محللون: العرب أمام خطر وجودي وعليهم خلق موقف عالمي لمواجهة ترامب

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

لم يعد أمام العرب والمسلمين إلا اتخاذ مواقف واضحة ومحددة وحاسمة إزاء ما يريد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنفيذه في قطاع غزة، حتى لو وصلت الأمور إلى الحرب، كما يقول محللون.

فقد تجاوز ترامب في خطته الرامية لتهجير الفلسطينيين من أرضهم حتى ما يريده الإسرائيليون، وهو أمر رغم خطورته يمنح العرب فرصة لتحدي الرئيس الأميركي وهزيمته لأنه لن يدخل حربا في نهاية الأمر، برأي الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي.

ووفقا لما قاله مكي خلال مشاركته في برنامج “مسار الأحداث”، فإن هذا الرفض العالمي لسلوك ترامب يخدم الموقف العربي الذي يجب أن يكون على قدر التحدي الوجودي الذي تفرضه الولايات المتحدة وإسرائيل على المنطقة.

ورغم أن الخطة الأميركية غير واقعية ومستحيلة التنفيذ فإن السكوت عليها والتعامل معها بطريقة إمساك العصا من المنتصف يعني محاولة الدخول فيها وهو أمر سيدخل المنطقة كلها في حالة فوضى وخصوصا مصر والأردن، كما يقول مكي.

كما إن الحديث عن الاستيلاء على غزة سيؤسس -وفق مكي- لعقيدة الاستيلاء التي قد تمتد مستقبلا إلى السعودية أو إلى شرم الشيخ أو سيناء المصريتين.

الحرب قد تكون خيارا أفضل

وحتى لو وصلت الأمور إلى الحرب، فلن يكون أمام العرب إلا خوضها لأن ترامب يتحدث عن ضرورة توسيع مساحة إسرائيل، التي ترفض الخروج من لبنان وتخرق اتفاقية كامب ديفيد فيما يبدو مقدمة لدخول سيناء، وفق تعبير مكي.

لذلك، فإن الأنظمة السياسية العربية -باعتقاد الباحث في مركز الجزيرة- لن تكون قادرة على مواجهة مخططات ترامب إلا بخطوات جادة تتجاوز الخلافات الداخلية والأيديولوجيات لأن هذا الأمر سيضمن لها دعما شعبيا يمنع سقوطها الذي قد يصبح حتميا في حال لم تتعامل بصرامة مع مخططات ترامب”.

الرأي نفسه، ذهب إليه الأستاذ في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، الدكتور حسن منيمنة بقوله إن على الدول العربية والإسلامية خلق موقف عالمي مناهض لخطة ترامب التي تضرب المنظومة الدولية كلها.

ويعتقد منيمنة أن ترامب لن يرتدع ببيانات رسمية أو تصريحات من الزعماء لأنه لا يعتد إلا بما يسمعه خلال اللقاءات المباشرة أو عبر الهاتف، وأنه يعتبر الحديث بلغة دبلوماسية ضعفا من الطرف الآخر.

ويرى المتحدث أن ما يريده ترامب هو الهدف الذي حاولت الولايات المتحدة الوصول إليه بالأساس عبر الحرب وهو تدمير القطاع ثم الضفة لإجبار الناس على الخروج منها، مؤكدا أن الوقت مناسب جدا لبدء اتصال جاد مع روسيا والصين وأوروبا لاتخاذ موقف واضح من طموحات الرئيس الأميركي.

لحظة اصطفاف دولي

ويعتقد منيمنة أن المملكة العربية السعودية تحديدا عليها اتخاذ مواقف واضحة لوقف ترامب عن تكرار حديثه الذي يقول فيه إن الرياض متفقة مع خطته لتهجير الغزيين.

وختم بالقول: “نحن أمام فرصة اصطفاف لأن الدول التابعة له تدعمه بينما المنظومة العالمية ترفض ما يقوم به، لذلك يجب أن تكون المسألة عالمية في مواجهة ترامب وليست فقط عربية أو إسلامية، وهذه لحظة تفعيل ما قامت به جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية”.

وفي فلسطين، قال نائب رئيس المجلس التشريعي حسن خريشة إن الموقف العربي لا بد أن يكون واضحا وصارما وألا يتكرر ما حدث خلال الحرب عندما اجتمعت الدول العربية والإسلامية في الرياض ثم خرجت بموقف كان مضمونه التخلي عن الفلسطينيين.

وقال خريشة إن الطرف الفلسطيني يجب أن يكون في مقدمة الرافضين للخطة وذلك من خلال تجاوز كل الخلافات وخلق حالة اصطفاف وطني يكون على قدر الأزمة الوجودية التي يواجهها الفلسطينيون.

وأعلنت الدول العربية مرارا رفضها خطة التهجير التي يحاول ترامب فرضها، ومن المقرر أن يصدر موقف عربي موحد من هذه الخطة خلال القمة التي ستقام في السعودية نهاية الشهر الجاري.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *