“لا تغيير”.. البيت الأبيض يتحدث عن علاقة بايدن بنتانياهو

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

كشف مسؤولون عن الانتخابات في الولايات المتحدة عن تخوفهم من تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي على العملية الانتخابية التي تحل في نوفمبر المقبل.

بعض هؤلاء عبروا عن درجات من القلق أن تجعل تلك الأدوات الهجوم على العملية الديمقراطية أكثر سهولة، مشددين في الوقت نفسه على حتمية البحث عن طرق لمكافحة ذلك.

ووفق ما أوردت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية، يُعد العاملون في مجال الانتخابات أهدافا معرضة للخطر بشكل فريد، مع أنهم أصلا غير محددين تماما، بحيث لا يعرف أحد من هم فعلا، علما بأن معظم الأميركيين لا يزالون يثقون بمسؤولي الانتخابات على نطاق واسع.

وبحسب الصحيفة، فإن أحد التهديدات الخاصة يتمثل في انتحال شخصيات مسؤولي الانتخابات أنفسهم عبر الذكاء الاصطناعي، واستخدام ذلك لتضليل عاملين آخرين في الاستحقاق. 

وعلى سبيل المثال، يمكن لسكرتير ولاية مزيف أن يدفع بتعليمات خاطئة  يوم الانتخابات، مما يؤدي إلى إرباك مديري الانتخابات المحليين أو العاملين في مراكز الاقتراع وتعطيل التصويت.

أو يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي بـ”محاولة الوصول غير المصرح به إلى أنظمة مهمة” عبر محاكاة شخصية مسؤول ما، وفق الصحيفة.

وفي سياق التخوف من تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية الانتخابية، كشف سكرتيرو الولايات الأميركية، خلال الاجتماع الشتوي للرابطة الوطنية لهم، الشهر الماضي، أنهم بدأوا بالفعل في تطبيق سيناريوهات الذكاء الاصطناعي في تدريباتهم مع المسؤولين المحليين.

وتوقع عدد منهم ظهور مخاطر محتملة بشأن معلومات خاطئة يغذيها الذكاء الاصطناعي، في خطط التواصل مع الناخبين، وفق الصحيفة.

وتوقعت سكرتيرة ولاية نيو مكسيكو، ماغي تولوز أوليفر، ظهور مقاطع فيديو مزيفة، أو سواها من المعلومات المضللة عن الانتخابات، وقالت: “أتوقع بنسبة 100 بالمائة أن يحدث تزييف في الدورة الانتخابية لهذا العام”.

وبحسب الصحيفة، فقد أمضى مسؤولو الانتخابات السنوات الماضية في محاولة معرفة كيفية مكافحة البيئة غير الصحية، التي تهز من ثقة الجمهور في النظام الانتخابي، لكن مسؤولي الانتخابات يشعرون بالقلق حاليا من أن الذكاء الاصطناعي “سيجعل هذا التحدي أكثر صعوبة”.

وتطرقت الصحيفة إلى تجربة سكرتير ولاية أريزونا، أدريان فونتس، الذي نشر أواخر العام الماضي تدريبا، شمل نسخة مزيفة له، تنشر معلومات كاذبة.

وأشارت الصحيفة إلى أن فونتس أكد على أن “أدوات الذكاء الاصطناعي لديها الكثير من الإمكانات لإحداث الكثير من الضرر”.

ووفق خبراء ومختصين، فإن تلك التكنولوجيا “تطورت بسرعة كبيرة، لدرجة أن الناس في كثير من الأحيان لا يدركون مدى سهولة وفعالية انتحال شخصية ما بواسطة الذكاء الاصطناعي”. 

وتناولت الصحيفة أيضا، تجربة مجموعة مركز برينان للعدالة التابعة للحكومة الأميركية، وتطرقت إلى تدريباته الانتخابية على الذكاء الاصطناعي، وقالت إن “التجربة تُظهر مثالا ملموسا عن المعلومات الخاطئة التي تُنتج باستخدامه”، بهدف إعطاء رسائل مضللة للجمهور.

وبحسب كبير مديري انتخابات المجموعة، لورانس نوردن: فإن تفاقم عمليات التزييف العميق وتطور أدوات الذكاء الاصطناعي يؤكدان أن هذا النوع من الخداع ليس خيالاً علمياً. 

وفي السياق ذاته، بدأت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية، العمل على دمج سيناريوهات الذكاء الاصطناعي في التدريبات الانتخابية، وذلك ضمن جهود حماية “البنية التحتية الحيوية”، والأنظمة الانتخابية.

وقالت كبير مستشاري وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية، كيت كونلي، إن “الوكالة تواصلت مباشرة من مسؤولي الانتخابات بشأن “المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي التوليدي وقدرته على جعلهم أهدافا شخصية”. 

وأضافت: “يتمتع الذكاء الاصطناعي التوليدي بالقدرة على تكثيف المخاطر السيبرانية والمادية والتشغيلية، لذلك أجرت الوكالة، وستستمر في إجراء تمارين الطاولة والدورات التدريبية بشأن الذكاء الاصطناعي”.

ونقلت الصحيفة عن الموظفة والمسجلة في مقاطعة ويلد بولاية كولورادو، كارلي كوبس، قولها: “إننا نرصد رسائل بريد إلكتروني احتيالية أكثر ذكاءً، لأن الذكاء الاصطناعي يجعلها أكثر تقدما بعض الشيء”.  

وبحسب العديد من مديري الانتخابات، فإن “التركيز سيكون على الاستجابة بسرعة للمعلومات المضللة”، نظرا لمدى سهولة إنتاج الجهات المسيئة لقدر أكبر، وأكثر إقناعا، من المحتوى المضلل.

ووفق الصحيفة، كثف عدد من مديري الانتخابات، خططهم الخاصة بحملات التثقيف العام. كما يخططون أيضا “لمضاعفة برامج وتكتيكات مكافحة المعلومات المضللة التي طوروها في السنوات الأخيرة”.

بدوره، أشار سكرتير  ولاية كانساس، سكوت شواب، إلى التحول المستمر منذ فترة طويلة لإشراك مكاتب الانتخابات المحلية في مواقع الويب وعناوين البريد الإلكتروني ذات النطاق .gov لإثبات صحتها للناخبين.

وقال: “ببساطة أستطيع أن أقول، إذا لم يُذكر النطاق .gov، فإن البريد لم يصدر منا”.

ويقول مسؤولون عن الانتخابات إنهم معتادون بالفعل على محاربة المعلومات المضللة، وما عليك سوى إلقاء نظرة على موجة الشكوك ونظريات المؤامرة منذ عام 2020.

وحث نوردن، من مركز برينان، مسؤولي الانتخابات على بدء التدريب الآن لمنح العاملين في الانتخابات مستوى ملائما من التحوط والانتباه، وهو ما يجعلهم يتحققون مرة أخرى بأي توجيهات غير عادية قد يتلقونها، وفق الصحيفة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *