محادثات سرية مباشرة بين أمريكا و”حماس”.. هل تفتح بابًا جديدًا لإنهاء الحرب؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

في خطوة غير مسبوقة، تجاوزت الولايات المتحدة سياساتها التقليدية الرافضة للتواصل المباشر مع حركة حماس؛ إذ أجرت محادثات سرية مع قادة المجموعة في قطر؛ لمناقشة مصير الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

هذه المفاوضات، التي تم الكشف عنها مؤخرًا، تُعدُّ تحولاً جذريًّا في التعامل الأمريكي مع المجموعة التي تُصنَّف كإرهابية منذ عقود؛ ما يفتح بابًا جديدًا لإمكانية إنهاء الصراع الدائر، وإنقاذ الأرواح.

محادثات سرية

وأفاد مسؤول إسرائيلي ودبلوماسي مطلع بأن ممثلين عن الولايات المتحدة وحركة حماس اجتمعوا في قطر؛ لمناقشة قضية الرهائن المحتجزين في غزة.

هذه المحادثات، التي شارك فيها آدم بويلر مرشح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لمنصب المبعوث الخاص لشؤون الرهائن، تُعتبر أول اتصال مباشر بين الجانبين منذ سنوات طويلة، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وجرت المناقشات في أجواء سرية؛ إذ رفض المشاركون الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية الموضوع.

وعلى الرغم من عدم وضوح التفاصيل الكاملة للمحادثات إلا أن الهدف الرئيسي كان تمديد الهدنة الحالية بين إسرائيل وحماس، والعمل على إطلاق سراح الرهائن المتبقين.

رهائن أحياء

وفقًا لتقديرات إسرائيلية، لا يزال نحو 24 رهينة على قيد الحياة محتجزين في غزة، بينهم المواطن الأمريكي إيدان ألكسندر، إضافة إلى جثث 35 آخرين.

هذه الأرقام تُظهر حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها المحتجزون وأسرهم، التي تدفع نحو تسريع الجهود الدبلوماسية لإيجاد حلول عاجلة.

وخلال الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023 تم اختطاف نحو 250 شخصًا، تم إطلاق سراح أكثر من 100 منهم خلال هدنة قصيرة في أواخر العام الماضي، بينما أطلق سراح 30 آخرين مع استئناف وقف إطلاق النار الحالي في يناير الماضي.

رفض التواصل

ولطالما اتبعت الولايات المتحدة سياسة رفض التواصل المباشر مع حماس معتمدة على وسيطَين، مثل قطر ومصر؛ لنقل الرسائل.

هذه السياسة، التي استمرت عقودًا، كانت تهدف إلى عزل المجموعة وإضعافها بعد سيطرتها على غزة في عام 2007.

وشكك العديد من الخبراء في فاعلية هذه الاستراتيجية، خاصة في ظل استمرار الجمود، وعدم تحقيق أي تقدُّم ملموس في حل الصراع.

وتعد المحادثات الأخيرة انعكاسًا لضرورة تغيير النهج الأمريكي في التعامل مع الأزمات المعقدة في المنطقة.

المرحلة الأصعب

لعبت قطر ومصر أدوارًا محورية في الوساطة بين إسرائيل وحماس منذ اندلاع الحرب الأخيرة في غزة.

وقد نجحت الجهود الدبلوماسية في تحقيق هدنة مؤقتة، وإطلاق سراح بعض الرهائن، لكن الطريق لا يزال طويلاً أمام تحقيق سلام دائم.

ويدور الجمود الحالي بين إسرائيل وحماس حول شروط المرحلة الثانية من الصفقة، التي تشمل هدنة شاملة، وإنهاء الحرب بشكل نهائي.

وهذه المرحلة تعتبر الأصعب؛ إذ تتطلب تنازلات كبيرة من كلا الجانبين.

صمت رسمي

على الرغم من التفاؤل الذي تثيره المحادثات الأخيرة إلا أن التحديات لا تزال قائمة.

آدم بويلر، الذي تم ترشيحه لمنصب المبعوث الخاص لشؤون الرهائن، لم يتم تأكيده بعد من قِبل مجلس الشيوخ الأمريكي؛ ما يطرح تساؤلات حول استمرارية دوره في المفاوضات.

كما أن حماس لم تصدر أي تعليق رسمي حول المحادثات، بينما رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الإدلاء بأي تصريحات.

وهذا الصمت الرسمي يترك المجال مفتوحًا للتكهنات حول مستقبل هذه المفاوضات، وما إذا كانت ستؤدي إلى نتائج ملموسة على الأرض.

وفي ظل تعقيدات الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني تُعد المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وحماس خطوة جريئة، قد تُحدث تغييرًا في المشهد السياسي.. لكن السؤال الأكبر يبقى: هل ستنجح هذه الجهود في كسر الجمود في مفاوضات المرحلة الثانية؟

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *