قد يصل لعام.. ملامح هجوم إسرائيل “الوشيك” لاجتياح رفح

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

وفي تعليقاتهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، يتوقّع سياسيون فلسطينيون وإسرائيليون وخبير عسكري مصري أن هذه العملية ستكون مؤلمة وطويلة الأمد لتحقيق الهدف الذي حدّدته تل أبيب، وهو القضاء على آخر كتائب حركة حماس، في ظل تقديرات بأن الحركة لا تزال تحتفظ بقدرات مسلحة كبيرة ومرونة قتالية رغم دخول الحرب شهرها الخامس.

والجمعة، أمر نتنياهو الجيش بالتحضير لإخلاء رفح؛ تمهيدا لشنّ عملية عسكرية في المدينة التي يتكدّس فيها أكثر من مليون شخص من سكانها والنازحين إليها من شمال ووسط القطاع، قائلا في بيان صدر عن مكتبه بشأن هدفها: “لا يمكن تحقيق أهداف الحرب بالقضاء على حماس وترك 4 كتائب لحماس في رفح”.

المرحلة الثالثة للحرب

أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس وعضو اللجنة المركزية لحزب العمل الإسرائيلي مئير مصري يرى أنّ هذه العملية “سوف تكون السطر الأخير في المرحلة الثانية من الحرب التي سوف تكرّس إعادة احتلال إسرائيل الكامل للقطاع، إذا ما اعتبرنا أن العمليات الجوية التي سبقت الدخول البري كانت المرحلة الأولى”.

ويضيف مصري أنه “بعد تطهير المنطقة الجنوبية، وعلى رأسها رفح، ستبدأ في تقديري المرحلة الثالثة من الحرب، وستكون عمليات كر وفر بين الجيش الإسرائيلي والتنظيمات المسلحة، من الممكن أن تستمر لمدة عام أو أكثر، بالتزامن مع العمل على إعادة إعمار القطاع وعودة النازحين إلى ديارهم”.

ورطة جديدة

يربط القيادي في حركة فتح أيمن الرقب بين إصرار نتنياهو على تمديد الحرب ونقلها إلى رفح وبين محاولاته للبقاء في السلطة وتعزيز موقعه في الانتخابات المقبلة.

ويستشهد الرقب على ذلك بأنّ إعلان نتنياهو الاستعداد للعمليات في رفح يتزامَن مع المفاوضات التي يجريها وسطاء، وانضم لهم الوفد الإسرائيلي للتوصل إلى التهدئة؛ ما يعني أنه يريد إفشال ذلك، كما يريد أن تجري المفاوضات “تحت ضغط” على الجانب الفلسطيني.

ويحذّر القيادي في فتح، مِن أن شن هجوم على هذه المنطقة المكتظة بالنازحين قد يؤدي لارتكاب مجازر كبيرة، متسائلا في اندهاش: “من الغريب حديث الجيش الإسرائيلي عن فتح ممرات آمنة لعبور السكان والنازحين من رفح إلى خان يونس، في الوقت الذي يطرد فيه سكان خان يونس نحو رفح”.

وحول حقيقة وجود وقوة كتائب حماس في رفح، يقول الرقب: “بغض النظر عما يقوله نتنياهو، فإن التقديرات التي لدينا تشير إلى أن المقاومة ما زالت تحتفظ بنحو 70 بالمئة من قدراتها العسكرية منذ اليوم الأول للحرب، وما يقوم به رئيس الوزراء هو توريط جديد للجيش الإسرائيلي، وحديثه عن القضاء على قدرات المقاومة في غزة وخان يونس هو وَهْم، لكنه يحاول إيجاد مبررات لارتكاب مزيد من الجرائم”.

من جانبها، حذّرت حماس، السبت، من “مجزرة” في حال شن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح التي تُشكّل ملاذا أخيرا للنازحين من الحرب.

وقالت الحركة في بيان: “نحذّر من كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى في حال تم اجتياح محافظة رفح”، وكذلك: “نحمّل الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي والاحتلال المسؤولية الكاملة”.

“قوة جاهزة”

عن كتائب حماس في رفح أيضا، يقول الخبير العسكري العقيد حاتم صابر، إن قوة كتائب حماس في رفح “تتمركز بشكل جيّد، وتستطيع أن تقوم بعمليات كبيرة لمواجهة واستنزاف القوات الإسرائيلية التي ستحاول الدخول إلى رفح، مثلما جرى في مدينة غزة وخان يونس”.

ويصف هذه الكتائب الأربعة في تقديره بأنها “هي الأكثر استعدادا وتجهيزا لوقف أي مغامرة إسرائيلية في القطاع، وهذه القوات لم تنخرط في القتال منذ بداية الحرب؛ وبالتالي لديها الجاهزية الكاملة في حال أتى الدور عليها للمشاركة”.

ويعتقد الخبير العسكري أن الجيش الإسرائيلي قبل أن يقدِم على أي عمل عسكري في رفح سيراعي العلاقات مع مصر، حتى لا تتسبب نتائج الهجوم في نسف جهود المفاوضات الدائرة حول وقف القتال وتبادل الأسرى.

ونقلت وكالة “رويترز”، الجمعة، ما قالت إنها تصريحات مصدرين أمنيين مصريين، دون ذِكر اسميهما، بأن القاهرة أرسلت نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سيناء في الأسبوعين الماضيين، في إطار سلسلة تدابير لتعزيز الأمن على حدودها مع غزة.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر، أقامت مصر جدارا حدوديا خرسانيا تمتدّ أسسه في الأرض 6 أمتار وتعلوه أسلاك شائكة؛ منعا لتنفيذ مخطط إسرائيلي بتهجير سكان القطاع إلى مصر، والذي اعتبره الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، في وقت سابق بأنه سيكون “تصفية للقضية الفلسطينية” بإخلاء الأرض من سكانها.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *