أفرجت المحكمة العليا الصربية اليوم الأربعاء عن ميلان رادويتشيتش، المشتبه به بتزعمه مجموعة مسلحة قتلت في سبتمبر/أيلول الماضي شرطيا في كوسوفو، وذلك رغم مطالبات رئيسة كوسوفو بتسليمه، ومن وصفتهم بإرهابيين آخرين إلى بلادها لمحاكمتهم.
وكانت وزارة الداخلية الصربية أعلنت في وقت سابق توقيف رادويتشيتش وإيداعه الحبس الاحتياطي وتسليمه إلى النيابة العامة في بلغراد، كما قالت إنه تمّ دهم وتفتيش شقته وعقارات أخرى عائدة له.
وأضافت أن رادويتشيتش استجوب للاشتباه في تحضيره مؤامرة إجرامية وحيازة أسلحة ومتفجرات بشكل غير قانوني وارتكاب أعمال خطيرة ضد السلامة العامة.
وطالبت رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني بتسليم رادويتشيتش ومن وصفتهم بإرهابيين آخرين لبلادها لمحاكمتهم.
ويأتي الإعلان عن توقيف رادويتشيتش ثم الإفراج عنه غداة تأكيد صربيا سحب بعض قواتها المتمركزة بالقرب من الحدود مع كوسوفو وعودتها بمستوى قواتها على طول الحدود مع كوسوفو إلى الوضع الطبيعي، وذلك بعد أن زادت الأعداد المنتشرة هناك في أعقاب تبادل لإطلاق النار في شمال كوسوفو أسفر عن مقتل 4 أشخاص.
وتصاعدت التوترات بين بلغراد وبريشتينا منذ 24 سبتمبر/أيلول الماضي عندما اشتبكت شرطة كوسوفو بالقرب من قرية بانيسكا في شمال كوسوفو مع نحو 30 صربيا مسلحا تحصنوا في دير أرثوذكسي صربي. وقتل 3 من المهاجمين ورجل شرطة.
وقالت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء إنّ صربيا بدأت بسحب قواتها المتمركزة على الحدود مع كوسوفو، وذلك بعدما كانت واشنطن قد حذّرت من أنّ بلغراد نشرت قوات على هذه الحدود بشكل غير مسبوق، واعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أن سحب القوات الصربية سيساعد في خفض التوتر.
وفي خطوة لتخفيف التوتر بين الطرفين، قالت رومانيا إنها سترسل 100 جندي إلى كوسوفو لتعزيز “كفور”، قوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي في هذا البلد والتي تضم 4500 جندي.
وكان الناتو أعلن الجمعة أنّه مستعّد لتعزيز قوته المنتشرة في كوسوفو للتعامل مع الوضع الناجم عن مقتل شرطي من ألبان كوسوفو في شمال البلاد، حيث يشكّل الصرب أغلبية في مدن عدّة. وقد أعلنت بريطانيا أنّها ستنشر نحو 600 جندي في كوسوفو لتعزيز قوة كفور.
وفي حديث خاص للجزيرة، اتهم وزير الداخلية الكوسوفي جلال سفيتشلا صربيا بالتورط المباشر في الهجوم الذي شنته مجموعة صربية في شمال كوسوفو وأودى بحياة شخص. وقال إن كوسوفو حصلت على أدلة من ضمنها صور ووثائق تؤكد هذا التورط.
وأثارت المناوشات مخاوف دولية جديدة على الاستقرار في كوسوفو ذات الأغلبية الألبانية، والتي أعلنت الاستقلال عن صربيا عام 2008 بعد أن أدت انتفاضة على طريقة حرب العصابات وحملة قصف لحلف شمال الأطلسي عام 1999 إلى طرد قوات الأمن الصربية.