تشتهر إسرائيل بامتلاكها أحد أقوى الجيوش وأحد أقوى الأجهزة الاستخبارية في العالم، كما خصصت على مدار تاريخها موازنات ضخمة للأغراض العسكرية، غير أن عملية “طوفان الأقصى” زادت من إلحاح التساؤل عن جدوى كل تلك النفقات وعن مدى كفاءة أجهزة أخفقت في توقع هجمات المقاومة الفلسطينية وصدها.
ويتحدث الإسرائيليون منذ فجر السبت عن ثغرة أمنية لم تشهدها تل أبيب منذ هزيمتها في حرب أكتوبر من عام 1973، وقد جرف طوفان الأقصى مليارات أنفقتها دولة الاحتلال منذ نشأتها على ما تسميه الأغراض الدفاعية، حيث يصنف الجيش الإسرائيلي في المرتبة 17 بين أكثر جيوش العالم إنفاقا بميزانية دفاع تتجاوز 24 مليار دولار سنويا.
وبشأن دعمها الخارجي، تحصل إسرائيل من الولايات المتحدة التي تصنفها حليفا رئيسيا من خارج الناتو على مساعداتها العسكرية الأكبر وقدرها 3 مليارات و800 مليون دولار سنويا ما مكّنها من شراء أحدث المعَدات العسكرية الأميركية وبناء أحد أقوى الجيوش في العالم.
ويصنف الجيش الإسرائيلي ضمن أقوى 18 جيشا في العالم، وفقا لإحصائيات موقع “غلوبال فايرباور” الأميركي للعام الحالي، ويضم هذا التصنيف القوة الإجمالية للجيش الإسرائيلي بجميع أسلحته وأفراده.
كما تبدى الإخفاق الآخر في انكشاف سهولة اختراق التحصينات العسكرية هناك بكل ما تشمله من جدار وحواجز إسمنتية وأسلاك شائكة وإلكترونية وتقنيات رصد متطورة، فكان توغل المقاومين وسيطرتهم على معابر حدودية وقواعد عسكرية ومستوطنات في العمق الإسرائيلي، حيث تعددت مظاهر الإخفاق الإسرائيلي على المستويات التكتيكية والعملياتية والإستراتيجية.