استقالت أمس الثلاثاء مسؤولة رفيعة في وزارة الخارجية الأميركية بسبب خلافات بشأن تقرير الحكومة الذي نشر مؤخرا، والذي ادعى أن إسرائيل لا تعرقل المساعدات الإنسانية لغزة، حسبما قال مسؤولان لصحيفة واشنطن بوست.
وقالت ستايسي غيلبرت -التي تعمل في مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية- إن الوزارة كانت مخطئة في استنتاجها أن إسرائيل لم تعرقل المساعدات الإنسانية لغزة، بحسب المسؤوليْن اللذين قرآ رسالتها.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن سبب الاستقالة غير عادي، لأنه يتحدث عن معارضة داخلية بشأن تقرير مثير للجدل بشدة اعتمدت عليه إدارة الرئيس جو بايدن لتبرير الاستمرار في إرسال أسلحة بمليارات الدولارات إلى إسرائيل.
وعندما سُئل عن استقالتها قال متحدث باسم وزارة الخارجية “لقد أوضحنا أننا نرحب بوجهات النظر المتنوعة، ونعتقد أن ذلك يجعلنا أقوى”.
وبهذا الصدد، كتب جوش بول -وهو أول مسؤول في وزارة الخارجية يستقيل بسبب غزة- في حسابه على منصة “لينكد إن” “في اليوم الذي أعلن فيه البيت الأبيض أن الفظائع الأخيرة في رفح لم تتجاوز خطه الأحمر تُظهر هذه الاستقالة أن إدارة بايدن ستفعل أي شيء لتجنب الحقيقة”.
والتقرير محل الجدل -الذي كان نتاج أسابيع من المناقشات داخل وزارتي الخارجية والدفاع- وجد أنه في حين أن “المساعدات لا تزال غير كافية” فإن الولايات المتحدة لا “تقيّم حاليا أن الحكومة الإسرائيلية تحظر أو تقيد بشكل آخر نقل أو توصيل المساعدات الإنسانية الأميركية”.
وقالت غيلبرت -التي تردد آراءها الأغلبية العظمى من منظمات الإغاثة والمنظمات الإنسانية- إن إسرائيل تعرقل وصول المساعدات إلى المدنيين في غزة، واستمر تقلص تدفقات المساعدات في الأسابيع التي تلت صدور التقرير، لكن مع ذلك فإن التقرير لم يجد أسبابا كافية لوقف المساعدات لإسرائيل.
يذكر أنه إلى جانب غيلبرت وبول استقال عدد من مسؤولي إدارة بايدن منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بمن في ذلك أنيل شيلين التي عملت في قضايا حقوق الإنسان، وهالة راريت وهي أحد المتحدثين باسم الوزارة باللغة العربية.
ومع ذلك، أعرب عدد أكبر من الموظفين في الإدارة الأميركية عن عدم رضاهم عن سياسة الإدارة من خلال إرسال البرقيات عبر قناة المعارضة الداخلية، وهي عملية تهدف إلى السماح للدبلوماسيين بالتعبير عن الخلاف دون خوف من الانتقام.
وبعد استقالة راريت قالت إنه مع تقدم أشهر الحرب أصبح من الواضح أن النقاش الداخلي بشأن السياسة الأميركية الإسرائيلية غير مرحب به، على عكس كل المواضيع الأخرى تقريبا خلال حياتها المهنية التي استمرت 18 عاما في وزارة الخارجية.
يشار إلى أن إدارة بايدن أوقفت مؤقتا نقل بعض القنابل ومعدات التوجيه الدقيق إلى إسرائيل للتعبير عن مخاوفها بشأن غزو محتمل واسع النطاق لرفح، لكنها تركت معظم تدفقات الأسلحة دون تغيير، وقالت إن تصرفات إسرائيل في المدينة الحدودية المكتظة باللاجئين لم تتجاوز بعد “الخط الأحمر” الذي وضعه الرئيس على الرغم من ارتفاع عدد الضحايا وتصاعد العمليات العسكرية.