استنكرت قطر بشدة، مساء الأربعاء، تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، اعتبر فيها أن دور الإمارة كوسيط في النزاع الحالي في غزة “إشكالي”، بحسب ما نقلت عنه قناة إسرائيلية.
خلال اجتماع في وقت سابق من هذا الأسبوع مع عائلات رهائن إسرائيليين في غزة، شكك نتانياهو في قطر التي توسطت إلى جانب الولايات المتحدة ومصر في هدنة لمدة أسبوع، في نوفمبر، أتاحت خصوصا إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة من غزة.
وفي تسجيل مسرب من اجتماع مع عائلات رهائن بثته القناة 12 الإخبارية الإسرائيلية وصف نتنياهو قطر بأنها “إشكالية”.
وقال “لم تروني أشكر قطر، هل لاحظتم؟ أنا لم أشكر قطر. لماذا؟ لأن قطر، بالنسبة لي، لا تختلف في جوهرها عن الأمم المتحدة، عن الصليب الأحمر، بل إنها بطريقة ما أكثر إشكالية. ومع ذلك فإنني على استعداد للتعامل مع أي وسيط الآن يمكنه مساعدتي في إعادتهم (الرهائن) إلى الوطن”.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي “إنهم (قطر) لديهم الوسائل للضغط (على حماس)، لماذا؟ لأنهم يمولونها”، معربا عن “غضبه الشديد” من قرار واشنطن تجديد اتفاق يبقي على الوجود العسكري الأميركي في هذا الدولة الخليجية مدة عشر سنوات إضافية.
تعليقا على هذه التصريحات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في منشور على منصة إكس “نستنكر بشدة التصريحات المنسوبة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي في تقارير إعلامية مختلفة حول الوساطة القطرية. في حال أثبتت صحة التصريحات، فهي غير مسؤولة ومعرقلة للجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء”.
وتحاول قطر ومصر والولايات المتحدة حاليا التوسط للتوصل إلى هدنة جديدة في غزة، تتيح الإفراج عن أكثر من 130 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع ونقل المزيد من المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين.
وتابع الأنصاري “إذا تبين أن التصريحات المتداولة صحيحة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل ويقوض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح”، مضيفا أن على نتانياهو عدم “الانشغال بعلاقة قطر الاستراتيجية مع الولايات المتحدة”.
وقال متحدث الخارجية القطرية في البيان: “بدلا من الانشغال بعلاقة قطر الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، نأمل أن ينشغل نتانياهو بالعمل على تذليل العقبات أمام التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن”.
وتستضيف قطر مقر القيادة المتقدم للجيش الأميركي في الشرق الأوسط “سنتكوم” في قاعدة العديد العسكرية وتسمح لسفن البحرية الأميركية التي تقوم بدوريات في منطقة الخليج بالرسو بانتظام.
كما تستضيف الإمارة القيادة السياسية لحركة حماس الفلسطينية ومنحت مساعدات بمئات الملايين من الدولارات في السنوات الأخيرة لسكان قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس منذ عام 2007.
وتعقيبا على بيان الأنصاري، اتهم وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش الدوحة “بدعم وتمويل الإرهاب”.
وقال عبر منصة إكس إن قطر “مسؤولة إلى حد كبير” عن الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر على مناطق بجنوب إسرائيل، ودعا الدول الغربية إلى ممارسة المزيد من الضغوط عليها للإفراج الفوري عن الرهائن.
وكتب سموتريش “هناك شيء واحد واضح: قطر لن تكون منخرطة في ما يحدث في غزة في اليوم التالي للحرب”.
وقطر، حيث يتواجد العديد من القادة السياسيين لحماس، هي الوسيط الرئيسي بين الحركة التي تحكم غزة والمسؤولين الإسرائيليين خلال الصراع.
وساعدت قطر في نوفمبر في التوصل لهدنة استمرت سبعة أيام تم خلالها إطلاق سراح 110 من الإسرائيليين والأجانب الذين كانوا محتجزين في غزة مقابل الإفراج عن 240 فلسطينيا كانوا معتقلين لدى إسرائيل.