وصف رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري الهجوم على القنصلية الإيرانية بدمشق بأنه خطوة جنونية، وحمل واشنطن المسؤولية الرئيسية في تنفيذه.
وقال باقري -خلال كلمة له أثناء مراسم تشييع القيادي في الحرس الثوري محمد رضا زاهدي– إن إيران لن تبقى دون رد على الهجوم، وإن انتقامها سيكون حتميا وفي التوقيت الذي تحدده.
وفي تعليقه على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قال باقري إن إسرائيل لم تحقق أيا من أهدافها ولم تتمكن من القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
من جانبه، قال الحرس الثوري الإيراني إنه سيلبي المطالب الشعبية لمحاسبة إسرائيل وداعميها، بسبب الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، على حد تعبيره.
وشهدت مدينة أصفهان، وسط إيران، اليوم مراسم تشييع العميد محمد رضا زاهدي، أحد قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والذي قتل في هجوم صاروخي على مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق.
وشارك في التشييع عدد من القادة العسكريين الإيرانيين، من ضمنهم القائد العام للحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، اللواء إسماعيل قاآني.
والاثنين الماضي استهدفت إسرائيل في غارة القنصلية الإيرانية بدمشق، أدت لمقتل 7 ضباط إيرانيين بينهم القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني العميد محمد رضا زاهدي.
في السياق ذاته، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤوليْن إيرانيين قولهما إن طهران وضعت قواتها في حالة تأهب قصوى وتم اتخاذ قرار بالرد مباشرة لخلق الردع.
من جهة أخرى، قال مسؤول إسرائيلي للصحيفة إن محللين إسرائيليين خلصوا إلى أن إيران ستهاجم إسرائيل بنفسها لا عبر حزب الله.
كما أفاد مسؤول أميركي بأن الولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى لهجوم إيراني محتمل قد يستهدف أصولا إسرائيلية أو أميركية في المنطقة.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن متحدث باسم الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة حذرت إيران من استخدام الغارة الإسرائيلية في دمشق ذريعةً لمهاجمة أفراد أميركيين أو منشآت أميركية.
وأوضح المتحدث أن التحذير صدر بعد تلقّي رسالة من إيران.
إغلاق سفارات وقنصليات
وفي وقت سابق أمس الجمعة، أفادت شبكة “سي بي إس” استنادا لمعلومات استخبارية أميركية بأن توقيت وهدف الرد الإيراني غير معلومين حتى الآن.
وأضافت أنّ إسرائيل والولايات المتحدة مقتنعتان بأن إيران تستعد للرد على قصف قنصليتها بدمشق، لكن من غير المعروف ما إذا كانت طهران سترد من العراق أو سوريا أو الأراضي الإيرانية.
وترجح المصادر أن إيران قد تستهدف منشأة دبلوماسية إسرائيلية، وأن ذلك قد يحدث من الآن وحتى نهاية رمضان.
كما نقلت الشبكة عن المعلومات الاستخبارية الأميركية أن إيران تخطط لشن هجوم انتقامي يشمل طائرات مسيرة من طراز شاهد وصواريخ كروز.
وتحسبا لرد إيراني محتمل، قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” نقلا عن مصدر إسرائيلي إن 28 سفارة وقنصلية إسرائيلية تم إغلاقها مؤقتا بسبب تهديدات إيران ووكلائها.
وأكدت مصادر للصحيفة أن السفارات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم تم وضعها في حالة تأهب قصوى بعد التهديدات المتزايدة بشن هجوم إيراني على دبلوماسيين إسرائيليين.
وبحسب تقارير أولية، فإن هذا القرار، الذي نفته إسرائيل، تم اتخاذه بالاتفاق بين وزارة الخارجية وجهاز الشاباك الإسرائيلي.