مجموعة السبع: روسيا هي العقبة الوحيدة أمام السلام في أوكرانيا

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

بدأت ملامح التباين بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس المنتخب دونالد ترامب، تجاه الحرب في أوكرانيا تتكشف شيئا فشيئا.

فبينما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن إدارة بايدن ستستكمل، وفق حقها الدستوري، إقرار مساعدات كبيرة من خلال البنتاغون، السنة المقبلة، قال المرشح لمنصب وزارة الخارجية في إدارة ترامب، ماركو روبيو، إنه يتعين على أوكرانيا السعي إلى التوصل إلى تسوية عبر المفاوضات، بدلا من التركيز على استعادة الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية.

وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، وجه بدوره رسالة تهنئة عبر منصة “إكس” لروبيو على ترشيحه، وطالبه بانتهاج سياسة “السلام من خلال القوة”، وسط تساؤلات حول كيفية تعامل الإدارة الجديدة مع الحرب في أوكرانيا.

وفي هذا الصدد، أكد المستشار السياسي الجمهوري، المستشار السابق في البيت الأبيض، سهيل خان، لقناة “الحرة”، “عدم وجود مشكلة في أن يستمر البنتاغون خلال هذه المرحلة وقبل تنصيب ترامب رئيسا، في دعم أوكرانيا للدفاع عن نفسها”، لافتا إلى أن “هذا من صلاحيات الرئيس الأميركي” والتي يتمتع بها بايدن.

وأضاف خان أن “هناك أطرافا من كلا الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، تؤيد حاليا استمرار هذا الدعم الأميركي لأوكرانيا”، معتبار في الوقت نفسه أن “نافذة الدعم هذه ستنغلق تدريجيا” بعد قدوم الإدارة الأميركية الجديدة وسيطرة الجمهوريين على مجلسي الكونغرس، حسب تعبيره.

وأشار المستشار السياسي الجمهوري إلى وجود “أعضاء في الكونغرس يرغبون الآن في إنهاء هذه الحرب، وبالتالي فإن مستوى الدعم العسكري لأوكرانيا سيتغير بعد السادس من يناير المقبل”.

بعد فوز ترامب.. حديث عن “مرونة” أوكرانية بشأن شروط التفاوض مع روسيا

في ظل انتخاب دونالد ترامب المعروف بموقفه المتحفظ تجاه دعم أوكرانيا ورغبته في إنهاء الحرب بسرعة، يُطرح السؤال حول إمكانية قبول أوكرانيا بالتنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها روسيا مقابل إنهاء موسكو للحرب.

من جانبه، شدد فلاديمير شوماكوف، الدبلوماسي السابق، أستاذ العلاقات الدولية من كييف، على أهمية أن “تلتزم الدول الغربية بتعهداتها السابقة والوقوف بوجه التهديد الروسي”.

واعتبر في حديث لقناة الحرة، أن التوقعات الحالية “بشأن مستقبل الدعم الأميركي لأوكرانيا، سابقة لأوانها، لا سيما مع التصريحات المتناقضة لترامب بهذا الشأن”.

واستبعد شوماكوف أن يتجاوب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إيجابا مع دعوات ترامب لإنهاء سريع للصراع، مشيرا إلى أن المفاوضات “ستأخذ فترة طويلة من الوقت ولا توجد ضمانات بنجاحها”.

وأوضح أن أوكرانيا “ليست ضد المفاوضات، لكن شريطة أن تحتفظ على السيادة الكاملة على أراضيها”، منوها بأنها تعتمد مبدأ (سياسة السلام من خلال القوة)، وأنها “تمتلك القدرات الكافية لتحقيقه إذا اقتضى الأمر، سيما بعد سيطرة القوات الأوكرانية على أراض روسية في الأسابيع الماضية”.

جمهوري من “الصقور”.. مواقف روبيو تجاه إيران والصين وروسيا

أعلن دونالد ترامب، الأربعاء، تعيين ماركو روبيو وزيرا للخارجية، مؤكدا معلومات تداولتها وسائل إعلام أميركية.

وطالما أكد المسؤولون الأوكرانيون أنهم لن يتنازلوا عن الأراضي التي احتلتها روسيا في أي تسوية سلمية، لكن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة 2024، ربما يدفع كييف لتغيير موقفها.

والسبت، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة إذاعية، إن كييف يجب أن تفعل كل ما في وسعها لضمان انتهاء الحرب مع روسيا “العام المقبل، ومن خلال الدبلوماسية”.

واعترف بصعوبة الوضع الميداني حاليا في شرق أوكرانيا، وبأن روسيا تحرز تقدما، حسب ما أفادت وكالة رويترز. وفي الوقت نفسه، شدد الرئيس الأوكراني على أن نظيره الروسي بوتين، “غير مهتم بإبرام اتفاق سلام”.

وفي ظل تراجع القوات الأوكرانية بشكل مطرد في الشرق، تشير تقارير إلى أن أوكرانيا باتت مستعدة للدخول في مفاوضات مع روسيا بدفع من ترامب، لكنها تولي مسألة الحصول على ضمانات أمنية كشرط لوقف الحرب أهمية أكبر من استعادة الأراضي المحتلة.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الأربعاء، عن مسؤولين أوكرانيين كبار، أن الدفاع عن مصالح أوكرانيا في المفاوضات المحتملة لن يعتمد على الحدود الإقليمية، التي من المرجح أن يحددها القتال، بقدر ما يعتمد على الضمانات التي تضمن استمرار وقف إطلاق النار.

وتثير عودة ترامب إلى السلطة، المخاوف في الأوساط السياسية الأوكرانية والغربية، بشأن احتمال تراجع الدعم الأميركي لكييف في مواجهة موسكو.

وسبق أن أشار زيلنسكي إلى “السلام من خلال القوة” في تهنئته لترامب على انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.

لكن الدعم الأميركي، بعد تنصيب ترامب رئيسا في العشرين من يناير المقبل، لا يبدو أنه سيكون مضمونا، خصوصا في ظل رغبته بترشيد النفقات الحكومية وتحسين الأوضاع الاقتصادية الداخلية، التي كانت أحد الأسباب المهمة في وصوله إلى سدة الحكم مجددا.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *