دراسة تُغيِّر مفاهيم العلماء.. باحثون بالسويد: القلب يملك “دماغًا صغيرًا” خاصًّا به

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

في دراسة قد تُغيِّر المفاهيم السائدة لدى العلماء، كشف باحثون بالسويد أن قلب الإنسان لديه نظامه العصبي المعقد من أجل التحكم في إيقاعه، الذي يطلق عليه اسم “الدماغ الصغير” نظرًا لدوره الحيوي في تنظيم ضربات القلب.

وبحسب موقع “ميديكال إكسبريس” الطبي، كان العلماء يعتقدون منذ فترة طويلة أن القلب يخضع بالكامل للتحكم من قِبل الجهاز العصبي اللاإرادي الذي ينقل الإشارات من الدماغ. وبناء على هذا الاعتقاد اعتبر العلماء أن الشبكة العصبية الموجودة في جدار القلب بنية بسيطة، تنقل الإشارات من الدماغ.

ومع ذلك، تشير دراسة حديثة في قسم علوم الأعصاب بمعهد كارولينسكا في السويد إلى أن لهذه الشبكة العصبية وظيفة أكثر تعقيدًا من ذلك.

مفاجأة.. “القلب له دماغ صغير”

والدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة “اتصالات الطبيعة” في 4 ديسمبر 2024 تُغيِّر مفاهيمنا حول كيفية التحكم في إيقاع القلب؛ ما يفتح آفاقًا لفَهْم أمراض القلب، وتطوير علاجات مبتكرة.

واكتشف الباحثون الآن أن القلب لديه نظامه العصبي المعقد الذي يُعَدُّ أمرًا بالغ الأهمية للتحكم في إيقاعه، الذي يُطلَق عليه اسم “الدماغ الصغير” نظرًا لدوره الحيوي في تنظيم ضربات القلب.

ويشرح كونستانتينوس أمباتزيس، الباحث الرئيسي والمحاضر في قسم علوم الأعصاب بمعهد كارولينسكا في السويد، الذي قاد الدراسة، بأن هذا “الدماغ الصغير يلعب دورًا رئيسيًّا في الحفاظ على ضربات القلب والتحكم فيها، وهو مشابه لكيفية تنظيم الدماغ للوظائف الإيقاعية، مثل الحركة والتنفس”.

اكتشاف يتحدى المفاهيم الحالية

وقد حدَّد فريق البحث السويدي، بالتعاون مع جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة، أنواعًا عدة من الخلايا العصبية في القلب، لها وظائف مختلفة، بما في ذلك مجموعة صغيرة من الخلايا العصبية ذات خصائص منظمة لضربات القلب.

ويتحدى هذا الاكتشاف النظرة الحالية لكيفية التحكم في ضربات القلب، التي قد يكون لها آثار سريرية.

“فوجئنا بمدى تعقيد الجهاز العصبي في القلب”

ويقول “أمباتزيس”: “لقد فوجئنا برؤية مدى تعقيد الجهاز العصبي داخل القلب. إن فَهم هذا النظام بشكل أفضل يمكن أن يؤدي إلى رؤى جديدة لأمراض القلب، والمساعدة في تطوير علاجات جديدة لأمراض، مثل عدم انتظام ضربات القلب”.

وأُجريت الدراسة على سمكة الزرد، وهي نموذج حيواني، يُظهر تشابهًا قويًّا مع معدل ضربات القلب والوظائف القلبية العامة لدى البشر.

وتمكَّن الباحثون من رسم خريطة لتكوين وتنظيم الخلايا العصبية داخل القلب ووظائفها، باستخدام مجموعة من الأساليب، مثل تسلسل الحمض النووي الريبوزي أحادي الخلية، والدراسات التشريحية، والتقنيات الكهربية الفيزيولوجية.

الخطوة القادمة للعلماء

ويوضح “أمباتزيس”: “سنواصل الآن التحقيق في كيفية تفاعُل دماغ القلب مع الدماغ الفعلي لتنظيم وظائف القلب في ظل ظروف مختلفة، مثل التمرين أو الإجهاد أو المرض. ونهدف إلى تحديد أهداف علاجية جديدة من خلال فحص كيفية مساهمة الاضطرابات في الشبكة العصبية للقلب في اضطرابات القلب المختلفة”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *