أيدت فرنسا والدانمارك وألمانيا الضربات الأميركية البريطانية على أهداف لجماعة أنصار الله الحوثي في اليمن، في حين عبرت الصين والسعودية عن قلقهما للتطورات، فيما انتقدت روسيا الهجمات ودعت إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني -في بيان- إن “إيران تدين بشدة الهجمات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هذا الصباح على مدن عدة في اليمن”.
وأضاف كنعاني “نعتبر هذا انتهاكا واضحا لسيادة اليمن ووحدة أراضيه وخرقا للقوانين والأنظمة والحقوق الدولية”.
ودعت وزارة الخارجية الإيرانية المجتمع الدولي إلى التحرك بمسؤولية لمنع توسيع رقعة الحرب في المنطقة، مؤكدة أن واشنطن تتحمل مسؤولية تداعيات استهداف اليمن عسكريا وما يترتب على ذلك من نتائج.
واعتبرت الخارجية الإيرانية أن الضربات العسكرية الأميركية البريطانية تأتي في سياق دعم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقالت إن نتيجة تلك الضربات ستكون مزيدا من عدم الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد شنتا في وقت مبكر من فجر اليوم الجمعة ضربات جوية ضد أهداف للحوثيين في اليمن، وقال مسؤول أميركي للجزيرة إن الضربات استهدفت مواقع رادار ومنصات مسيّرات وصواريخ ومواقع رصد ساحلية، مشيرا إلى أن العملية انتهت “ولكن نحتفظ بحق الرد إذا تواصلت التهديدات”.
وأفاد مراسل الجزيرة في اليمن بأن قصفا أميركيا بريطانيا استهدف مطار صنعاء ومحيط مطار الحديدة ومناطق في مديرية زبيد ومعسكر كهلان بصعدة.
روسيا تدعو مجلس الأمن
من جهتها، دعت روسيا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن بعد الهجمات الأميركية البريطانية على اليمن.
وقال مصدر دبلوماسي للجزيرة إن روسيا وجهت دعوة لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة بشأن الغارات الأميركية والبريطانية التي استهدفت مواقع للحوثيين باليمن.
وأوضح المصدر أن روسيا وجهت رسالة إلى أعضاء مجلس الأمن اعتبرت فيها استخدام القوة في اليمن انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة.
كما قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن الضربات على اليمن تظهر التجاهل التام للقانون الدولي.
صور للقصف الأمريكي البريطاني على مدينة الحديدة غربي اليمن#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/LnbCX41toP
— قناة الجزيرة (@AJArabic) January 12, 2024
الصين تعرب عن قلقها
بدورها، عبرت الصين عن قلقها من تصعيد التوتر في البحر الأحمر، ودعت الأطراف المعنية إلى “التهدئة وممارسة ضبط نفس لمنع اتساع رقعة النزاع”، وفقا لبيان الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ.
وأكدت ماو أن الصين تحث “جميع الأطراف على المحافظة بشكل مشترك على الممرات المائية الدولية وتجنب مضايقة السفن المدنية، إذ إن ذلك يضر بالاقتصاد العالمي والتجارة”.
حزب الله يدين
كما أدان حزب الله بـ”شدة” الهجوم الأميركي البريطاني على اليمن، مشددا في بين نشره اليوم الجمعة على أن “العدوان الأميركي السافر” يؤكد أن أميركا “هي شريك كامل في المآسي والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة”.
وأكد أن “هذا العدوان لن يثني اليمن عن مواصلة الطريق في دعم الشعب الفلسطيني والانتصار لقضيته المحقة والعادلة”.
السعودية تدعو لضبط النفس
من ناحيتها، أعربت المملكة العربية السعودية اليوم الجمعة عن قلقها البالغ إزاء العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرض لها اليمن.
وأكدت في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، ودعت إلى “ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث”.
الأردن يتابع بقلق
بدوره، قال وزير الخارجية الأردني إن الأردن يتابع بقلق تطورات الأوضاع في البحر الأحمر، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية (بترا).
العراق: الغرب يرتكب حماقة أخرى
وفي العراق، أكد المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي فادي الشمري اليوم الجمعة في تغريدة على منصة إكس أن الغرب “يوسع دائرة الصراع والتوترات في المنطقة”.
وأضاف الشمري أنه “بينما يفترض أن يعمل الغرب على إعادة ترميم عاره بقصص حقوق الإنسان والحيوان التي أسقطتها المواقف تجاه حرب إسرائيل ضد فلسطين وأطفال ونساء ومدنيي غزة ها هو يرتكب حماقة أخرى بتوسيع دائرة الصراع وزيادة التوترات في المنطقة، فيما يطالب الآخرين بضبط النفس وتخفيض مواطن التوتر وعدم التصعيد”.
مواقف مؤيدة للهجمات الأميركية
في المقابل، أكدت فرنسا مجددا إدانتها هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، وقالت إن الحوثيين يتحملون مسؤولية “جسيمة للغاية” عن التصعيد في المنطقة.
وفي الدانمارك، قال وزير الخارجية لارس لوك راسموسن في بيان اليوم الجمعة إن بلاده تدعم بشكل كامل الضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين في اليمن.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الألمانية اليوم إن الضربات الأميركية البريطانية على أهداف للحوثيين في اليمن كانت تهدف إلى منع وقوع المزيد من الهجمات في البحر الأحمر، مؤكدة أن هدفها هو “تهدئة التوترات واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر”.
وكان وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي قال لإذاعة “راديو تايمز” اليوم الجمعة إن الضربات التي شنتها بريطانيا والولايات المتحدة خلال الليل على أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن كانت دفاعا عن النفس.
كما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الحوثيين تعد “دفاعية”، محذرا من إجراءات أخرى في حال واصل الحوثيون مهاجمة سفن في البحر الأحمر.
وشدد بايدن على أن التدخل العسكري الأخير في المنطقة كان ضروريا نظرا إلى أن الهجمات الحوثية “تعرّض حرية الملاحة في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم للخطر”.
الحوثيون يتوعدون
في المقابل، قالت جماعة الحوثي إن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على الحركة لن تمر “دون رد ودون عقاب”، مشيرة إلى مقتل 5 مقاتلين وإصابة 6 آخرين، مؤكدة أنها ستواصل منع مرور السفن في البحر الأحمر وبحر العرب.
وكان القيادي في جماعة أنصار الله الحوثيين عبد الله بن عامر قال للجزيرة إن الضربات استهدفت مواقع عسكرية في محيط صنعاء والحديدة، ووصف الضربات بـ”الخاطفة”، لكنه شدد على أن الحوثيين لم يترددوا في الرد، وأكد أن لدى الجماعة “قدرات، مما يتيح لنا الدفاع المشروع عن النفس”.
من جانبه، قال علي القحوم القيادي في أنصار الله الحوثيين وعضو المكتب السياسي للجماعة إن قواته ترد بقوة على البوارج الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر.
وأكد القيادي في جماعة أنصار الله الحوثيين حسين العزي أنه سيتعين على أميركا وبريطانيا الاستعداد لدفع ثمن باهظ وتحمّل كافة العواقب الوخيمة “لهذا العدوان السافر”، حسب قوله.