“عادا ضعيفين جدا”.. كيف استعادت إسرائيل رهينتين من “شقة سكنية” في رفح؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

تشهد مدينة رفح جنوبي الفلسطينية، القريبة من حدود مصر، أحداثا متصاعدة بوتيرة سريعة، فبعد أن أعربت إسرائيل عن عزمها شن عملية برية فيها، رغم وجود مئات آلاف النازحين الفلسطنيين، أعلنت، الإثنين، أنها تمكنت من تحرير رهينتين هناك، في عملية قالت مصادر بقطاع الصحة في غزة إنها أسفرت عن مقتل العشرات.

وأنقذت القوات الإسرائيلية رهينتين في وقت مبكر الإثنين، بعد أن اقتحمت شقة “تخضع لحراسة مشددة” جنوبي قطاع غزة، وأخرجتهما تحت وابل من الرصاص.

تفاصيل العملية

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، إن القوات الخاصة اقتحمت تحت إطلاق النار شقة في الطابق الثاني في رفح حوالي الساعة 1:49 صباح الإثنين، مشيرا إلى أن العملية رافقتها بعد دقيقة غارات جوية على المناطق المحيطة.

وأضاف أن الرهينتين كانا تحت حراسة مسلحين من حماس، وأن أعضاء فريق الإنقاذ قاموا بحماية الرهينتين بأجسادهم مع اندلاع معركة عنيفة في عدة أماكن مع مسلحي حماس.

ونُقل الاثنان إلى “منطقة آمنة” قريبة، وخضعا لفحص طبي سريع قبل نقلهما جوا إلى مستشفى بوسط إسرائيل. وأفادت التقارير بأن حالتهما الصحية جيدة.

بذلك، يكون عدد الرهائن الذين أنقذتهم القوات الإسرائيلية بأمان هو 3، وذلك بعد إنقاذ مجندة في نوفمبر الماضي.

وضع الرهينتين

وذكر الجيش أن الرهينتين هما فرناندو سيمون مارمان (60 عاما)، ولويس هار (70 عاما). وكان مسلحو حماس قد اختطفوهما من “كيبوتس نير إسحق” في هجوم 7 أكتوبر.

وأوضح مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، أنهما يحملان أيضا الجنسية الأرجنتينية.

وقال عيدان بيرجيرانو، صهر لويس هار، للقناة 13 الإسرائيلية، إنه وزوجته تمكنا من رؤية الرهينتين المفرج عنهما في المستشفى.

وأضاف أن الرجلين “كانا نحيفين، لكنهما كانا يتواصلان بشكل جيد، ويدركان ما يحدث حولهما”. 

عشرات القتلى الفلسطينيين

وأسفرت العملية الإسرائيلية عن مقتل 67 فلسطينيا على الأقل، من بينهم نساء وأطفال، وفق ما نقلته أسوشيتد برس عن مسؤولي الصحة الفلسطينيين في القطاع المحاصر.

ففي إطار دعم هذه العملية، قصفت غارات جوية مكثفة المنطقة القريبة من الشقة في رفح، وهي مدينة تقع على الطرف الجنوبي من القطاع، حيث فر 1.4 مليون فلسطيني من القتال في أماكن أخرى، خلال الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر بين إسرائيل وحماس.

وقصفت الغارات الجوية التي دعمت القوات الإسرائيلية مدينة رفح المزدحمة في منتصف الليل، وأمكن سماع عشرات الانفجارات حوالي الساعة الثانية صباحا.

وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، إن ما لا يقل عن 67 شخصا قتلوا في الغارات.

وأضاف القدرة أن “رجال الإنقاذ ما زالوا يبحثون تحت الأنقاض”. وأحصى صحفي في أسوشيتدبرس ما لا يقل عن 50 جثة في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح.

وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي من مستشفى رفح الكويتي، أطفالا قتلى أو جرحى. 

وشوهد الجرحى ممددين على أرض المستشفى بينما كان المسعفون يحاولون علاجهم. وكان هناك رجل جريح ملقى على الأرض وبجانبه طفلان ملطخان بالدماء. صرخ قائلا: “أنقذوا الفتاة”.

وشوهد أيضا شاب يحمل جثة رضيعة قال إنها قتلت في الهجمات، مضيفا أن الفتاة “ابنة جاره وقد ولدت وقتلت أثناء الحرب”.

دعوات لحماية المدنيين

وكانت الرهينتان من بين حوالي 250 شخصا تم خطفهم خلال هجمات حماس في 7 أكتوبر، عندما قتل ما يقدر بنحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وأدى الرد الإسرائيلي المتمثل بهجوم جوي وبري على قطاع غزة، إلى مقتل أكثر من 28 ألف فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة المحليين، وتشريد أكثر من 80 بالمئة من السكان، وتسبب في أزمة إنسانية ضخمة.

وتم إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة خلال وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا في نوفمبر. وتقول إسرائيل إن حوالي 134 رهينة ما زالوا محتجزين بغزة. كما تحتجز حماس رفات حوالي 30 آخرين إما قتلوا في 7 أكتوبر أو ماتوا أثناء احتجازهم.

وقتل الجيش 3 رهائن عن طريق الخطأ بعد فرارهم من خاطفيهم في ديسمبر.

وهزت محنة الرهائن، الإسرائيليين بشدة، وجعلت الحكومة الائتلافية من إطلاق سراح المتبقين في غزة هدفا رئيسيا لحربها، إلى جانب “تدمير حماس”. لكن مع استمرار القتال، الذي دخل الآن شهره الخامس، لم تتحقق بعد الحرية للرهائن، وظهرت خلافات في إسرائيل حول أفضل نهج لإنهاء محنتهم.

ويصر نتانياهو على أن الضغط العسكري المستمر سيؤدي إلى إطلاق سراحهم– وهو موقف كرره الإثنين – حتى مع معارضة كبار المسؤولين الآخرين لذلك، الذين رأوا أن التوصل إلى اتفاق مع حماس سيكون السبيل لتأمين إطلاق سراحهم.

ووصفت إسرائيل رفح بأنها “آخر معقل” متبقي لحماس في غزة، وأشارت إلى أن هجومها البري قد يستهدف قريبا المدينة المكتظة بالسكان.

ودعا المجتمع العربي والدولي، إسرائيل، إلى حماية المدنيين المكدسين في رفح. وقال البيت الأبيض، الأحد، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، حذر نتانياهو من أنه لا ينبغي لإسرائيل القيام بعملية عسكرية ضد حماس في رفح دون خطة “ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ” لحماية المدنيين.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *