ضغوط في الداخل والخارج.. هل يتراجع نتنياهو عن عملية رفح؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

يقول المحلل السياسي أحمد الحيلة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال قادرا على المناورة رغم كثرة الضغوط الداخلية والخارجية عليه، بينما يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي محمود يزبك إن لهجة ذوي الأسرى تغيرت على نحو يمثل خطرا على رئيس الحكومة.

ورغم المشاكل الكبيرة وفقدان الثقة المتزايد داخليا وخارجيا في جدوى الحرب، فإن نتنياهو ما زال يمتلك مساحة للمناورة -حسب ما يعتقد الحيلة- لأن نتنياهو لديه شبكة أمان يوفرها اليمين المتطرف الذي يشغل 64 مقعدا في الكنيست تضمن له عدم سقوط الحكومة.

كما أن نتنياهو قد نجح طوال الفترة الماضية في إدارة العلاقة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رغم كل الخلافات، على حد رأي المحلل السياسي.

وحتى حديث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -عن عدم دعم واشنطن عملية كبرى في مدينة رفح دون توفير ضمانات للمدنيين- يعني أن الأميركيين يدعمون عملية تدريجية، وفقا لنفس المتحدث.

في المقابل، يقول يزبك إن لهجة ذوي الأسرى قد تغيرت على نحو غير مسبوق بعد أن حملوا نتنياهو مسؤولية حياة أولادهم ما لم يتم قبول صفقة التبادل المطروحة حاليا.

وبالإضافة إلى ذلك -يضيف يزبك- فقد وجهت 400 عائلة من عائلات المجندين الاحتياطيين الذين تم استدعاؤهم، لعضوي مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت، يقولون فيها إنهم لن يقبلوا بموت أولادهم في رفح من أجل مصالح سياسية خاصة.

ويرى يزبك أن حديث بلينكن عن عدم دعم عملية عسكرية واسعة في رفح يحمل في طياته إشارة أميركية لنتنياهو بعدم المضي قدما في هذه العملية، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن نتنياهو لا يزال يحاول إظهار أنه قادر على الدخول في مواجهة الولايات المتحدة.

تهيئة الأرض لأمر ما

وفيما يتعلق بالمرونة التي تقول الولايات المتحدة إن إسرائيل أبدتها في مسألة إدخال المساعدات للقطاع، يقول المحلل السياسي إن هذا الأمر ربما يعكس خوف قادة إسرائيل من احتمال صدور مذكرات اعتقال دولية بحقهم، لكنه في الوقت نفسه يرى أن الأمر ينطوي على مخطط أميركي إسرائيلي في جزء منه.

ووفقا للحيلة، فإن الميناء البحري الذي تقيمه الولايات المتحدة لنقل المساعدات سيكون جاهزا خلال مايو/أيار المقبل، إلى جانب محور نتساريم الذي سيفصل شمال القطاع عن جنوبه، بما يعني أن تل أبيب وواشنطن تهيئان الأرض لشيء ما خلال الشهر المقبل.

وهذا الشيء قد يكون بدء العملية العسكرية في رفح -كما يقول الحيلة- لأن عودة مسار التفاوض على الأسرى فجأة للسطح بعدما تراجع خلال الأسابيع الماضية “ربما يكون محاولة من نتنياهو لإظهار أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي التي رفضت التوصل لاتفاق، وبالتالي لم يعد هناك بد من مواصلة العمل العسكري”.

صفقة مصيرية

لكن يزبك يختلف مع هذا الطرح بقوله إن الضغط الداخلي يزداد بقوة على نتنياهو خصوصا بعدما هدد غانتس وآيزنكوت بالانسحاب من الحكومة، في حال عدم قبول للصفقة المطروحة على الطاولة.

لذلك، يقول يزبك “ربما يكون من الصعب على نتنياهو تضييع هذه الصفقة والتضحية بحكومة الحرب خصوصا وأنه يعرف جيدا أن وزيري الأمن إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش لن ينسحبا من الحكومة رغم تلويحهما المتواصل بذلك لأنهما حققا من خلالها مكاسب تاريخية لم يحصلا عليها من قبل”.

وفيما يتعلق بحديث المحلل السياسي عن احتمال وجود خطة إسرائيلية أميركية لدخول رفح والبقاء عسكريا بالقطاع، يقول الحيلة إن السؤال هنا يتعلق بحجم الضربات التي قد تتعرض لها قوات الاحتلال في غزة، مشيرا إلى أن أي إصابة مهما كانت بسيطة في صفوفه تزيد من حالة القلق داخل إسرائيل.

والأهم من كل ذلك -برأي يزبك- أن نتنياهو قد يقامر بعلاقاته مع بايدن لكنه لن يضحي بعلاقاته مع الولايات المتحدة خصوصا وأنه رهن تاريخه ومستقبله السياسي بهذه الحرب.

وعلى العكس من ذلك، يرى الحيلة أن الرئيس الأميركي يقامر بمستقبل الحزب الديمقراطي كله من أجل نتنياهو خصوصا مع تزايد الحراك الطلابي المناهض للحرب والذي يكشف مدى سقوط الإدارة الأميركية أخلاقيا في نظر هذه الفئة من الشباب.

وخلص الحيلة إلى أن واشنطن أدركت فشل نتنياهو عسكريا في غزة، وبالتالي تحاول جره إلى مقاربتها التي طرحتها أول الحرب والتي كانت ترفض الاجتياح البري الواسع للقطاع والاكتفاء بعمليات محدودة، وهو ما يحدث حاليا بالنسبة لرفح.

الأمر نفسه تفعله واشنطن في الجانب السياسي -برأي الحيلة- حيث تسعى لجر نتنياهو إلى مقاربتها السياسية والتي تحتم عليه التعامل مع السلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية التي تريد واشنطن أن يكون لها دور في مستقبل غزة.

أما عن التصريحات العربية بشأن ضرورة وقف الحرب، يقول الحيلة إن ما يقال في العلن يختلف عما يجري وراء الكواليس، مشيرا إلى أن الدول العربية لم تتخذ موقفا فاعلا ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة لإجبارهما على وقف الحرب على غزة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *