كشفت قناة إسرائيلية مساء الثلاثاء عن فحوى مسودة مزعومة نتجت عن “اجتماع باريس” بشأن صفقة لتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، ادعت أنها تتضمن إطلاق سراح 40 محتجزا بقطاع غزة مقابل 404 أسرى فلسطينيين.
وزعمت القناة 13 الإسرائيلية، التي نشرت المسودة أمس الثلاثاء، أنه تم الاتفاق عليها يوم الجمعة الماضي بالعاصمة الفرنسية بعد مفاوضات تمت بمشاركة قطر ومصر والولايات المتحدة وإسرائيل.
ووفق القناة، فإن الوثيقة “تتضمن بشكل أساسي تفاصيل المرحلة الأولى من الصفقة المتبلورة التي حظيت بموافقة إسرائيل”.
وتابعت أن “المرحلة الأولى تمتد لمدة 40 يوما يسود خلالها وقف لإطلاق النار في قطاع غزة”.
ووفق المسودة “سيتم في المرحلة الأولى إطلاق سراح 40 محتجزا، بينهم 15 شخصا فوق 50 عاما، و13 مريضا و7 نساء إضافة إلى 5 مجندات”.
في المقابل، تنص المسودة على “إطلاق سراح 404 أسرى فلسطينيين، بينهم 15 أسيرا محكوما عليهم بالسجن لمدد طويلة، و47 أفرج عنهم في صفقة شاليط (عام 2011) وأعادت إسرائيل اعتقالهم لاحقا”، وفق المصدر ذاته.
ولن تنطبق الترتيبات المتفق عليها في المرحلة الأولى من الصفقة المقترحة على المرحلة الثانية التي ستخضع لمفاوضات منفصلة لاحقا، كما ذكرت القناة.
وتنص المسودة أيضا، وفق المصدر نفسه، على “زيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة لتحقيق هدف دخول 500 شاحنة من المساعدات إلى غزة يوميا بنهاية المرحلة الأولى”.
ونقلت القناة 13 عن مسؤول غربي لم تسمه أن “الوثيقة صيغت من قبل الولايات المتحدة وقطر ومصر”، وفق قولها.
ولم تؤكد أي جهة رسمية صحة الوثيقة التي نشرتها القناة الإسرائيلية أو محتواها.
تفاؤل أميركي
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن الإدارة الأميركية متفائلة بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت في غزة قريبا.
وأوضح أن فريقه “منخرط في المحادثات لبلورة الاتفاق، لكن ذلك لا يعني مسابقة الزمن قبل حلول شهر رمضان”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد قال خلال مقابلة أجرتها محطة “إن بي سي” الأميركية إن إسرائيل مستعدة لوقف هجماتها في غزة خلال شهر رمضان بموجب اتفاق لوقف إطلاق نار يؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين.
من جانبها، تحدثت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن “تفاؤل حذر في المفاوضات، لكن الفجوات لا تزال كبيرة”.
وأضافت في تقرير لها مساء الثلاثاء أنه “من المقرر أن يتلقى الوفد الإسرائيلي الموجود في قطر رد حماس على بعض القضايا الخلافية التي تمت مناقشتها في المحادثات”.
وأرسلت إسرائيل أول أمس الاثنين فريق تفاوض من “الموساد” والجيش إلى الدوحة لمواصلة المفاوضات بشأن الصفقة والحصول على رد حماس عليها.
لا جديد للإعلان عنه
في الدوحة، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن قطر متفائلة بشأن محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتأمل في وقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان الكريم، لكنه أكد عدم وجود أي اتفاق إلى غاية الآن بين حركة حماس وإسرائيل.
وأضاف الأنصاري في مؤتمر صحفي الثلاثاء بالدوحة، “ندعو جميع الأطراف إلى التهدئة ونسعى للوصول إلى هذا الهدف رغم وجود معوقات”، وأكد أن الجهود مستمرة على مختلف الصعد بشأن الوساطة، وتحدث عن تفاؤل في ظل استمرار المفاوضات، و”لكن لا يوجد شيء جديد للإعلان عنه”.
وأكد أن قطر تأمل أن يتمكن الطرفان من وقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان، وأشار إلى أن الدوحة “لا يمكنها التعليق” على تصريحات الرئيس الأميركي التي تحدث خلالها عن إمكانية التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار الاثنين المقبل.
وانتقد المتحدث باسم الخارجية القطرية غياب الضغط الدولي لإدخال المساعدات إلى غزة في ظل تراجع كمية المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى القطاع في الفترة الماضية، وقال “من المؤلم أن يكون الجانب الإنساني جزءا من المفاوضات”.
وتقدّر تل أبيب عدد المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بنحو 134 إسرائيليا من بينهم جنود، في حين يحتجز الاحتلال الإسرائيلي في سجونه ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، وفق مصادر رسمية فلسطينية وإسرائيلية.
ونجحت وساطة قطرية -بدعم مصري أميركي- في التوصل لهدنة إنسانية مؤقتة يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، واستمرت أسبوعا تم خلاله إطلاق سراح 240 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال مقابل إطلاق أكثر من 100 محتجز لدى المقاومة في غزة، من بينهم نحو 80 إسرائيليا.