ويواجه سكان عدد كبير من احياء مدن العاصمة الخرطوم المحاصرين في قلب الاشتباكاتأوضاعا انسانية وصحية وأمنية مأساوية فاقمها تزايد حدة القصف الجوي خلال الأيام القليلة الماضية.
وتداول ناشطون على وسائط التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر تشييعا مهيبا لأكثر من 20 شخصا قتلوا الاثنين في قصف جوي وأرضي عشوائي استهدف أحد أحياء منطقة أمبدة في غرب أم درمان، بحسب بيان صادر عن لجنة طوارئ المنطقة.
وعلى الرغم من الانهمار المستمر للرصاص والقصف الجوي، يغامر العديد من السكان للخروح إما للحصول على الماء أو الغذاء أو الدواء، أو لمحاولة الفرار إلى أماكن آمنة لكن تلك المحاولات تنتهي في الكثير من الأحيان إما بالموت أو الاعتقال.
وحذرت منظمات وهيئات محلية ودولية من تفاقم الكارثة الإنسانية مع ارتفاع عدد الضحايا في أوساط العالقين في مناطق القتال. ويقول الصادق بشير وهو من سكان منطقة الشجرة التي تشهد اشتباكات عنيفة حول محيط سلاح المدرعات المتاخم، فإن أمام العالقين أحد خيارين إما كسر الحصار والخروج لجلب الاحتياجات الأساسية والتعرض للموت بنيران المتقاتلين، أو البقاء في البيوت ومواجهة الموت البطيء بسبب انعدام المواد الغذائية ومياه الشرب والأدوية المنقذة للحياة.
ويقول بشير لموقع سكاي نيوز عربية: “اضطررت الثلاثاء للخروج للبحث عن مواد غذائية بعد ان استهلكنا آخر حفنة من الطحين ولجلب دواء السكري لوالدتي المريضة لكني نجوت من الموت باعجوبة وعدت للبيت خاوي الوفاض بعد ان هالني منظر الدمار والجثث الملقية على قارعة الطريق”.
ولنحو 5 اشهر تعيش اكثر من 80 في المئة من أحياء مدن العاصمة الثلاثة بلا ماء ولا كهرباء في ظل انقطاع كامل لشبكة الإمداد في بعض الأحياء منذ اطلاق الرصاصة الأولى صباح السبت الخامس عشر من أبريل.
ووفقا لهيئة محامو الطوارئ، وهي هيئة حقوقية قومية، فإن المحاصرين في مناطق الاشتباكات يتعرضون لانتهاكات عديدة من بينها الاعتقال والاحتجاز وعدم توفير ممرات آمنه لخروجهم.
وتتفاقم الأوضاع اكثر بسبب شح الخدمات الطبية والاسعافية للمصابين وعدم توفر الادوية المنقذة للحياة و الأساسية لأصحاب الأمراض المزمنة. كما يجد المتطوعين وأطقم غرفة الطوارئ و الكوادر الطبية صعوبة بالغة في الدخول للأحياء السكنية المحاصرة وتقديم المساعدة بسبب القصف العشوائي والاستهداف و عمليات السلب و النهب والاعتقالات المستمرة.
وفي ظل تساقط الأمطار والوضع البيئي المتردي بسبب تراكم الجثث في الشوارع وتحللها وانعدام خدمات النظافة والصرف الصحي، تتزايد المخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، في وقت وصل فيه النظام الصحي إلى مرحلة الانهيار شبه الكامل بعد خروج أكثر من 80 في المئة من المستشفيات عن الخدمة والنقص الحاد في الأدوية والمعينات الطبية المنقذة للحياة.