قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا -اليوم الأحد- إن قوات بلادها بالنيجر لم يعد بإمكانها تنفيذ مهماتها هناك، وذلك بعد يوم من احتشاد الآلاف أمام القاعدة الفرنسية في نيامي، ومطالبتها بمغادرة البلاد.
وجاء في تصريحات الوزيرة الفرنسية “قواتنا في النيجر لدعم مكافحة الجماعات الإرهابية، واليوم لا يمكننا تنفيذ هذه المهمة”.
وكان آلاف المحتجين من أنصار قادة الانقلاب قد بدؤوا -أمس السبت- اعتصاما يستمر لأيام عدة أمام القاعدة الفرنسية في نيامي، وذلك تلبية لدعوة وجهتها جمعيات مساندة للمجلس العسكري، للاحتجاج والتنديد بمواقف فرنسا ومطالبتها بسحب قواتها من البلاد، كما طالب متظاهرون باريس بسحب سفيرها من النيجر، واحترام سيادة البلاد.
وحمل أحد المتظاهرين لافتة كُتب عليها “أيها الجيش الفرنسي، ارحل عن بلادنا”.
وقال منسق ما تعرف بحركة “62” في النيجر عبد الله سيدي للجزيرة، إن الحركة حريصة على أن تكون المظاهرات والحشود المنددة بفرنسا وبمواقفها من النيجر سلمية.
وسحبت النيجر الحصانة الدبلوماسية والتأشيرة من السفير الفرنسي سيلفان إيت، وطلبت منه “مغادرة” البلاد بموجب أمر من وزارة الداخلية صدر الخميس الماضي، وقرار من المحكمة العليا صدر الجمعة الماضية.
تدخل إيكواس
وجاء إقرار فرنسا بالعجز عن تنفيذ مهماتها في النيجر، بالتزامن مع تسريبات بقرب تدخل قوات دول الإيكواس عسكريا لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم لمنصبه.
واليوم الأحد، قال حَسّومي مسعودو، وزير الخارجية في حكومة الرئيس المحتجز، إن استعدادات مجموعة إيكواس للتدخل العسكري في النيجر دخلت مرحلة متقدمة.
وأضاف في حديث لقناة فرنسية أن هذه الاستعدادات للتدخل العسكري ليست حربا على النيجر؛ بل هي عملية لمرة واحدة تهدف إلى استعادة سلطة الرئيس بازوم.
استعدادت عسكرية بالنيجر
وقد دعا رئيس أركان الجيش موسى صالو بارمو، الذي عينه قادة الانقلاب، إلى الاستعداد لحماية البلاد من تهديدات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” بالتدخل العسكري.
وفي كلمة خلال زيارة تفقدية لقوات الجيش في منطقة “زيندير”، أضاف صالو بارمو أن على جميع القوات بذل الجهود والتحلي باليقظة؛ لأن النيجر تواجه -كذلك- منذ سنوات تحديات أمنية عدة؛ مثل: الإرهاب ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
في السياق ذاته، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية، إن قائد انقلاب النيجر لم يتحرك بدفع من “فاغنر”، لكن روسيا رأت فيما حدث فرصة لتحقيق مكاسب
يذكر أن عناصر الحرس الرئاسي بالنيجر نفذوا في أواخر يوليو/تموز الماضي انقلابا على الرئيس محمد بازوم، وأعلنوا تعليق العمل بالدستور، وتشكيل “مجلس وطني لإنقاذ الوطن”، ثم حكومة تضم مدنيين وعسكريين.