بعد نحو 20 يوما من الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز في المغرب، بدأت الحياة تدب من جديد في تلك المنطقة في وقت بدا فيه سكانها التأقلم مع وضعهم الجديد مودعين حياة مضت ومستقبلين أخرى.
فقد أعلنت وزارة التجهيز والماء المغربية تكفلها بإزالة المباني المتضررة كليا، وتأهيل الأرضية لإعادة بناء المنازل المهدمة من الزلزال.
وأشار وزير التجهيز والماء نزار بركة إلى وجود لجان مشتركة تشتغل بتنسيق مع وزارة الداخلية من أجل تقييم وإحصاء المنازل المتضررة بفعل الزلزال، حيث ستتولى الوزارة إزالة المباني المهدمة وهدم المباني الآيلة للسقوط، سواء كانت خاصة أو تابعة لمؤسسات عمومية.
وقد تضررت بفعل الزلزال 6 أقاليم، هي: مراكش، والحوز، وشيشاوة، وأزيلال، وورزازات، وتارودانت (وسط).
وبلغ عدد المتضررين 2.8 مليون نسمة، مما يمثل ثلثي السكان في هذه المناطق، وبلغ عدد القرى التي تضررت 2930 قرية، أي نحو ثلث القرى في المنطقة.
وفي حين انهار 59 ألفا و675 منزلا، منها 32% تهدمت كليا، تهدمت المساكن الأخرى جزئيا، حسب البيانات الرسمية.
مساجد من خيام
لم يقصر ضرر الزلزال على المنازل، فقد تضررت مساجد عمّرت قبل قرون مثل مسجد “تينمل” في أعالي جبال الأطلس الكبير بإقليم الحوز.
إذ هدمت عشرات المساجد كليا أو جزئيا بسبب الزلزال، ولم تعلن السلطات عن تقديرات رسمية لعددها.
ولما يمثله المسجد بالنسبة لسكان المغرب عامة والأقاليم المتضررة خاصة، قام سكان المناطق المنكوبة بالزلزال بتجهيز ساحات وخيام لأداء الصلوات الخمس بعد تضرر مساجدهم.
ففي منطقة أزغور بإقليم الحوز، عمل الأهلي على تجهيز الساحات بالمناطق المنكوبة لإقامة الصلوات الخمس وحرصًا على عدم غياب الأذان عن مناطقهم.
وفي مناطق أخرى مجاورة، تم نصب خيم كبرى جعلها أهل تلك المناطق مساجد بديلة لهم.
تفاؤل بالمستقبل
وفي مشهد يشير إلى عزم أهل المناطق المنكوبة بالزلزال تخطي ما حلّ بهم، استأنف فلاحو تلك المناطق العمل في حقولهم بعد توقف دام أسبوعين، مستبشرين بانفجار ينابع الماء وسط الجبال بعد الزلزال، ويتطلعون لرفع مردودية الإنتاج أملا في حياة أفضل.
وفي نواحي بلدة أمزميز بإقليم الحوز (أكثر المناطق تضررا بالزلزال)، استأنف المزارعون زراعتهم التي تعدّ موردهم الرئيسي لكسب العيش.
وبقرية إمين تالا التابعة لبلدة أمزميز، يحرص الأهالي على قضاء يومهم داخل حقول التفاح والتين بعدما انهارت منازلهم بالكامل.
ويقول محمد عمر إنه يحرص وأخوه على الاعتناء بالحقل بعدما توفي أبوهما بالزلزال، حيث يحرص الأخوان على تفقّد الحقل يوميا من أجل العناية بالأشجار وجني المحصول.
حملة “نلتقي بمراكش”
حملة جديدة أطلقها المكتب الوطني المغربي للسياحة تحت شعار “نتلاقاو فمراكش (نلتقي في مراكش)”، لحث المغاربة على السفر إلى المدينة بمناسبة المولد النبوي الشريف وقرب حلول العطلة المدرسية في شهر أكتوبر/تشرين الأول القادم.
وتأتي هذه الحملة تفاعلا مع الحركة التضامنية الاستثنائية للمغاربة التي أعقبت الزلزال.
كما تهدف إلى مواصلة الزخم التضامني بحث المغاربة على القدوم مجددا إلى مراكش، وتقاسم لحظات العيش مع سكان المدينة خلال هذه الفترات الاستثنائية.
وقد أعلنت الحكومة عزمها صرف 2500 درهم (250 دولارا) شهريا لكل أسرة متضررة من الزلزال، ابتداء من سبتمبر/أيلول الجاري ولمدة عام.
ومن المنتظر تقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم (نحو 14 ألف دولار) لأصحاب المساكن التي انهارت بشكل تام، و80 ألف درهم (نحو 8 آلاف دولار) لتغطية إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا.