شهد قطاع غزة ليل الجمعة السبت، قصفا إسرائيليا عنيفا ومركزا تسبب بتدمير مئات المباني، في وقت انقطعت فيه شبكة الاتصالات والإنترنت، وحدثت فيه معارك عسكرية على أكثر من محور، وفق ما يؤكد الصحفي، فتحي صباح، لموقع “الحرة”.
ويقول صباح، الذي يقطن في خان يونس، إن “ليل الجمعة السبت، حصل اشتباك عنيف في المنطقة الواقعة بين مدينتي خان يونس ورفح عند شاطئ البحر، ونقل عن شاهد عيان تأكيده حصول عملية إنزال إسرائيلية من طائرة مروحية على الشاطئ، حيث تواجد عناصر من كتائب القسام في المنطقة وتصدوا لهم”.
وتابع نقلا عن الشاهد “قام عنصران من كتائب القسام بأسر جنديين إسرائيليين وحاولا نقلهما إلى الداخل، وبعيد ذلك ضربت طائرة إسرائيلية المجموعة وقتلت العنصرين والجنديين”.
وأكد أنه كان “يسمع صوت رشاشات كلاشنيكوف التي تستخدمها كتائب القسام، ورشاشات ثقيلة من المروحيات وأصوات قصف من مدينة خان يونس”.
وأوضح صباح أنه نظرا لانقطاع الإنترنت قام “باستخدام شريحة (اي سيم) التي تعمل عبر الأقمار الاصطناعية، وتمكن من إرسال التسجيل الصوتي للحرة، ليل السبت الأحد”.
في المقابل، تواصل موقع “الحرة” مع وحدة المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي وناطقين آخرين، دون الاستحصال على رد حول ما جرى في القطاع منذ قطع الإنترنت، حتى تاريخ نشر هذا التقرير.
تعليق إسرائيلي
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على أكس، الأحد، “أغارت طائرات حربية في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة على أكثر من 450 هدفا لحماس في أرجاء قطاع غزة ومن بينها مقرات قيادة ومواقع استطلاع ومواقع إطلاق قذائف مضادة للدروع”.
وأضاف أدرعي “في إطار توسيع نشاطات القوات البرية قامت الطواقم القتالية المشتركة باستهداف خلايا مخربين حاولت ضرب القوات وأخرى خططت لإطلاق قذائف مضادة للدروع. كما قامت القوات بتوجيه الطائرات لضرب أهداف معادية على الأرض”.
وتابع “خلال ساعات الليل أصيب ضابط بجروح خطيرة نتيجة سقوط قذيفة هاون في شمال قطاع غزة. كما أصيب جندي بجروح متوسطة خلال اشتباك مع مخربين في شمال القطاع. تم نقل الجندي والضابط لتلقي العلاج في المستشفى”.
قصف مكثف
وبالإضافة إلى عملية الإنزال، أكد صباح أيضا تنفيذ الجيش الإسرائيلي قصفا بحريا وبريا وجويا مكثفا على الجزء الشمالي من قطاع غزة، بالقرب من عدة مناطق ومنها مخيم الشاطئ وبيت لاهيا وبيت حانون وجباليا”.
وأضاف أنه في “ليل السبت الأحد، حصل اشتباك مسلح عنيف شرق مدينة خان يونس، وتم استخدام أنواع مختلفة من الأسلحة خلاله، وعلى ما يبدو أنه كانت هناك محاولة تسلل من جانب قوات إسرائيلية لجس النبض (اختبار الجاهزية)، وقد حصلت محاولات تسلل سابقة في خان يونس والبريج وبيت حانون خلال الأيام الماضية وجرت خلالها اشتباكات عنيفة أيضا”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، السبت، إن الحرب ضد حماس في قطاع غزة ستكون “طويلة وصعبة، ونحن جاهزون لها”، مضيفا أن الجيش “سيدمر العدو على الأرض وتحتها”.
وأكد نتانياهو عقب لقائه مع ممثلي عائلات الرهائن البالغ عددهم 229 بحسب أحدث بيانات السلطات الإسرائيلية، أن “المرحلة الثانية من الحرب” قد بدأت، وأن “الهدف واضح: تدمير القدرات العسكرية لحماس وقيادتها وإعادة الرهائن إلى وطنهم”.
وشدد نتانياهو على أن إلحاق الهزيمة بحركة حماس هو “تحد وجودي” لإسرائيل يطال أيضا “الحضارة الغربية بكاملها”.
دمار يشبه آثار “زلزال”
ويصف شاهد العيان، علاء مهدي (54 عاما)، لوكالة فرانس برس، ما حصل في مخيم الشاطئ من دمار جراء القصف الإسرائيلي ليل الجمعة السبت بأنه “زلزال”.
ودمرت الغارات العديد من المباني وأحدثت حفرا ضخمة في الشوارع المدمرة بالكامل. وفي مخيم الشاطئ للاجئين الذي يقع بجانب البحر في مدينة غزة، خلف القصف الإسرائيلي أضرارا كبيرة، بحسب عدة شهود تحدثوا لوكالة فرانس برس.
ويقول مهدي “ما حصل في الشاطئ زلزال بل أعنف من زلزال، لو كان زلزالا ربانيا لكان أهون مما تسبب به قصف البحرية والمدفعية والطيران، كلهم قصفوا الناس المساكين (…) هذه مجزرة”.
ويعتبر مهدي أن “قطع الاتصالات والإنترنت قبل دخولهم كان تخطيطا لمجزرة حتى لا يسمعهم أحد، فقد أحدثوا تدميرا شاملا ولم يرحموا البشر ولا الشجر، هذا إعدام كامل”.
من جهته، يؤكد مدير إعلام الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، لوكالة فرانس برس أن “مئات البنايات والمنازل دمرت كليا وتضررت آلاف الوحدات السكنية في القصف الإسرائيلي ليلا على قطاع غزة”.
ويضيف بصل “عمليات القصف الكثيفة أدت إلى دمار هائل في البنية التحتية والطرقات، تغيرت معالم غزة ومحافظة الشمال بفعل المجازر التي لا مثيل لها”.
ويوضح المسؤول “لا نستطيع الوصول لمئات المفقودين تحت الأنقاض، قطع الاتصالات أصاب عمل الدفاع المدني والإسعاف بانتكاسة”.
كمال أبو فطوم (47 عاما) يقيم في حي تل الهوى في مدينة غزة، ويوضح “نزحنا إلى رفح في الجنوب الأسبوع الماضي، وصلت صباح اليوم (السبت) إلى مدينة غزة لتفقد منزلي ووجدت أنه أصيب بأضرار”.
ويتابع “عندما ذهبت لأطمئن على أختي بمخيم الشاطئ رأيت زلزالا أكبر من زلزال تركيا (…) دمار خراب ومجازر، الناس تحت الردم منهم أحياء ومنهم شهداء”.
وبدأت إسرائيل بقصف غزة، وفرضت حصارا مطبقا، بعد هجوم حماس على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية للقطاع في 7 أكتوبر، الذي تسبب بمقتل 1400 شخص، معظمهم مدنيون، بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى اختطاف نحو 200 آخرين.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي تسيطر على غزة، الأحد، ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 8 آلاف، معظمهم من المدنيين، ومن بينهم أكثر من 3500 طفل.