صاحب هذه الدعوة هو تيمان إرديمي، رئيس اتحاد قوى المقاومة، والذي قاد عمليات تمرد مسلح كادت تودي برئيس البلاد، ثم انخرط قبل عام في توقيع اتفاق الدوحة للسلام بين الحكومة ومتمردين، وبعد ذلك شارك في تشكيل الحكومة الانتقالية الحالية.
جاء في تصريحات لإرديمي، نقلتها صحيفة “الوحدة” التشادية، الثلاثاء:
- اتفاقية الدوحة للسلام تأخّر تنفيذها كثيرا، ولم تتشكل لجنة للتشاور ومراقبة التنفيذ، وهذا أمر غير مفهوم.
- تأخير تنفيذ الاتفاقية عائق أمام السلام؛ فعملية نزع السلاح وإعادة الدمج (دمج المتمردين المسلحين في المؤسسات الوطنية بعد تفكيك جماعاتهم) لم تبدأ، وهو أمر يؤثر على مصداقية أي انتخابات.
- اتحاد قوى المقاومة (الذي يرأسه) ملتزم بالحوار، وأظهر صبرا مع السلطات.
- ندعو السلطات الانتقالية والأطراف الموقعة على اتفاقية الدوحة للتحرك بسرعة لتنفيذ البنود وتعزيز المصالحة.
- ندعو شركاء تشاد لدعم نزع السلاح وإعادة الدمج بطريقة موضوعية وشاملة وتوافقية، وألا يتم تمويل هذه العملية إلا بعد وضع خارطة طريق واضحة.
دوافع إرديمي
في تقدير المحلل السياسي التشادي، علي موسى علي، فإن ظهور تيمان إرديمي الآن وإثارته لمسألة مصير اتفاقية الدوحة “يريد منهما تحقيق مكاسب سياسية“.
ويستند في ذلك في توضيحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى:
- حركة إرديمي شاركت في الحوار الوطني (أغسطس 2022) الذي انعقد بعد اتفاقية الدوحة الموقّع عليها أكثر من 46 حركة مسلحة، وهذا الحوار انبثقت عنه حكومة الوحدة الوطنية التي شارك فيها وفي البرلمان الانتقالي، ولم نسمع لحركته أي معارضة للحكومة طوال عام.
- ضمن بنود اتفاقية الدوحة تشكيل لجنة لحصر وجمع مقاتلي الحركات المسلحة، لكن لم تتشكل، ولذلك خرج بدعوته بخصوص الاتقاقية.
- الآن يدور حديث بشأن تشكيل حكومة جديدة، وربما قد يكون هناك خلاف بين إرديمي والسلطة الحاكمة؛ وبالتالي يريد أن يتحلل من الاتفاقية ويحاول إيجاد مبرر.
- أما موقف الحكومة من دعوته لحوار جديد، فالفترة الانتقالية التي حدّدتها لتجري بعدها انتخابات أو تسلّم السلطة، تتبقّى أمامها فقط سنة واحدة، ولا أعتقد أنّها ستذهب بهذه السهولة لمحادثات جديدة وإعادة النظر في اتفاقية الدوحة؛ فهي ليست جاهزة لا ماديا ولا نفسيا.
- في نفس الوقت، إرديمي يمتلك كروت ضغط، فهو متمرّد متمرّس في الحروب ضد السلطة لمدة 25 سنة، وينتمي لإحدى أكبر القبائل التي تملك النفوذ والعدد الكبير، وربما له موالون داخل السلطة.
مَن هو تيمان إرديمي؟
- أسّس “تجمع القوى من أجل التغيير”، وفي 26 نوفمبر 2007 شارك مع متمرّدين آخرين في الزحف نحو العاصمة إنجمينا، في معارك كانت مِن أعنف ما عرفتها تشاد.
- دخل المتمردون العاصمة وحلَّ بالجيش خسائر فادحة، ونجا الرئيس حينها، إدريس ديبي، بأعجوبة، إلا أن خلافات بين رؤوس المعارضة وتدخل الطائرات الفرنسية بقصف المتمردين أعادتهم إلى الحدود السودانية.
- بعد مقتل إدريس ديبي في 2021 في معارك مع حركة “فاكت”، وتولي ابنه محمد ديبي الحكم، دخل في مفاوضات مع المتمردين على إلقاء السلاح مقابل الدمج في مؤسسات الدولة، وتم توقيع اتفاقية الدوحة ثم انعقد الحوار الوطني بمشاركة إرديمي الذي وضع شروطا، منها الإفراج عن كل المعتقلين وإعادة ممتلكات رؤوس المعارضين.
مستجدات مقلقة
بجانب هذا الموقف الجديد لإرديمي المتذمّر مما يقول إنه عدم تطبيق اتفاقية الدوحة، ظهرت أمام الحكومة تحديات أخرى الأسابيع الأخيرة، يُخشى معها التأثير على مصير التحضير لتسليم السلطة والانتخابات.
فبعد سنتين من الهدوء على الحدود التشادية الليبية، عادت الاشتباكات بين حركات متمردة والجيش التشادي في إقليم تيبستي، وأعلن فصيل “مجلس القيادة العسكرية لإنقاذ الجمهورية” رفع السلاح ضد الحكومة بحجة أنها “لم تكن جادة” في حواراتها مع المتمردين، حسب تصريحات إبراهيم قجة أحمد، المنسق الإعلامي لهذه الحركة، لـ”سكاي نيوز عربية” في وقت سابق.
كما اجتمع قادة أحزاب وجمعيات وشخصيات عامة أواخر سبتمبر، وطالبوا السلطات بإخراج القوات الفرنسية من البلاد خلال ٣ أشهر، وإلا سيحشدون المظاهرات ضد هذه القوات والسلطات.