محللون سياسيون: اغتيال العاروري يشعل فتيل المواجهة الكبرى

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

تسود حالة من الترقب لبنان والمنطقة، عقب اغتيال إسرائيل صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) واثنين من قادة كتائب القسام الجناح العسكري للحركة و4 آخرين من كوادرها، بغارة جوية استهدفت جنوبي العاصمة بيروت.

وبحسب محللين، فإن اغتيال قادة من حركة حماس في العمق اللبناني بالتزامن مع استمرار الحرب على غزة والمواجهات في جنوب لبنان، يشكل تصعيدا غير مسبوق، وينذر بمواجهة كبرى قد تمتد على صعيد المنطقة بأكملها، بين محور المقاومة وإسرائيل.

وفي حديث للأناضول، قال المحلل السياسي اللبناني قاسم قصير، إن اغتيال العاروري عملية كبيرة وخطيرة جدا، تهدف لأخذ المنطقة نحو مواجهة كبرى، وأضاف أنه لا توجد معلومات حول طبيعة الرد على عملية الاغتيال حتى الآن، لكنه رجّح أن يكون هناك تصعيد في المواجهة على كل الجبهات.

من جانبه، قال مدير مركز “يبوس للدراسات” سليمان بشارات، إن عملية الاغتيال تضع الصراع على مفترق طرق، أولها يتمثل في اتساع وامتداد الصراع ليشمل كل الساحات، واتساع رقعة المواجهة، أما الثاني، بحسب بشارات، فإن هذا الاغتيال سيكون ثمنا للقبول الإسرائيلي بأثمان سياسية لحزب الله والمقاومة بغزة.

وعقب عملية الاغتيال، أصدر حزب الله بيانا نعى فيه العاروري ورفاقه، متوعدا بأن هذه الجريمة “لن تمر أبدا من ‏دون رد وعقاب”، واعتبر الحزب أن جريمة الاغتيال‏ اعتداء خطير على لبنان وشعبه، وتطور خطير في مسار الحرب ‏بين إسرائيل ومحور المقاومة.

وأطلق حزب الله في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، 3 صواريخ مضادة للدبابات على الجليل الأعلى شمال إسرائيل، وقال في بيان إن مقاتليه استهدفوا مجموعة ‏من الجنود الإسرائيليين في محيط موقع المرج بالأسلحة المناسبة وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.

استهداف العمق اللبناني

بدوره، قال المحلل السياسي طوني بولس إن اغتيال العاروري يعتبر أعنف استهداف في العمق اللبناني منذ حرب 2006، مما يعني أن إسرائيل أسقطت ما كان يعرف بقواعد الاشتباك، ولم يعد لديها خطوط حمراء تجاه مواجهة إيران في المنطقة، مما ينذر باستهدافات أكبر.

وأكد أن اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت وضع حزب الله أمام مفترق “خطير جدا”، فهو مضطر للرد لحفظ ماء وجهه، لكن بالوقت نفسه هناك إشكالية تكمن في أنه لا يملك ضوءا أخضر إيرانيا، باعتبار أن إيران لم ترد بعد على مقتل القيادي بالحرس الثوري، وفق بولس.

وفي 28 أغسطس/آب الماضي حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من أن “أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيا أو فلسطينيا أو سوريا أو إيرانيا أو غيرهم، سيكون له رد فعل قوي، ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات”.

وتأتي عملية الاغتيال في بيروت بوقت تشهد فيه حدود لبنان الجنوبية مواجهات وقصفا يوميا بين حزب الله من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى على طرفي الحدود.

وأمضى القيادي البارز في حماس أكثر من 18 عاما في السجون الإسرائيلية، وأبعد خارج فلسطين عندما أفرج عنه في المرة الأخيرة عام 2010، حيث اختير عضوا بالمكتب السياسي لحركة حماس، ثم نائبا لرئيس مكتبها السياسي في أكتوبر/تشرين الأول 2017، ومسؤولا لحماس في الضفة.

ويعتبر العاروري من مؤسسي كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، حيث بدأ في الفترة الممتدة بين عامي 1991 و1992 تأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *