يعيش المغرب على وقع قضية كبيرة مرتبطة بشبكة تهريب مخدرات بطلها تاجر دولي، شملت حتى الآن رجال أمن وشخصيات سياسية منها رئيس نادي رياضي كبير بالمملكة وسياسي قيادي في حزب مشارك في الحكومة.
وبدأت محكمة مغربية الاستماع لعدد من الأشخاص في القضية، واستمع قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، الخميس، إلى 25 شخصا، ونقل موقع “هسبريس” أنه تم إحضار جميع المتهمين في القضية، بمن فيهم تاجر المخدرات الدولي، الحاج أحمد بن إبراهيم، الذي اشتهر بلقب “إسكوبار الصحراء”، وسعيد الناصري، رئيس نادي الوداد البيضاوي، وعبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق.
ونقلت وكالة “إيفي” الإسبانية عن مصادر أن الناصري، رئيس الوداد الرياضي، استجوب لعدة ساعات قبل أن يعاد إلى سجن عكاشة” بدار البيضاء، فيما رفضت مصادر الوكالة الإفصاح عن الأسماء التي من المقرر أن تقف أمام قاضي التحقيق، بحسب “إيفي”.
وإضافة إلى الناصري، رئيس أحد أكبر الأندية الكروية بالمملكة والبرلماني السابق عن حزب الأصالة والمعاصرة المشارك في الحكومة، يتم التحقيق مع عدد من مسؤولي الشرطة والدرك وكتاب العدل ورجال الأعمال، وفق الوكالة الإسبانية.
وتفجرت القضية في 25 ديسمبر، عندما تم اعتقالهم رفقة عدد آخر من الأشخاص بتهم الاتجار بالمخدرات والتزوير وغسل الأموال والابتزاز، من بين أمور أخرى وذلك إثر تحقيقات جاءت بعدما ندد التاجر بالعديد من الشخصيات بسبب “الاستيلاء غير القانوني” على أصوله في المملكة، في حين نفى عدة أشخاص، بينهم الناصري، صحة تلك الاتهامات، وفق “هسبريس”.
وأشار “هسبريس” إلى أن قاضي التحقيق استمع، الثلاثاء، إلى “الشاهدة الفنانة لطيفة رأفت، باعتبارها زوجة سابقة لتاجر المخدرات الدولي”.
ونوه الموقع المغربي إلى أن “الفنانة لطيفة رأفت أكدت أنها لم تكن على علم بنشاط زوجها السابق في الاتجار بالمخدرات، ولا بالعلاقة التي تربطه بعدد من الوجوه” التي يتضمنها التحقيق.
من هو “المالي” أو إسكوبار الصحراء
الحاج أحمد بن إبراهيم، من أصول مغربية مالية، لذلك لقب في المغرب بـ”الماليّ” بينما لقبه الأكثر شهرة هو “إسكوبار الصحراء” وذلك لتجارته الكبيرة في المخدرات والتي تمتد فروعها إلى دول في أفريقيا وأميركا اللاتينية.
في عام 2019، أوقفت الشرطة المغربية “الماليّ” في مطار الدار البيضاء وحكم عليه لاحقا بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة الاتجار بالمخدرات.
وبعد عامين من ذلك، قدّم شكاية ضد رئيس جهة الشرق بالمملكة، عبد النبي بعيوي، وجرت التحقيقات المرافقة عددا من الشخصيات بمن فيهم رجال شرطة.
تقول مجلة “جون أفريك” إن الحاج بن إبراهيم تحول خلال سنوات قليلة إلى أحد أكبر أباطرة المخدرات في أفريقيا. وهو مسجون الآن في الجديدة، جنوب الدار البيضاء، ولا ينكر أنشطته الإجرامية، لكنه يدعي أنه كان “ضحية مؤامرة”.
ووفق المجلة فقد تاجر “إسكوبار الصحراء” في السيارات ثم الذهب قبل أن ينتقل إلى نقل الكوكايين من أميركا اللاتينية إلى غرب أفريقيا، وتوسعت تجارته وراكم ثروة خيالية، واستغل علاقاته في عدد من الدول لتبييض الأموال.
وكان يملك جزيرة خاصة في غينيا، وشققا في البرازيل وروسيا، فقدها منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وأرضا في بوليفيا، وفيلا فخمة في الدار البيضاء،وفق المجلة.
وفي المغرب، يحظى “الماليّ” بدعم كبير وتعاون مع سياسيين في وجدة والعديد من القادة السياسيين الآخرين، وفق المجلة.
ويتهم “الماليّ” شركاءه في المغرب بالخيانة والاستيلاء على جزء من أمواله.
وينقل موقع “العمق” المغربي أن المتهمين يواجهون تهما ثقيلة منها “المشاركة في اتفاق قصد مسك المخدرات والاتجار فيها ونقلها وتصديرها ومحاولة تصديرها، الإرشاء والتزوير في محرر رسمي، مباشرة عمل تحكمي ماس بالحرية الشخصية والفردية قصد إرضاء أهواء شخصية”.
وأضاف الموقع أن التهم تتضمن أيضا “الحصول على محررات تثبت تصرفا وإبراء تحت الإكراه، تسهيل خروج ودخول أشخاص مغاربة من وإلى التراب المغربي بصفة اعتيادية في إطار عصابة واتفاق وإخفاء أشياء متحصل عليها من جنحة”، وهي تهم قد تبقيهم في السجون لفترات طويلة.