَبِعات ورم في البلعوم الأنفي أزيل قبل عام. ذكر ذلك الدكتور بهاء الدين محسن استشاري طب وجراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري رئيس الفريق الطبي المعالج، الحاصل على الزمالة الأمريكية، الذي قال: فور وصول المراجع للمستشفى حُوِّلَ مباشرة إلى قسم العناية المركزة لخطورة حالته، تَبِعَ ذلك عمل الإسعافات الأولية، ومن ثم الاطلاع على ملفه الطبي، وإخضاعه لفحوصات طبية دقيقة بالرنين المغناطيسي M.R.I والتصوير المقطعي C.T Scan والأشعة السينية Digital X-rays، وعدد من التحاليل المخبرية.
وأفاد بأن النتائج كشفت عن وجود مشكلة عدم استقرار فقرات الرقبة نتيجة النزوح الدوراني المحوري منذ 5 أشهر، والذي تسبب في حدوث الاستسقاء الدماغي وصعوبة شديدة بالأكل والبلع، بالإضافة إلى الالتهابات الشديدة بعظم العمود الفقري والصدر والدم، مع وجود خلل في أملاح الدم.
وأوضح أن الفريق الطبي عقب انتهائه من دراسة كافة نتائج الفحوصات، وَضَع خطة علاجية تبدأ بمعالجة الالتهابات بالدم والفقرات العنقية، وتركيب أنبوبين لتصريف السائل الشوكي الدماغي لمعالجة مشكلة الاستسقاء، وآخر خارجي بالمعدة للقيام بمهمة التغذية، بعدها خضع لعملية معقدة استغرقت 6 ساعات تحت التخدير العام وباستخدام جهاز المراقبة العصبية؛ حيث تم فيها تثبيت أربع فقرات عنقية مع قاعدة الجمجمة الخلفية، وتوسيع الحجرة الخلفية للدماغ، وإزالة جزء من الفقرة الأطلسية.
وأكد الدكتور بهاء الدين أن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح ولله الحمد؛ إذ نُقِلَ المراجع لجناح التنويم، وقد أبانت فحوصات التصوير بالأشعة بعد العملية استقرار حالته الصحية، خاصة بعد تخفيف الضغط على جذع الدماغ، بالإضافة إلى إزالة أنبوب التغذية الخارجي لاستعادة المراجع للقدرة على الأكل والشرب، وكذلك انتهاء مشكلة فقرات الرقبة والاستسقاء الدماغي بصورة نهائية، ومعالجة كل الالتهابات بالعظم والدم والصدر، وقد غادر المراجع المستشفى بعد تلقيه رعاية طبية فائقة لمدة 5 أيام، وهو بحالة صحية مستقرة، مع وضع برنامج متابعة بالعيادة لمدة شهرين لاستكمال التأهيل العلاجي.