محللون: إسرائيل تستغل حربها على غزة لتهويد الضفة الغربية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

تعتبر العملية العسكرية التي بدأتها قوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة الغربية منذ 3 أيام جزءا من خطة تستهدف تهويد الضفة وإفراغها من الفلسطينيين بموافقة الولايات المتحدة الأميركية، كما يقول خبراء.

وشهدت الضفة خلال الأشهر الماضية تزايدا في عمليات الاعتداء على الفلسطينيين من جانب المستوطنين والجيش الإسرائيلي، والاستيلاء على جزء كبير من أراضيهم وقراهم.

ووفقا للأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، فقد أعادت إسرائيل احتلال الضفة بالكامل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولم تترك للسلطة الفلسطينية أي سيطرة.

وخلال مشاركته في برنامج “غزة.. ماذا بعد؟”، قال البرغوثي إن ما يجري حاليا هو استعمار جديد تستعين فيه حكومة الاحتلال بعصابات المستوطنين كما فعلت عصابات “شتيرن” و”الأرغون” و”الهاغاناه” وقت النكبة.

استغلال حرب غزة

ويعود هذا التصعيد في الضفة إلى أسباب تتعلق بالحرب في قطاع غزة ونتائجها ومخرجاتها، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، الذين يرى أن ما يجري في غزة يلفت الأنظار عما يحدث في الضفة.

ليس هذا وحسب، فقد حولت الحرب الجيش الإسرائيلي إلى مجموعة من العصابات، وأصبح ما كان منتقدا قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فعلا عاديا حاليا، حسب جبارين.

إلى جانب ذلك، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -برأي جبارين- “يشتري صمت وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش  حتى لا ينسحبوا من الحكومة بسبب اعتراضهم على آلية الحرب في غزة”.

كما إن إسرائيل لم تجتمع على شيء منذ بدء الحرب إلا على رغبة في الانتقام، فضلا عن سيطرة اليمين المتطرف على الجيش، كما يقول جبارين.

وفيما يتعلق بغياب الشرطة الفلسطينية عن المشهد المتصاعد في الضفة، يقول البرغوثي إن قوات الأمن التابعة للسلطة “تختفي فور ظهور جيش الاحتلال، ولا تقوم حتى بحماية الفلسطينيين من اعتداءات المستوطنين”.

لذلك، فإن على السلطة الفلسطينية إعادة النظر في علاقاتها بإسرائيل وإلغاء التنسيق الأمني معها، وأيضا إعادة النظر في الاعتماد على الولايات المتحدة كوسيط بعد الفيتو الأخير الذي استخدمته لمنع مجلس الأمن الدولي من الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، كما يقول البرغوثي، مؤكدا أن ما يجري في الضفة هو نتيجة حتمية لما تم الاتفاق عليه في “أوسلو”.

ومجددا، تحدث البرغوثي عن “ضرورة اجتماع كافة القوى الفلسطينية على مشروع وطني تحرري واحد”، مؤكدا أن سموتريتش “أصبح حاكما فعليا للضفة، ويعمل بجد على إفراغها من الفلسطينيين وتحويلها إلى منطقة يهودية بالكامل”.

وعن هذا التحول الكبير في التعامل مع الضفة، قال جبارين إن إسرائيل فشلت على مدار 56 عاما في بلورة رؤية أمنية واضحة للضفة، مشيرا إلى أن نتنياهو اعتمد طوال السنوات الـ10 الماضية في تعزيز إستراتيجية التوتر المتواتر.

وقبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كانت إسرائيل تقوم بحروب عصابات خاطفة لضرب أي جيب للمقاومة قبل أن يتطور كما حدث في جنين، وفق جبارين الذي أشار إلى أن المقاومة في الضفة تختلف عنها في غزة “لأنها تتبنى نظرية الذئاب المنفردة وهو تعريف ينطبق على 250 ألفا من سكان الضفة”.

استيلاء ممنهج

وتعليقا على الحديث الأميركي عن خطر “المستوطنين المتطرفين” وتجاهل فكرة الاستيطان نفسها، قال البرغوثي إنه حديث يشبه الحديث عن “المستوطنات غير القانونية”، أي التي تبنى بدون موافقة حكومية، مؤكدا أنه “حديث هزلي هدفه التغطية على عدم شرعية المستوطنات والمستوطنين بصفة عامة، ومن بينهم وزراء مثل بن غفير وسموتريتش اللذين يعيشان في مستوطنتين مبنيتين على أرض فلسطينية”.

لذلك فإن ما تفرضه أميركا ودول الغرب ضد بعض المستوطنين -برأي البرغوثي- “هو نوع من النفاق السياسي لا يختلف عن الحديث الدائم عن حل الدولتين الذي أصبح أداة لإعطاء إسرائيل مزيدا من الوقت لفعل ما تفعله في مخيم نور شمس، ومن قبله في جنين وغيرهما، لتوسيع الاستيطان وضم الضفة كلها”.

وإجمالا، يرى جبارين أن ما يجري بالضفة حاليا ليس سوى تأكيد على تحول إسرائيل من السلطة السياسية إلى السطلة الدينية حيث أصبح اليمين مسيطرا على كتائب في الجيش وينادي بتسمية رئيس أركان من حزب الصهيونية الدينية.

وخلص جبارين إلى أن الاستيلاء على الضفة ليس جديدا، ولكنه مشروع قديم يعود إلى عام 2006 عندما انسحب المستوطنون من غزة، مشيرا إلى أن ما يعرف باليسار في إسرائيل يدعم استحواذ اليمين على الضفة مقابل ترك تل أبيب وحيفا للعلمانيين، وفق قوله.

ومن هذا المنطلق، فقد سلمت الحكومة مهمة ضم الضفة للمستوطنين لكي تحصر الصراع بينهم وبين الفلسطينيين بعيدا عن إسرائيل كدولة، كما يقول جبارين.

أما البرغوثي، فيرى أن الحكومة الإسرائيلية “سلمت الضفة ماليا وسياسيا وعسكريا للمستوطنين من أجل كسر أي نوع من أنواع مقاومة الفلسطينيين للمشروع الصهيوني”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *