قال الدفاع المدني في جنوب لبنان إن امرأة قتلت و20 مدنيا جرحوا في غارة إسرائيلية على بلدة جناتا، بعد يوم من تصعيد القصف من حزب الله والذي وصف بالأكبر منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأفاد مراسل الجزيرة أن مقاتلات إسرائيلية شنّت -في وقت متأخر من مساء أمس الخميس- غارة على منزل من 3 طوابق في جناتا في قضاء صور جنوبي لبنان.
من جانب آخر، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو استهدف مبنى في جناتا مما أدى لوقوع إصابات. ولم توضح الإذاعة على الفور طبيعة المبنى المستهدف.
وشنت المقاتلات الإسرائيلية أيضا سلسلة غارات على بلدات العيشية ودير سريان وعيتا الشعب وعيناتا والقطراني ومحيط بلدة دبين ووادي الحجير.
كما قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدات مارون الراس وحولا ومركبا وكفرشوبا وشبعا ووادي السلوقي، وتعرضت بلدتا عيترون ويارون لقصف إسرائيلي بالقنابل الحارقة.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد 40 قذيفة صاروخية، أُطلقت خلال الساعات الأخيرة من لبنان باتجاه الجولان والجليل.
وأوضح -في بيان- أن دفاعاته الجوية اعترضت بعضاً من القذائف، بينما سقط بعضها الآخر وأدى لاندلاع حرائق في مواقع مختلفة.
تغطية صحفية: آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال العنيف لمنزل في جناتا بجنوب لبنان. pic.twitter.com/IQ2O2mgTnN
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 13, 2024
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه رصد 5 مسيرات -خلال الساعات الأخيرة الماضية- اعترضت الدفاعات الجوية ثلاثاً منها.
وذكر الإسعاف الإسرائيلي أن شخصين أصيبا في مستوطنة كتسرين بالجولان السوري المحتل، جراء القصف من لبنان. كما تعرض مبنى في كيبوتس “يارون” لإصابة مباشرة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه تم تفعيل 182 إنذارا خلال الخميس في الشمال.
الهجوم الأوسع
وقال مصدر بحزب الله للجزيرة إن الهجوم الذي نفذه ضد مواقع إسرائيلية في الجليل والجولان هو الأوسع منذ 8 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأضاف أن هذا الهجوم هدفه “ردع إسرائيل والرد على اغتيال القائد العسكري في الحزب طالب عبد الله”.
وقال حزب الله إنه هاجم بصواريخ الكاتيوشا والفلق والمُسيّرات ثكنات ومواقع الزاعورة وكيلع ويوأف وقاعدتي كتسرين ونفح وكتيبة السهل في بيت هيلل.
وأضاف أنه هاجم بأسراب من المسيرات قاعدتي دادو وميشار وثكنتي كتسرين وكاتسافيا.
كما أعلن حزب الله استهدافه آلية عسكرية في مثلث يفتاح وجنودا في وادي يرؤون وأحراش دوفيف ونطوعا وعداثر وأدميت ومواقع الرمثا والسماقة ورويسة القرن والراهب.
حرائق مستمرة
في السياق، تواصل فرق الإطفاء الإسرائيلية محاولة إخماد الحرائق الواسعة المشتعلة منذ صباح الخميس في مناطق متفرقة بالجولان المحتل والجليلين الأعلى والغربي.
وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية إن نحو 15 فريقا من طواقم الإطفاء وفرق الجبهة الداخلية ودائرة الأراضي والبيئة -وبمساعدة الجيش- يحاولون السيطرة على الحرائق ومنع امتدادها للمناطق السكنية بالجولان والجليلين الأعلى والغربي نتيجة سقوط القذائف الصاروخية التي أطلقت من جنوب لبنان نحو المناطق الإسرائيلية.
تصعيد ووعيد
وتوعدت إسرائيل -أمس الخميس- بالرد على هجمات حزب الله مدعية أن الحزب ولبنان “يتحملان المسؤولية عن التصعيد على الحدود” الذي جاء بعد اغتيال تل أبيب القيادي في الحزب طالب عبد الله قبل يومين.
ومنذ يومين، تصاعدت حدة المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي عقب مقتل عبد الله بغارة إسرائيلية جنوبي لبنان، الثلاثاء.
ورد حزب الله على مقتل القيادي بإطلاق 150 صاروخا أمس ضد أهداف شمال إسرائيل، و215 صاروخا وطائرة مسيرة الأربعاء، وهو أكبر عدد من الصواريخ يطلقه في يوم واحد ضد إسرائيل منذ بدء المواجهات بينهما في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتسببت صواريخ حزب الله في اندلاع العديد من الحرائق شمالي إسرائيل، وشكل بعضها “تهديدا على منشآت إستراتيجية” وفق صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يتبادل حزب الله وفصائل فلسطينية ولبنانية من جهة، مع الجيش الإسرائيلي من الجهة المقابلة، قصفا يوميا عبر الحدود، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتقول الفصائل في لبنان إنها تتضامن مع غزة التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لحرب إسرائيلية خلفت أكثر من 122 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط مجاعة قاتلة ودمار هائل.