عماد الدين أديب يبحث في تل أبيب عن أسرار سقوط الأسد

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

وقال أديب في مستهل الحوار إنه “حتى نفهم إسرائيل من الداخل، علينا أن نفهم الأولويات التي تفرض نفسها على هذا المجتمع”

وأضاف:”الآن، الحادث السوري يفرض نفسه بقوة على عقول وقلوب المستويين الأمني والسياسي، كما يفرض نفسه على عقول الرأي العام الإسرائيلي. لفهم كيف تفكر إسرائيل في الملف السوري، علينا أن نطرح ثلاثة أسئلة: السؤال الأول: ماذا حدث؟ السؤال الثاني: ماذا يحدث؟ السؤال الثالث: ماذا يمكن أن يحدث؟”.

وأجاب رابينوفيتش على هذه الأسئلة، وهو الذي كان له دور كبير في المفاوضات بين إسرائيل وسوريا في التسعينيات، أحد الخبراء البارزين في الشؤون السورية والشرق الأوسط.

ماذا حدث في سوريا؟

من وجهة نظر تامار رابينوفيتش، كانت المفاجأة الكبرى هي انهيار نظام بشار الأسد بسرعة ودون مقاومة تذكر، بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية التي خلفت العديد من التغيرات السياسية والعسكرية.

وأوضح رابينوفيتش أن سقوط الأسد كان نتيجة لعدة عوامل، أهمها ضعف الدعم من حلفاء النظام التقليديين مثل إيران وروسيا، اللذين لم يتمكنا من إنقاذه بسبب انشغال روسيا في حرب أوكرانيا وتعرض إيران وحزب الله لضغوط عسكرية إسرائيلية.

وأشار إلى أن النظام السوري كان يعاني من فساد داخلي، حيث كانت وحدات الجيش تتبع لولاءات طائفية ولم تكن مؤهلة للقتال بشكل فعال.

كما أكد على أن التدخلات العسكرية من قبل قوى إقليمية، مثل تركيا، كان لها تأثير كبير في تعزيز قوة المعارضة السورية.

  تركيا وإيران وروسيا

تحدث رابينوفيتش عن دور تركيا في سوريا، مؤكدًا أنها لم تتفاجأ بسقوط الأسد، حيث كانت لها مصالح كبيرة في المنطقة، بما في ذلك استضافة 3.5 مليون لاجئ سوري.

كما أشار إلى أن تركيا كانت تميل إلى دعم المجموعات المسلحة المعارضة لنظام الأسد، وخاصة هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الجولاني، الذي ارتبط بعلاقات مع تركيا.

وفيما يخص الموقف الإيراني، أشار رابينوفيتش إلى أن طهران كانت قد استثمرت مليارات الدولارات في بناء المحور الإيراني في سوريا ولبنان، لكنها بدأت تواجه انتقادات داخلية بسبب هذه الاستثمارات الضخمة، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيران.

 تأثير التغيرات على الأمن الإسرائيلي

من ناحية إسرائيلية، أكد رابينوفيتش أن فقدان الأسد لحلفائه التقليديين مثل إيران وروسيا يعتبر أمرًا إيجابيًا بالنسبة لإسرائيل، حيث أن إيران هي العدو الأكبر لإسرائيل.

ورغم ذلك، أشار إلى أن التغيرات في سوريا قد تؤدي إلى صعود فاعلين جدد قد يشكلون تهديدًا على إسرائيل، مثل الجولاني ومجموعته.

وأكد رابينوفيتش أن إسرائيل تراقب الوضع عن كثب باستخدام أدوات الاستخبارات الحديثة، مثل الأقمار الصناعية والعملاء على الأرض. ورغم أن إسرائيل لم تكن تتوقع هذا التسارع في الأحداث، إلا أنها تتابع تطورات الوضع وتجهز ردودًا محتملة.

مستقبل المفاوضات مع سوريا

وفيما يتعلق بمستقبل المفاوضات بين إسرائيل وسوريا، أشار رابينوفيتش إلى أن الفرص قد تكون ضئيلة حاليًا، خاصة بعد سقوط النظام السوري الحالي.

وأضاف أن الجولاني، رغم تحركاته الأخيرة، لا يبدو أنه مهتم بتوصل اتفاق سلام مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد تواجه تحديات جديدة في التعامل مع السلطة في دمشق إذا تغيرت الظروف السياسية بشكل جذري.

يبدو أن التغيرات في سوريا لا تقتصر فقط على سقوط النظام السوري، بل تمتد إلى تحولات جيوسياسية قد تؤثر بشكل كبير على المنطقة برمتها.

وفي ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال الأهم: كيف ستتعامل القوى الكبرى، وخاصة إسرائيل، مع هذا الواقع الجديد في سوريا؟

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *