كتب صحفي فلسطيني، ترك قطاع غزة قبل سبع سنوات، مقالا على مجلة التايم روى فيه كيف أصرت الحركة على بناء نفق تحت منزله في غزة، رغم معارضته لذلك، قبل أن يتم هدم المنزل في الحرب الأخيرة بين الحركة وإسرائيل.
ويروي المصور والصحفي جهاد الصفطاوي، مؤلف كتاب “غزتي”، في المقال المنشور على المجلة، الثلاثاء، أن جزءا كبيرا من قطاع غزة تحول إلى أنقاض الآن، لكن هذه الفوضى “تمتد إلى أبعد من ذلك في الماضي”.
ويقول مؤسس RefugeEye، وهي منظمة غير ربحية تدعم الصحفيين اللاجئين، إنه منذ استيلاء حماس على غزة، في عام 2007، “سيطرت الفوضى الإرهابية على الشوارع المزدحمة والجميلة التي عرفتها… وواصلت الحركة العنف والعسكرة في كل جانب من جوانب الحياة العامة والخاصة في غزة”.
ويشير إلى أنه وأفراد عائلته أدخروا المال لمدة 18 عاما حتى تمكنوا من بناء منزلهم الخاص في شمال غزة، وبينما كان المنزل قيد الإنشاء، بدأت حماس في بناء نفق تحت المنزل، في يوليو 2013.
وعلم هو، وشقيقه حمزة، بهذه الحقيقة ذلك حين وجدوا عدة ألواح خرسانية في المنزل، الذي لم ينتقلا إليه بعد، ويبلغ طول كل لوح حوالي 50 سنتيمترا، وكذلك رأوا تربة منقولة حديثا بجوار المنزل.
حفر الشقيقان في تلك التربة، ليجدا بوابة معدنية مغلقة بقفل.
جارتهم التي كانت تشاهد أعمال الحفر أثناء الليل، أبلغتهما أنها شاهدت شاحنة وأشخصا ينصبون قطعة كبيرة من القماش البلاستيكي لإخفاء ما كانوا يفعلونه. وكانت تسمع أصوات التحميل والتفريغ واهتزازات الحفر.
وفي اليوم التالي، قرر الشقيقان الذهاب بأنفسهما للمنزل في الليل، وهناك سمعا أصوات أشخاص داخل المنزل، وفتح شخص ملثم الباب وأغلقه، ومن وراء الباب، سأل الملثم جهاد : “من أنت؟” فرد “أنا صاحب المنزل”.
ورغم أنه أبلغه أن عمله بحكومة حماس، وأنه يمنعهم من بناء نفق، أصر الملثم على أنهم سيكملون ما يفعلون، وحاول إقناعه بأنهم يبنون فقط غرفة صغيرة تحت الأرض ستكون مغلقة ولن يدخل أو يخرج منها أي شخص، وسيتم استخدامها لتخزين الأسلحة في حال وقوع غزو بري إسرائيلي، فرد جهاد “لا نريد أن نعيش فوق مخزون من الأسلحة”.
وأجبره الملثم على المغادرة.
ويقول الصحفي في مقاله إن أعمال البناء استمرت ولم تستطع أسرته منع خطط حماس، وفي 2014 انتقلت والدته وأشقاؤه الثلاثة إلى المنزل الذي تم الانتهاء منه.
ويقول: “كانت عائلتي تخشى التحدث عن هذا الأمر مع أي شخص، لذلك كان هذا سرنا. لقد شعرت بالخزي على الرغم من أننا كنا نعرف كل ما تفعله حماس على الجانب الآخر من تلك اللوحة الإسمنتية”.
ويوضح أنه بعد هجمات السابع من أكتوبر، تم إجلاء أسرته إلى جنوب القطاع، “وبعد أشهر، تلقينا صورً لمنزلنا وحينا وكلاهما قد تم تدميرهما”.
وفي نهاية المقال، كتب: “هذا هو إرث حماس. بدأوا بتدمير منزل عائلتي في عام 2013 عندما قاموا ببناء أنفاق تحته. لقد استمروا في تهديد سلامتنا لمدة 10 سنوات، وكنا نعلم دائما أننا قد نضطر إلى الإخلاء في أي لحظة. كنا دائما نخشى العنف”.
ويقول إن “أهل غزة يستحقون حكومة فلسطينية حقيقية، تدعم مصالح مواطنيها، وليس الإرهابيين الذين ينفذون مخططاتهم الخاصة. حماس لا تحارب إسرائيل. إنهم يدمرون غزة”.