مخيم نور شمس.. دمار بعد عملية للاحتلال استمرت 30 ساعة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

بعد عملية عسكرية تواصلت لنحو 30 ساعة، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيم نور شمس (شمالي الضفة الغربية) مخلفا 13 شهيدا بينهم 5 أطفال، إلى جانب مقتل ضابط إسرائيلي ودمار في الممتلكات والبنية التحية.

يبدو المدخل الرئيسي لمخيم اللاجئين الفلسطينيين وساحته كأنهما تعرضا لقصف صاروخي ثقيل دمر مباني وبنية تحتية ومركبات، وخرج السكان من منازلهم لتفقد بعضهم بعضا، وتوافدوا على بيوت الضحايا.

وهدفت العملية الإسرائيلية في المخيم “للقضاء على المطلوبين والمسلحين”، حسب الجيش الإسرائيلي، غير أن عشرات منهم ظهروا وسط المخيم فور الانسحاب.

يقول أحدهم -رافضا المثول أمام الكاميرا- إن “الجيش يريد قتل روح المقاومة، لكنه فشل اليوم كما في السابق، ولن يقدر على فعل ذلك”.

قصف وتدمير

بدوره، رأى مدير اللجنة الشعبية بالمخيم طه الإيراني أن ما جرى في نور شمس “أشبه بما يجري في قطاع غزة من قصف وتدمير”.

وأضاف أن “ما حدث خلال العملية عبارة عن مجزرة بمعنى الكلمة، بحق الأرض والإنسان؛ استشهد 13 فلسطينيا بينهم 5 أطفال، وأصيب 30 بينهم 7 في حالة حرجة، واعتُقلت مجموعة من السكان”.

ما حدث في مخيم نور شمس أشبه بما يجري في قطاع غزة من قصف وتدمير (الجزيرة)

وتابع مدير اللجنة الشعبية بالمخيم “يريدون منا الرحيل وترك الأرض، لكن نحن هنا لن نرحل، ولن نترك هذه الأرض التي هي ملكنا وحقنا”.

وفي حارة المنشية التي شهدت أشرس المعارك بين الجيش والمقاومين، تبدو الصورة أكثر قتامة، حيث دمّرت الجرافات الإسرائيلية الشوارع.

يقول إبراهيم مسالمة وهو أحد سكان حي المنشية إن “الوضع كان حربا حقيقية، نسمع الرصاص الحي، والقصف في كل مكان”. ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي اقتحم منزله واحتجزه مع عائلته لعدة ساعات.

شهداء على الأرض

وخلال العملية، استخدم الجيش طائرات مسيرة، وعن ذلك يقول فتحي حامد “كنا في البيت، وفجأة سمعنا صوت انفجار باب المنزل خرجنا مسرعين فإذا بـ9 شهداء على الأرض”.

ولفت حامد، وهو أحد سكان المنشية أيضا، إلى أن السكان هرعوا للمساعدة ومحاولة إيصالهم للمستشفى لكن الحصار كان مطبقا، فتم نقلهم جميعا لمسجد الحي.

وأضاف أن نجله كان بين الشهداء، وقال وهو يشير إلى الدماء أمام منزله “هذه دماء ابني ورفاقه”.

وكان شهود عيان قالوا إن القوات الإسرائيلية “اقتحمت المخيم عند الساعة الثالثة فجرا، بعدد كبير من الآليات العسكرية والجرافات، وشرعت في تدمير ممتلكات وتجريف الشوارع والبنية التحتية”. كذلك قطعت إسرائيل الكهرباء والإنترنت عن المخيم خلال العملية العسكرية.

انفجار عبوة

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت، أمس الخميس، مقتل ضابط من حرس الحدود متأثرا بإصابته، جراء انفجار عبوة ناسفة في المخيم.

وتشهد الضفة الغربية موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، بالتزامن مع تدهور الأوضاع في غزة.

وتواصل إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري شن غارات مكثفة على غزة مخلفة آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين، وتقطع عنها إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية، مما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.

وردا على “اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته”، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *